هل أتاك حديث شاعر الفلاحين ؟!

( كريتر سكاي) خاص






تقرير / نظير كندح


ذاع صيته في سماوات الجنوب أبان إنتصار ثورة 14 اكتوبر حتى صار أشهر من نار على علم ..


إنه أحد الرموز الأدبية المشهورة ..لكنه اليوم يقف في زاوية الإهمال !!


في إطار متابعته الصحفية والإعلامية التي دأب موقع "كريتر سكاي" على تناولها وتسليط الضؤ على مختلف القضايا والشؤون العامة أو تلك التي تمس شؤون الناس بما يؤدي إلى إيصال المعلومة للرأي العام والجهات ذات العلاقة.


موقع " كريتر سكاي" هذه المرة بدأ في متابعاته الصحفية خاصة ونحن نعيش أفراح أعياد الثورة اليمنية المباركة ( سبتمبر و أكتوبر و نوفمبر ) في تسليط الضؤ على رموز وكوادر أبين الذين تركوا بأعمالهم وإبداعاتهم بصمات واضحة في واقع وتطور الحياة في محافظة أبين ..


أُولى هذه الشخصيات والرموز والكوادر التي نعرض لها في هذه الوقفة ..


هو : شاعر الفلاحين ..


هذا الشاعر عرف بشاعر الفلاحين وهو لقبٌ أطلقه عليه الرئيس الشهيد/ سالم ربيع علي ( سالمين ) لما أشتهرت به قصائده في فترة السبعينات من القرن الماضي بشعبيتها وجماهيريتها البالغة وإرتباط أشعاره بالأرض والفلاح فلا تمر مناسبة خاصة بالفلاحين إلا وشاعرنا في مقدمة المحتفلين حتى أصبح إسم شاعر الفلاحين يطغى على إسمه فمن هو ؟!


أنه الشاعر / كور سعيد عوض ..


من مواليد 1940م بمنطقة الحصن مديرية خنفر محافظة أبين ..


متزوج وله 5 أبناء وهم : ” حنان - خالد - طارق - عمرو - عماد “ متقاعد من التربية والتعليم ..


تعلم القرآن الكريم بكتاب منطقة حصن عطية وفيها درس الإبتدائية من عام 1952م إلى 1955م ثم أكمل الدراسة المتوسطة بجعار من عام 1955م إلى عام 1958م ثم التحق بسلك التعليم وعمل مدرساً بمدرسة الرواء الإبتدائية منذ العام 1958م التي أصبح مديراً لها بعد تخرجه عام 1962م من دراسة تأهيل المعلمين بعدن نظام سنتين وفي صيف عام 1963م سافر إلى جمهورية مصر العربية للدراسة ..


في مصر إلتقى بالفنان اليمني الراحل/ أحمد قاسم الذي كان قد غنّى للشاعر أنشودة ( أنا ثائر ياموطني ) أول قصيدة له بالفصحى أثناء الكفاح المسلح بالجنوب اليمني المحتل وسجلها بإذاعة صوت العرب عام 1965م كما غنّى له أيضاً أغنية ( جنة رضاك ) عام 1966م ثم أنشودة ( عرفت الطريق ) التي سجلها بتلفزيون القاهرة عام 1967م ..


غنّى له بعض الفنانين أناشيد وأغاني عاطفية وزراعية وغيرها منهم : ( فيصل علوي - فرسان خليفة - فضل ميزر - سعيد أحمد - صالح البصير - محمد يسر - صالح قاسم - حسن هرش - فضل مسعود ) وغيرهم من الفنانين ..


في مسيرته الشعرية والأدبية إلتقى شاعرنا بعدد من الشعراء والأدباء اليمنيين من أمثال : ( لطفي جعفر آمان - عبدالله البردوني - عمر الجاوي - صالح نصيب - محمد عبده غانم ) .. ومن الشعراء والأدباء من العرب أمثال : ( محمود درويش - سميح القاسم - عبدالرحمن الأبنودي - أحمد فؤاد نجم ) وغيرهم من الشعراء والأدباء العرب وأقرانه اليمنيين ..


عند عودته من مصر إهتم بالنشاط الموسيقي ( تأليفاً وتلحيناً ) من خلال فرقة الحصن الموسيقية الشعبية التي ساهم في تأسيسها منذ فجر الستينيات وأصبح قائداً لها عند عودته من مصر وظل كذلك حتى عام 1975م وهي الفرقة التي قامت على أنقاضها فرقة البلابل بالحصن التابعة لنادي الجيل الصاعد ( جيل أبين ) اليوم ..


