القرار الاممي ١٣٢٥ المرأة والسلام والأمن دعوة للمواجهة وتحمل المسؤوليات( ح٢)
تهدف الحملة النسوية للقرار الأممي ١٣٢٥ للمرأة والسلام والأمن إلى البحث في جزئياته المتعددة في إتجاهي...
الإرهاب الذي ظلت الاجهزة الامنية و الجماعات المسلحة والمليشيات تحدثنا عنه ، والمتمثلة بالمجاميع الملتحية التي ترتدي قمصان فوق الكعب ، وتتسلح بالأسلحة البيضاء والسوداء المشحوذة و المشحونة اللامعة ، ليس هو ماأريد الكتابة والتحدث عنه هنا ، ليس إرهاب القاعدة وداعش و السلفية الجهادية أو الحوثية العقائدية ، فهذا الإرهاب الذي تم القضاء عليه - كما يزعمون - ، جاءنا بدل عنه إرهاب ليس له معالم ، فهو ليس إرهاب من ذكرتهم سابقا ، أنه إرهاب أخر ، سفكت بسببه في عدن دماء غزيرة ولازالت ، هذا الإرهاب الذي زج في السجن بمئات الشباب أن لم يكونوا ألاف معظمهم لم يدانوا بدليل واضح ، هذا الإرهاب مازال بعض الصحفيين يكتبوا عنه وتلصق تبعاته بالأحزاب الإسلامية أو الشرعية أو العكس ، تحمل بعضها البعض المسؤولية المعنوية عنه ، وهذا النوع من الإرهاب هو الذي أمتد إلينا و صمتنا عنه بحجة - ان أمننا يعمل لمحاربة الإرهاب - .
أني أكتب عن إرهاب أخر ، إرهاب أخطر ، إرهابا متفشيا ، إرهاب ينال من البسطاء ، ويهدد البسطاء و الناس العاديين فقط .
إرهاب في عدن ولأهالي عدن التي كانت إلى وقت قريب مدينتي التي أعشق وأهوى وأهيم بها ، إرهاب في عدن التي كانت الآمال تملأ الناس فيها بأن التحالف العربي وتحديدا الأمارات ستأتي لإحداث تغيير جذري فيها ، في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وبالفعل جاءت إلينا راعية لقوات تكافح الإرهاب - واي إرهاب ياترى - جاءت تكافحنا نحن البسطاء / مواطنين ومواطنات ....كنا نأمل في أن تعود عدن نموذج لعاصمة تسير بخطى ثابتة نحو التحديث والحداثة ، لكن أصبح هناك إرهاب عاصمة تشكو من الفقر والأمية والبطالة ، والتي كنا نأمل بأن نجدها - عدن- التي أرتسمت في ذاكرتنا ، عدن الأمن والأمان ، عدن المحبة والتعايش والخصوصيات الجميلة التي تميزها طيلة عقود من الزمن - ومع ذلك لست من ناكرات الجميل ايضا ، فالعهد الاشتراكي حقق فعلا نظام وامن لايستهان به وحقق تقدما في عدة مجالات لايتسع الزمن لسردها الان - إلى أن جاء الإرهاب الجديد ، وحدث ماحدث في 28 يناير 2018م ، وكانت أمالي كبيرة في أن يحدث توافق سياسي بين الشرعية و المكونات السياسية التي تصارعت حينها ، ويلم شملها التحالف العربي ، كل هذه الآمال لم تشفع باللا يكون في عدن إرهاب من نوع أخر .
فماقيمة كل هذه الامال ، حين يسلب الأمن والأمان منا ، ونشعر بإننا مهددون في كل نفس نتنفسه ، وكل خطوة نخطوها خارج بيوتنا - وربما في داخل بيوتنا - ، ماقيمة الأمل والحلم والوعد و الخطابات و الافتتاحات و المساعدات والهبات والتبرعات ، حين ينتشر الرعب في أوساطنا ، بسبب تفشي ظاهرة الاعتداءات بالشاصات والمدرعات و الاطقم الاخرى وبالسلاح اي كان نوعه على الأبرياء ، اللذين واللواتي ليس لهم/ لهن قدرة على المواجهة ، حتى وان كنا قادرين/ ات على المواجهة من سنواجه ، بلاطجة منحرفين ، محششين ، محببين ..إلخ ، و يحملون أسلحة متنوعة و لايترددون في إشهارها وإستخدامها وإستعمالها ضد أي احد مسالم ، ضد حتى الشيوخ اللذين يوجهون لهم النصيحة ، فماذا أسمي ذلك ؟
أليس ذلك بإرهاب ؟.
بالأمس قالوا لنا أن هؤلاء " كل من لديه شاصات ومدرعات واطقم اخرى .....وغيرها و أسلحة " تدربوا ورصدت لهم ميزانية ضخمة من الأموال لمواجهة الإرهاب ، وأستبشرنا خيرا ، بإعادة الأمن لعدن ، وبعد فترة زمنية لم نكن نتخيل ان تصبح هذه الشاصات والمدرعات والاطقم الاخرى والاسلحة و العسكر - اي كانت تسميتهم- تكافحنا نحن - الإرهابيين - ، تحاربنا نحن إغتيالا وإختطافا و إعتقالا و إغتصابا وإعتداءا و أصطداما ونهبا وسلبا وسبا وقذفا ...فنحن البسطاء صرنا- الإرهاب - .
