الطبيب الإنسان
كنت طفلًا صغيرًا حين كانت أمي تحملني على ظهرها في فوج من النسوة؛ فيهن الراجلة على قدميها، والراكبة ع...
حقيقةالصراع الذي يجري في الجنوب هو صراع مشاريع مناطقية،تتخذ من القضايا الوطنية دثارًا؛تتدثر به،لتحقيق مصالح شخضية،وفئوية ضيقة،هذه العقليَّة تعيد إنتاج تجارب متعفنة،لم يجن منها الجنوب سوى الويلات والمآسي .
فبعد نجاح هذه الفئة في تسويق مشروعها في وسطها المناطقي،استبدَّ به الهوس والتشنج حتى وصل به الأمر إلى حد الوصاية على الآخر،فهي من تختار،وهي من تقرر،وما على الناس إلا إن تسمعها،وتطيعها،ومن لايسمعها،أو يطيعها، ستسلقه ألسنة التخوين،والعمالة،والارتزاق،والتشكيك في جنوبيته،ولو أتى بكل الوثائق الثبوتية،التي تثبت جنوبيته،حتى جده الخامس عشر .
فئة جعلت من نفسها مقدسة،حتى استبدَّت هذه القناعة بها،فصارت المتحكم في سلوكها، وتعاملها مع الآخر،بدليل حرصها على التواجد في كل محافظة في الجنوب،في حين لن تجد جنوبيًا واحدًا فيها،في وظيفة رسمية،أو خاصة،ومن يكذِّب قولي فليأتني بجنوبي واحد،ولو حارس عمارة،يعمل في معقل هذه الفئة،في الوقت الذي وصل أفراد هذه الفئة،إلى أقصى حضرموت والمهرة وسقطرى،بذريعة أنهم الفئة الوحيدة المؤتمنة على القضية الجنوبية،كما كانوا من قبل الفئة الوحيدة المؤتمنة على مكاسب الحزب والدولة !
هذا السُّعار سيكون له مابعده،إذا لم يتداعى الناس؛لكبح جماح هذا النزق،والتطرف الشوفيني،لأن التمادي في السكوت،وغض الطرف عن تنامي هذه العقلية،وتمددها على حساب الآخرين،سيقود إلى نفس الحماقات والكوارث،التي تسببت فيها هذه الفئة من قبل،ثم تبرَّأت منها .