سوق الثلاثاء بمديرية الوضيع حكايات من الماضي وحاضر يعج بالحياة

سوق الثلاثاء في مديرية الوضيع أو كما يُعرف محليًا بـ"سوق الثلوث"، هو أكثر من مجرد مكان للتسوق في قلب مديرية الوضيع بمحافظة أبين يقع سوق الثلاثاء هذا الصرح التاريخي الذي يمثل نقطة التقاء بين الماضي والحاضر يحمل هذا السوق في طياته تاريخاً عريقاً وحكايات تروى جيلاً بعد جيل فمنذ تأسيسه على يد الشيخ ناصر منصوربن جبران رحمه الله وتطويره على يد ابنه الشيخ علي بن ناصر الجعدني رحمة الله أصبح سوق الثلاثاء قلب النبض التجاري والاجتماعي للمنطقة.
شاهداً على عراقة التاريخ
يعد سوق الثلاثاء في مديرية الوضيع أحد أبرز الأسواق الشعبية في الجنوب، والذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ وحضارة المنطقة ليكون مركزاً تجارياً واجتماعياً يجمع الناس من مختلف القبائل والمناطق حيث يتوسط سوق الثلاثاء المديريات الوسطى مما جعله محطة رئيسية للتجارة والتبادل التجاري بين القبائل وقد تم اختيار يوم الثلاثاء بصفة خاصة ليكون يوم السوق، وذلك لارتباطه بمعتقدات وأعراف المجتمع المحلي كان سوق الثلاثاء يشهد تنوعاً كبيراً في المنتجات المعروضة حيث كان يتوافد إليه الباعة من مختلف المناطق لعرض بضائعهم يضم سوق الوضيع 55 دكاناً موزعة على قسم واحد متوازي، ابتداءً من دكان علي صالح العود، ثم ينقسم السوق من عند دكان الحنش رحمه الله إلى قسمين متصلين فيما بينهما بين سوق المواشي وفرشات الخضار والفواكه والبهارات والحبوب.
ومن أهم هذه المنتجات: المحاصيل الزراعية: مثل الحبوب والخضروات والفواكه والتوابل و الحرف اليدوية: تشمل المسارف والمكانس ولجعاب والأواني الفخارية مثل الميفاء والمجامر والمنسوجات والفضيات و المواشي حيث كان يعرض المزارعون أغنامهم وأبقارهم للبيع والأطعمة التقليدية مثل العسل والسمن والجبن لم يكن سوق الثلاثاء مجرد مكان للتسوق بل كان ملتقى اجتماعياً كبيراً حيث يلتقي الأصدقاء والأقارب ويتبادلون الأحاديث والأخبار. كما كان يعتبر مكانًا لتسوية الخلافات والعيش بسلام.
وشهد سوق الثلاثاء العديد من التغيرات عبر الزمن فقد تأثر بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بالمنطقة ومع ذلك لا يزال السوق يحتفظ ببعض من سحره القديم وذكرياته 
وتضل محلاته شامخه لتذكر الاجيال بعظمة السوق وأهمية الحفاظ على سوق الثلاثاء
يعتبر سوق الثلاثاء جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي لمديرية الوضيع وهو يمثل هوية المنطقة ويعكس تقاليدها وعاداتها  لذلك فإن الحفاظ على هذا السوق هو أمر ضروري للحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع سوق الثلاثاء بمديرية الوضيع هو أكثر من مجرد مكان للتسوق إنه قصة حب وشغف وتراث إنه مكان يجمع الناس ويحكي حكايات ويحتفظ بذكريات لا تُنسى.
هو جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المحلي يحمل في طياته تاريخاً عريقاً وعادات وتقاليد أصيلة. 
يمثل هذا السوق نقطة التقاء بين الماضي والحاضر حيث تتلاقى الحضارة القديمة مع متطلبات العصر الحديث حيث تعود بي الذكريات كيف كنت أذهب مع جدي علي الصوفي رحمه الله  إلى سوق الثلاثاء وكيف كانت تلك الزيارة بالنسبة لي مغامرة لا تُنسى كان دكان جدي علي الصوفي ملتقى لكبار السن في الوضيع حيث كانوا يجتمعون يوم الثلاثاء لتبادل أحدث الأخبار والأحاديث كان هذا الاجتماع بمثابة مجلس ثقافي شعبي حيث يتناقلون الحكايات والقصص ويستعرضون الأحداث التي جرت خلال الأسبوع كنت أجلس بجوار جدي أستمع إلى تلك الأحاديث بشغف وكأنني أشاهد نشرة أخبار السواد واملزان والبطان وامكوره وشحطه وإن كانت بطريقة أكثر حيوية وواقعية تلك الأحاديث شكلت وعيي وساهمت في توسيع مداركي وزرعت في نفسي حب المعرفة والتاريخ اليوم قد تغير الكثير ولكن ذكريات سوق الثلاثاء ستظل محفورة في قلبي تذكرني بأيام مضت وأناس رحلوا وأوقات جميلة عشناها."
كما أتذكر جيدًا العم حسين الحيك وعبارته المشهورة "عليك ياباري عليك" التي كان يقولها مازحًا للعم صالح مهدي 
مع ساعات الصباح لاولى لسوق الثلاثاء كما أتذكر كيف كان الباعة يصطفون في خطوط طويلة على الارض فوق فرشات يعرضون بضائعهم بألوان زاهية وأشكال جذابة كان كل بائع يحاول أن يجذب الزبائن بعروضه الفريدة وأكثر ما كان يلفت انتباهي هو تاجر لودر   "ابن امهارب "، الذي كان سريعًا في فتح بضاعته وسرعًا في جمعها عند انتهاء السوق كان إتقانه لعمله وكأنه موشر ينهي وقت السوق وعندما يحين وقت المغادرة كنا نجلس نشاهد أصحاب القرى المجاورة وهم يركبون سياراتهم موجهين لنا التحية ونحن نودعهم على أمل أن نراهم في الأسبوع القادم تلك اللحظات كانت تحمل في طياتها الكثير من الدفء والبساطة وكانت تزرع في نفسي حب الحياة والتواصل مع الآخرين في نطري سوق الثلاثاء أكثر من مجرد سوق
إنه متحف مفتوح يعرض لنا تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا اتمنى ان يتم الاهتمام به من قبل السلطات المحليه سياتي يوم يكون متحف ورمز للوضيع  
رمزي الفضلي