رسالة الى عبود خواجة

د. عبد الناصر الوالي

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي جاوز الظالمون المدى

اخي وصديقي فنان الجنوب عبود خواجه 

وانا أخاطبك في العلن هنا ارجو ان تصلك رسالتي وانت في أتم الصحة وموفور العافية

تمهل يا صديقي الربان. نحن في خضم معركة عظيمة فيها نكون او لا نكون. تكالبت علينا الاعادي من كل حدب وصوب. جنوبنا الحبيب قاب قوسين او ادنى من النهوض مجدداً وكسر ما تبقى من اغلال. مرحلة طويلة من الكفاح والنضال خاضها شعبنا على مدى اكثر من 23 عام.سقط فيها في الطريق الكثير من الأهل والاحبة والاصدقاء والزملاء ومنهم من جرح او هجر او نزح. مئات الشهداء والجرحى وعشرات المليونيات. ازهقت ارواحنا وسفكت دمائنا وبحت أصواتنا وجفت أقلامنا ونحن نطالب بحقنا في الحياة والعيش الكريم بعد ان تجنى علينا بنوا عمومتنا واخوتنا في الدين والجوار. لم يستمع إلينا ولَم ينصت ولَم يلتفت إلينا احد. لم تصرخ الجزيرة ولَم تندد العربية اما ألبي بي سي فقد قال لنا احد ابنا جلدتها حينها( من انتم؟ نحن لا نسمع عنكم). كنا مليئين بالغضب والغيض وتكاد صدورنا ان تنفجر. وفِي الغزوة الثانية على الجنوب في 2015 م تجمع كل غضبنا وغيضنا وقهرنا المكبوت وانفجر في وجه العدوان ونحن نردد بعدك( اما استعدنا الكرامة او موت وسط الميادين) لصاحبها الشاعر المكعبي وبالمناسبة هو معنا وهو ايضاً يقرئك السلام. 

 

عزيزي الربان شاعر الجنوب الحر

 

لم تكن صدورنا العارية ولا سواعدنا القوية ولا عزيمتنا الفذة تكفي في التصدي لجحافل الغزاة المدججين بكل انواع أسلحة الدمار والموت يقودهم ويوججهم الجشع والطمع ويملأهم الاستعلاء والتجبر ويحفزهم المعتقد بانهم يستبيحون بلاد الكفار وملاحدة الارض. 

 

صديقي عبود

 

ونحن في خضم المعركة ومدننا وقرانا تسقط الواحدة تلو الاخرى تحت اقدام جحافل الغزاة وحين بدأت الشجاعة تنحسر امام الكثرة في العدد والعتاد ظهرت مريم في السماء تدك معاقل الغزاة وتدخلت أيادي الإخوة الاشقاء في دول التحالف للنجدة وانخرطوا معنا في التصدي للظلم والجبروت وامتزجت دماءهم ودماءنا الزكية وسقينا معاً ارضنا الطاهرة حتى طردنا الغزاة من اخر شبر من جنوبنا الحبيب. 

 

العزيز عبود

 

المعركة لا زالت مستمرة حتى اليوم وهذا متوقع بعد ان تدخل العالم كله فيها كلاً يبحث عن مصالحه التي فقدت او التي يتمنى ان يتحصل عليها. ولكن ماهو غير متوقع ان هناك من يريد ان يعيد الغزاة مرة اخرى وهذه المرة بدون سلاح وانما انسياب ناعم تحت مسميات براقه وبصفات جديدة من مخرجات الى نزوح الى توظيف الى هروب والى زيارة لعاصمتهم الجديدة الموقته والتي لم ولن تكون لهم ابداً. 

 

اخي الربان

 

الاشقاء لم ياتوا ليحلوا مسألة فشل الوحدة بين الشمال والجنوب هذه مهمتنا ونحن لها ان شاء الله. ولكنهم لن يرتضوا ولا يرتضون لنا ان نعاني مرة اخرى من الظلم والفساد وقبول الظلمة والمفسدين هم يسعون جاهدين لمنع ذلك ويعانون مثلنا الأمرين من هذه القوى التي تأبى الا ان تحكم او تقتل. 

 

اخي وصديقي عبود خواجة

 

كلنا مثلك يملؤنا الغضب ونكاد ننفجر من الغيض ومنا من أصيب بالقهر والإحباط من هذا الوضع. وانا لا ألومك لو تفجر بعنف غضبك وتمردك على هذا الوضع فأنت فنان مليء بالاحاسيس والعواطف وهذا حقك. فقط انا اطلب منك ان تتأنى وتصبر فالأمر ليس كما تحاول ان تصوره اكبر منظومة حزبية وإعلامية عرفها الوطن العربي على مر التاريخ. صدقني نحن هنا في الداخل نعي جيداً ما يدور ونتفهم ما يحدث. هذا لا يعني ان ليس هناك ما لا يرضينا ولكن نحن لسنا ملائكة معصومين من الخطأ وحلفائنا بشر مثلنا وجدوا أنفسهم في معترك تاريخي فاصل اما نكون فيه او لا نكون نحن وهم.

 

اخي شاعر الجنوب

 

ستاتي باْذن الله الدولة التي حلمنا بها انا وانت وسنعمل معاً على تصحيح ما نستطيع والوقت كفيل بإيضاح كل شيء. وتبقى انت منا ونحن منك.

أخي، جاوز الظالمون المـدى......فحقَّ الجهادُ، وحقَّ الفـِدا

 

أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبــةَ ...... مجد الأبوَّةِ والســـؤددا؟

 

وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيـوفِ... يُجيبونَ صوتًا الردى أوالصدى

 

فجرِّدْ حسامَكَ من غمــدِهِ ........فليس لهُ، بعدُ، أن يُغمـدا

----------

أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيُّ...... أرى اليوم موعدنا لا الغـدا

 

أخي، أقبل الشرقُ في أمــةٍ......تردُّ الضلال وتُحيي الهُـدى

-------------

صبرنا على غدْرِهم قادرينــا......و كنا لَهُمْ قدرًا مُرصــدًا

 

طلعْنا عليهم طلوع المنـونِ.....فطاروا هباءً، وصاروا سُدى

-------------

أخي، إن جرى في ثراها دمي .....وشبَّ الضرام بها موقـدا

 

ففتِّشْ على مهجـــةٍ حُرَّة ...... أبَتْ أن يَمُرَّ عليها العِــدا

 

وَخُذْ راية الحق بقبضــةٍ......جلاها الوَغَى، و نماها النَّدى

 

وقبِّل شهيدًا على أرضهـــا ......دعا باسم الله و استشهـدا ( علي محمود طه).

 تحياتي

ا. د. عبدالناصر الوالي

عدن 

18 مارس 2019م

قبل اسبوع من 25 مارس ذكرى عاصفة الحزم.

مقالات الكاتب