القرار الاممي ١٣٢٥ المرأة والسلام والأمن دعوة للمواجهة وتحمل المسؤوليات( ح٢)
تهدف الحملة النسوية للقرار الأممي ١٣٢٥ للمرأة والسلام والأمن إلى البحث في جزئياته المتعددة في إتجاهي...
في هذا العام ، وعلى غير العادة ، قرأت كثير من التهاني بمناسبة عيد المرأة ، على وسائل التواصل الاجتماعي من الزملاء والاصدقاء " رجالا ونساء " ، ولم أكن سعيدة بتلك التهنئة والأمنيات ، لأنها ستنتهي بمجرد إنتهاء يوم الثامن من مارس ، فالأمنيات والتهاني التي لاتقترن بالسلوك ، والأقوال التي لاتقترن بالأفعال تصبح مجردة من معانيها ، لتعود المرأة علكة في أفواه العديد من هؤلاء ، تلوكها السنتهم/ هن بكل كلمات السوء والشر يتناولون/ تتناولن الحديث عنها كجمرة من جهنم و تؤام أبليس ، بغض النظر عمن هي و ماذا فعلت وقدمت و من تكون .....؟ ، وتحول المرأة إلى قطعة لاقيمة لها من تلك الأقاويل والنظرة التي تجعلها كائن لا معنى لوجودها ، هذه هي التناقضات التي يعيشها الكثير من أفراد المجتمع اليمني ، طيلة فترات زمنية متعاقبة ، يتم فيها تبجيل المرأة في الخطابات السياسية ، والمنشورات الاجتماعية فقط ، وفي السلوك العام ينتفي وجودها أي كانت أم ، اخت ، زوجة ، ابنة ، زميلة عمل .....وفي ذات الخطاب والمنشور يتحدث عنها الرجل بصيغة الحق التابع له ، فيقول عنها أنها امنا واختنا و...إلخ ، وهو بذلك مازال يلف بها حول ذاته العظيمة ، جاعلا من نفسه نواة البشرية و محور هذا الكون ، لا يطلقها من خطابه واقواله بإعتبارها إنسان تتمتع بذات الحقوق ، وقائمة بذاتها ومستقله ، لها قيمتها التي تجسدها بما حققته من إنجازات و نجاحات في هذه الحياة و تجاه المجتمع .
هذه التناقضات التي تنعكس بالمعاملات تجاه المرأة في البيت والشارع والعمل ....وغيره ، تأتي على أشكال عدة من التهميش و الإزدراء والسخرية و الاحتقار والإقصاء للمرأة .... ، والمؤلم ان نجد في مجمل هذه المنظومة للسلوكيات العديد من النساء يشجعنها ويقلدنها ...، بل ويقمن بها وبإصرار أكثر مما يقم به الرجل ، - أنا لا أتحامل على أحد هنا- ، بالقدر الذي أطمح فيه إلى أن نعالج أنفسنا من مرض تلك التناقضات التي تعشش في دواخلنا وتنعكس على سلوكياتنا و معاملاتنا ، نقضي على معاناتنا اليومية بظلم المرأة قولا وفعلا ، و نبدأ من هذا اليوم ، بمناهضة ذلك الظلم ، ونعترف جهرا بأن المرأة أيضا هي عمود اخر يستقيم به الوطن مثل الرجل ، بل وأفضل بها يصبح المجتمع طيب الاعراقي ، مجتمع سوي غير متناقض ، ولايعاني من الانفصام بين مايقوله ومايفعله ، مجتمع أن تمنى السعادة لغيره ، فأن السعادة لحن معيشته ، و أن دعى إلى المحبة ، فأن المحبة تنساب من فؤاده ، وأن ناضل من أجل السلام ، فأن السلام يفيض من قلبه ، وأن طالب بالقانون والنظام ، فلأنهما إيقاع حياته دعونا إبتداءا من هذا اليوم وطيلة الاعوام القادمة نتعامل بإنسانيتنا ، برفع الظلم عن المرأة إينما كانت وتكون وستكون ، وكيفما كانت وتكون وستكون ، وندعو أنفسنا قولا وفعلا على أن نجسد مكارم الأخلاق ...