مفاوضات اليمن تنتهي قبل أن تبدأ.. والحوثي يتهم التحالف

عدن(سكاي كريتر) متابعات

انهارت محادثات منتظرة منذ مدة طويلة بين طرفي النزاع في اليمن، السبت، حتى قبل انطلاقها، بعدما رفض الحوثيون السفر إلى جنيف، في حين حمل زعيمهم التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤولية فشل المفاوضات.


وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، إنه أجرى "مشاورات مثمرة" مع الوفد الذي يمثل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكنه أقر بأنه لم ينجح في إقناع وفد الحوثيين بالقدوم إلى جنيف، ما دفع وفد الحكومة إلى الرجوع لليمن. 


وقال غريفيث: "لم نتمكن من إقناع وفد صنعاء بالقدوم إلى هنا. لم ننجح بذلك بكل بساطة"، مصرا مع ذلك على أن الجهود ستتواصل ليجتمع الطرفان. 


من جانبه، نقل تلفزيون المسيرة عن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قوله إن "شرط وفد الحوثيين الوحيد كان الوصول بطريقة آمنة إلى جنيف".


وقال إن التحالف بقيادة السعودية منع نقل الجرحى إلى عمان أو إلى أوروبا.


وشدد على أن "محادثات الأمم المتحدة انهارت لأن التحالف بقيادة السعودية عرقل سفر وفد الحوثيين".


وكان من المتوقع أن تنطلق المحادثات، التي كانت ستشكل أول لقاء بين الطرفين المتحاربين في اليمن منذ سنتين، رسميا الخميس. 


وسبق أن رفض الحوثيون مغادرة صنعاء، ما لم تف الأمم المتحدة بعدة شروط، بينها ضمان العودة الآمنة لوفدهم من جنيف إلى صنعاء. 


واتهموا التحالف الذي تقوده السعودية بالتخطيط لاحتجاز الوفد في جيبوتي، حيث من المقرر أن تتوقف طائرتهم في طريقها إلى جنيف. 


وأشار الحوثيون إلى خشيتهم من تكرار ما حدث في 2016، عندما انهارت المحادثات التي استمرت 108 أيام في الكويت، واحتجز وفد الحوثيين في عُمان مدة ثلاثة أشهر، بسبب الحظر الجوي الذي يفرضه التحالف. 


وازداد الوضع تعقيدا مع اندلاع القتال مجددا على الأرض الجمعة، إثر تضييق القوات المدعومة من التحالف الخناق على مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر والتي يسيطر عليها الحوثيون. وكان من المتوقع أن تكون المعركة من أجل الحديدة بين أبرز المواضيع التي ستتم مناقشتها في جنيف. 


اتهام للمبعوث الأممي


من جهته، اتهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني السبت الحوثيين بالعمل على "إفشال المشاورات" وبـ"اللامسؤولية والاستهتار". 


واعتبر أن غيابهم عن جنيف ناجم عن قلقهم من خسارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم. 


وانتقد كذلك غريفيث الذي اعتبر أنه يعمل على "ترضية الجانب الانقلابي والتماس الأعذار له" من خلال رفضه تحميلهم مسؤولية فشل المحادثات بشكل مباشر. 


وردا على سؤال حول الجهة التي تتحمل مسؤولية إجهاض المفاوضات قبل أن تبدأ، قال غريفيث: "ليس واجبي أن ألفت إلى الأخطاء بل التوصل إلى تسوية".


وندد اليماني بالمواقف الصادرة عن الموفد الدولي حيث أكد أنه خلال لقاءاته مع الفريق الحكومي، كانت تصريحات غريفيث "تنم عن عدم الرضا" عن سلوك الحوثيين. ولكن علنا فإن غريفيث "يلتمس الأعذار لهم"، بحسب وزير الخارجية اليمني.


وقال إن عدم الضغط على الحوثيين شجعهم "على الاستهتار بالجهود الدولية".


ويواجه غريفيث مهمة في غاية الصعوبة لإنهاء نزاع فشلت جميع الجهود الدولية السابقة في حله. فهو المبعوث الثالث للأمم المتحدة إلى اليمن منذ العام 2014، عندما اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء، حيث أجبروا حكومة هادي على الفرار. 


بدوره، اتهم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي تشارك بلاده في التحالف بقيادة السعودية، الحوثيين عبر "تويتر" بأنهم ليس لديهم الرغبة في المشاركة أساسا في جنيف.


وكتب: "ربما ما يبدو أكثر وضوحا للمجتمع الدولي الآن عدم رغبة الحوثيين في المشاركة في مثل هذه العملية بنية حسنة".