جماعة الحوثي تتساءل: من يتحمل مسؤولية هذا الأمر ؟
تساءل القيادي بجماعة الحوثي محمد البخيتي؛ من يتحمل مسؤلية سفك الدماء وافشال جهود التوصل لوقف اطلاق...
لا أفق حل سياسياً يلوح في أفق الحرب اليمنية.. أقلّه في المدى المنظور. معنى ذلك أن الحرب مفتوحة على تصعيد يريد كل فريق فيه تحسين شروطه قبل أي جلوس إلى طاولة المفاوضات التي لا بد أنها ستأتي في وقت ما.
ويبدو أن الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي قد فشلت في جرّ الأطراف إلى مشاورات جنيف، لكن ذلك يعني أن المجتمع الدولي قد وضع الأزمة اليمنية تحت المحهر بعد سنوات من إدارة الظهر لحمام الدم في هذا البلد العربي. ويعني أيضاً أن المحاولات ستتكرّر لجمع أطراف النزاع اليمني على طاولة مشاورات قد تسمح ببدء مفاوضات، ولو بعد دولة حربية ـ أو اكثر ـ تضيف إلى الكوارث اليمنية كارثة جديدة.
وكانت المشاورات المقرر أن تنطلق يوم الخميس الماضي في جنيف برعاية الأمم المتحدة، قد انتهت يوم السبت بفعل رفض الحوثيين التوجه الى جنيف من دون الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة سريعا الى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم.
لكن، ما هي التداعيات لفشل حصول هذه المشاورات؟
وفق منطق الحروب، فإنه عندما يتعطل الحوار السياسي، يحتدم الحوار العسكري. ما يعني أن الأيام المقبلة مرشحّة لتصعيد عسكري مفتوح على مختلف الجبهات المشتعلة في اليمن، خصوصاً بعد انتهاء زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الذي كان بدأ جهوده بعدما أطلق "التحالف العربي" في 13 حزيران/يونيو هجوما باتجاه ميناء مدينة الحديدة على البحر الاحمر، بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم على مدينة الحديدة لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبة بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.
ومع فشل عقد مشاورات في جنيف، تتجه الأنظار مجددا الى مدينة الحديدة، خصوصاً بعد أن شنّت القوات اليمنية التي تدعمها الامارات، يوم الجمعة، هجوماً على مواقع الحوثيين عند أطراف مدينة الحديدة في جهتي الجنوب والغرب،لتضييق الخناق على المدينة بعد أسابيع من الهدوء. كما نفّذ طيران "التحالف"ضربات جوية استهدفت مواقع للحوثيين في الأطراف الجنوبية والغربية لمدينة الحديدة.
لكن الحوثيين قد يلجأون مجدداً إلى الرسائل الصاروخية البعيدة المدى، والتي كانت توقفت منذ فترة نحو العمق السعودي، في حين قد تتصاعد باتجاه الإمارات بالتزامن مع الهجوم الذي يرجح أن يبدأ نحو ميناء الحديدة.
وقد عزّز زعيم "أنصار الله" عبدالملك الحوثي القناعة بأن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً، عندما دعا أنصاره الى "الثبات والصمود". وقال إن على "الأحرار والشرفاء في هذا الشعب العزيز أن يهبوا اليوم بعزم وتصميم وإصرار إلى الميدان"، مشدداً على أن "المطلوب التحرك في كل الاتجاهات ضمن عملية التجنيد في الدفاع والأمن والتطوع في الجبهات".