تريم الغناء ..المدينه التي تصوم الدهر

كريتر سكاي - خالد بن عمران

تتميز بعض المدن عن غيرها من حواضر العالم الإسلامي ببعض الفضائل والمناسبات الدينية والروحية .

وهذا التميز يعبر  بحق عن ثقافة سكان تلك المدينة وأدبياتهم ، وتأصلها في وجدانهم الفكري والروحي ولاشك انها تنبثق من شريعتنا الإسلامية الغراء ، وتدل على معتقداتهم الحسنة ، وهي مبعث فخر وإعتزاز الجميع.


ومدينة تريم تنفرد عن غيرها  بكثير من الخصائص في مجالات وجوانب الحياة، لازالت اليوم تقاوم تحديات التفريط والعولمة ، ولازال سكانها يحرصون على مواصلة مسيرة التربية في نفوس الأجيال ، و تغذيتهم فكريا وروحيا جيل بعد جيل.


ومن ذلك صيام الست من شوال ، وهي ظاهرة تربوية وروحية ودينية فريدة تتكرر فضائلها ومظاهرها في هذه المدينة كل عام.


ولهذا قد يلاحظ المرء إن الأجواء في هذه الأيام لاتتغير كثيرا عن الأجواء في شهر رمضان ، وربما شعر إنه لم يغادرها ذلك الشهر بروحانيته ومظاهره من عبادة وصلاة وتسبيح وان غاب عنها فقط صلاة التراويح.


ونود الإشارة إلى ان بعض العائلات في هذه الأيام ( الست ) تحرص على دعوة الأهل والأقارب للتزاور وإقامة بعض العزومات والزيارات التي  ربما قد تحاشوها في ذلك الشهر الفضيل ، وعدم التفريط في استغلال أوقاته ؛ حرصا  منهم  في التقرب والعبادة في أيامه ولياليه المباركة.


كما قد يلاحظ الزائر  ان معظم المطاعم والمقاهي في المدينة شبه مغلقة صباحا وعصرا ، و تزاول برنامجها الرمضاني بصورة تامة ليلا.


ولايمنع من وجود محلات أخرى مفتوحة تلبي إحتياجات بعض الوافدين أو قد تشاهد أشخاص وهم يمارسون ويتعاطون متطلباتهم برحابة وسماحة وقبول من القاطنين ، وليس كما يزعم البعض أو قد يظنه الغير.


والحقيقة إن الحركة  في هذه الأيام  نشطه كعادتها في ليالي رمضان ولكن مع تناقص ملحوظ في ساعات الليل الأخيرة ونحسب ذلك ان غايته التهئية النفسية والجسدية لمرحلة مابعد صيام الست للعمل ومعاودة السعي لمتطلبات الحياة الأخرى.


ومن لطائفهم الإحتفاء بإكتمال صيام هذه الأيام بما يسمى ( عيدالست) فرحا وإبتهاجا بأداء وإحياء هذه السنة المباركة وتوديعا للشهر الكريم ، وجبرا للخلل إن عرض فيه للصائم.


وحق لمدينة الصيام أن تزهو وتبتهج  وفخر لأهلها  أن يصفها المرء بالمدينة التي تصوم الدهر كما قال عليه الصلاة والسلام : (من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر)
والحمدلله رب العالمين.