وقفة تأمل.. بين حشدين!
موسم كأس العالم لكرة القدم ينعقد مرة كل أربع سنوات، ويحتشد فيه حوالي مليون شخص من المشجعين، وتستنفر...
مائة وتسعة وعشرون عاما من الاستعمار البريطاني تم خلالها محاولة فصل عدن عن محيطها العربي، وتم خلالها تكريس واقع التجزئة بين إمارات وسلطنات الجنوب، وعزلها خلف أسوار غليظة من الجهل والتخلف والمرض، إلى حد أن ابن الضالع أو يافع أو دثينة أو غيرها من إمارات الجنوب المسماه (محميات) كان يوصف بالأجنبي في سجلات المستعمرة في عدن!.
رغم القوة الاستعمارية البريطانية إلا أن الشعب اليمني في عدن وسائر مناطق الجنوب قد قاوم الاحتلال من لحظة دخوله الأولى يوم 19 يناير 1839م، ثم تعددت أشكال الرفض الشعبي له من خلال الانتفاضات القبلية والاضرابات العمالية والحركات المدنية، ثم توج كل ذلك بثورة أكتوبر المجيدة عام 1963م التي نجحت في تحقيق الاستقلال، وإسقاط الحكم الانجلوسلاطيني، وإعادة عدن الغالية الى حضنها العربي ووحدتها مع سائر مناطق الجنوب في دولة وطنية واحدة.
غير صحيح أن يوصف الاستعمار البريطاني بالشريك، فالمنطق يقول: إن الاحتلال الاجنبي والوطنية ضدان لا يجتمعان، وحقائق التاريخ تقول: إن الاستعمار البريطاني طوال فترة احتلاله للجنوب لم يكن له أي شريك وطني من ابناء الجنوب سوى أؤلئك النفر من المرتزقة الذين رحلوا برحيله يوم 30 نوفمبر 1967م، وأخذوا مقاعدهم في أسفل دركات مزبلة التاريخ.