فأجهزة الرعب مختلفة التسميات لم تعد تفرق بين المجرمين و المواطنين ، مادام ان المواطنين/المواطنات لا أمان لهم/لهن يستظلون/ن به ، فلابد من مكافحتهم/ مكافحتهن.
أين هو جهاز أمننا من كل طموحاتنا وتطلعاتنا بمستقبل زاهر؟ أين هو جهاز أمننا من تشدق مسئولينا بأن الأمان والطمأنينة تنتشر في كل جنبات عدن ؟ أين هو جهاز أمننا من إرهابنا ، وقتلنا و إغتيالنا وإختطافنا وسرقة أموالنا و أغراضنا وأراضينا والاعتداء على معالمنا ومدنيتنا ومدينتنا في وضح النهار؟ ثم ما قيمة رصد الميزانيات وصرفها فيما لايخص الأمن ، ومكافحة الإرهاب وإجتماع الوزير بالمدير ، و تصريحات الوزير والمدير ومشاركة المدير فعاليات مختلفة في المجتمع و تعيين فلان وعلان و تشكيل قوات امنية مختلفة ومتنوعة تحظى برعاية إماراتية عالية المستوى - ماقيمة ومافائدة كل هذا ، أن كان الامن نفسه منعدما بين الناس/ المواطنين ؟ إذا كان امن المواطنين من أولويات همكم لقضيتم على هذه الظواهر السيئة أو على الأقل أنتبهتم إلى شكاوي المواطنين ، لكن كل همكم هو ذر الرماد في العيون ، عبر بهرجت وتزيين الواجهات ، أما الداخل فهو متعفن فاسد ، ينذر بتفشي الظواهر السيئة وإفساد كل شيء .
إنني لا أتحدث عن أحداث معزولة هنا أو هناك في عدن إنني أتحدث عن ظواهر تفشت فيها ، أتحدث عن التعرض للمواطنين في وضح النهار وتهديدهم بالسلاح ، وقتلهم وجرحهم والاعتداء عليهم ....إلخ ، وحين أقول إنها ظواهر ، فإنني لا أبالغ ، فكثير من الناس تعرضوا لهذا الإرهاب وألتزموا الصمت ، خوفا من تلفيق الاتهامات لهم/لهن وإخفائهم/ إخفائهن .
هذا كله ولا من يحرك ساكنا في جهاز أمننا الذي يظهر أنه انشغل بإلقاء القبض على أصحاب اللحى وخطباء المساجد ، وأنشغل بحراسة الفنادق ، وبيوت قادة الأمن والجماعات المسلحة و بعض المسئولين الكبار في معاشيق ، وتجار المخدرات ، وفي موكب القادة ، وبعض النقاط التي لا معنى لوجودها ، وبعض الاراضي التي تم الاستيلاء عليها و بعض البيوت التي تم إقتحامها ، والعشوائيات التي يتم بناءها في جوف المعالم الاثرية ....وماخفي كان أعظم .
وترك المواطن في عدن ، لمواجهة المجهول ...لانه إرهابي
أين أنتم ياحكومة الشرعية و أجهزة الأمن ، ويامن تزعمون بتفويض الشعب لكم ، يا قوات الدعم والاسناد ومكافحة الإرهاب والحزام الامني وكل الجماعات المسلحة التي تحت رعاية التحالف العربي ...وغير التحالف العربي.
أين انتم ؟ لتنددوا بهذه الظواهر التي ستحصد كل شيء جميل ؟ أينكم لتنددوا بظواهر خطيرة ستحصد الأخضر واليابس؟
ستقولون إنها ليست ظواهر ، بل هي تصرفات " إعتداءات فردية على المواطنين العاديين " ، وهي ظواهر معقدة مرتبطة بما هو اقتصادي واجتماعي وسياسي... إلخ. وككل مرة ستقولون لنا إن ما أفسد في ٣٣ عاما في العهد السابق يستلزم وقتا طويلا للخروج بعدن من الصدمة ، التي أصبحت فيها ، وتقولون كل أولئك - ممن ذكرت من القوات والجماعات المسلحة- ، هم حراس أمنكم وهم دائما في خدمتكم ، وحمايتكم من الإرهاب الملتحي ذو الراية السوداء ، نحن نعجز عن شكركم تجاه ذلك الأمر..
لكن لماذا تحولت كل تلك الاجهزة الامنية والجماعات المسلحة بكل مسمياتها ، إلى جعل المواطن إرهابي ؟ و اصبح نضال البسطاء من أجل لقمة العيش والحفاظ على حفنة كرامة و قليل من الشرف وقول الحق ....إلخ هو إرهاب .
عليكم أن تفيقوا من غفلتكم تلك ...
فيا من لا يهمهم من مناصبهم في جهاز الأمن و الجماعات المسلحة - اي كان تسميتها ورعايتها- سوى البذلة الرسمية والسلطة لاستغلالها قصد تحقيق المصالح الشخصية. أفيقوا وتوقفوا عن ترديد عبارة: ( انا ومن بعدي الطوفان) .
إن المسألة ترتبط بوطن ومواطنين يعيشون تحت راية دولة يجب أن يكون من أولويات أولوياتها تثبيت الأمن والأمان والسلام ...
" قبل أستعادة دولة الجنوب ، وقبل الفيدرالية بأقليمين او بالستة أقاليم أو حتى بالوحده ".
" على روحك السلام... يارأفت "