أشتهر بالقصائد الجماهيرية في السبعينيات حتى لقبه الرئيس الشهيد/ سالم ربيع علي (سالمين ) بشاعر الفلاحين ..


صدر له أول ديوان شعري ( الصور الثلاث ) عام 1983م ومجموعة شعرية ( صراع فوق الأرض ) في نفس العام ، وفي عام 2007م صدر له ديوان ( قبلات على تراب الوطن ) ..


عضو مؤسس لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عام 1974م وعضو مؤسس لفرع الإتحاد بأبين عام 1988م ..


عضو مجلس الشعب المحلي بأبين عام 1983م ..


عضو جمعية الشعراء الشعبيين بصنعاء عام 2001م ..


أشتهر بتأليف وتلحين الأناشيد الوطنية أواخر الستينات ثم السبعينات من أشهرها ( يافجر الثورة يا اكتوبر ) التي ألفها ولحنها بل وغناها بنفسه في حفل فني ساهر بسينما جعار في إحتفالات العيد ( 5 ) لثورة 14 أكتوبر عام 1968م بمشاركة فرقة الحصن الموسيقية الشعبية ..


حائز على وسام ( الإخلاص ) من هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى قبيل قيام الوحدة اليمنية ..


حاز المركز الثاني في مسابقة مهرجان الشعر اليمني في مجال الشعر العامي عام 1999م ..


له كتابات أوليه مخطوطة عن ( الغناء والموسيقى بمدينة الحصن 1985م ) و ( التربية والتعليم بالحصن ) و ( دور الأغنية الوطنية في الثورة اليمنية 2005م ) و ( واقع الشعر العامي في محافظة أبين 1993م ) ..


في فترة دراسته بالقاهرة ( مصر العربية ) كانت الثورة المسلحة في جنوب اليمن على أشدها ولما كانت طبيعة دراسته في الثانوية ( قسم أدبي ) ، فقد أستفاد من الأشعار الفصحى وتحليلاتها في الكتاب المقرر مما شحذ من موهبته الكامنة وأبرز من إبداعاته النثرية ، فقد كان يلقى بعض الخطب الحماسية في طابور المدرسة ويتحدث عن عما يدور في الجنوب اليمني المحتل - آنذاك - وأخيراً في عام 1964م قال أول قصيدة له بالفصحى ( أنا ثائر ياموطني ) لحنها وغناها المرحوم الفنان/ أحمد قاسم وسجلها بإذاعة صوت العرب ..


وهكذا أحس شاعرنا/ كور سعيد عوض بنجاح أدبي مبكر دفعه لأن يستمر في قول الشعر عدة مرات ، ولكن عند عودته إلى أرض الوطن عام 1968م بعد الإستقلال شعر بأن اللهجة الشعبية في الشعر أقرب إلى الجماهير العريضة من الفصحى ولذلك عندما قامت أول إنتفاضة فلاحية في الجمهورية بمنطقة الحصن بمديرية خنفر وقف أمام الفلاحين وألقى أول قصيدة له بلهجة شعبية عنوانها ( العشرين تكفيك ) وتعددت بعد ذلك المناسبات التي ألقى فيها مزيداً من الأشعار الشعبية يخاطب في معظمها الفلاحين ويحرضهم على الصمود أمام الإقطاعيين والثبات في حماية الأرض ورفع إنتاجها حتى لقب ( بشاعر الفلاحين ) ..


وعلى الرغم من هذه التسمية فإن موضوعات أشعاره قدتنوعت وشملت نضالات كل الطبقات الثورية في اليمن لذلك فقد أكد في إحدى المقابلات الصحفية بأن لقب شاعر شعبي يناسبه لأن هذا اللقب ينسجم مع إختلاف مواضيع القصائد - التي قالها ويقولها الآن - وقال : [ إني أعتبر لقب شاعر الفلاحين أول مكافأة أدبية في حياتي الأدبية ووسام شرف علقته على صدري جماهير الثورة الوطنية في بلادي ] ..


وإضافة إلى الأشعار الموضوعية والنقدية والوطنية التي أمتاز بها الشاعر/ كور سعيد عوض فإن له أيضاً بعض المقطوعات الشعرية العاطفية وأهمها أغنية ( دخلت جنة رضاك ) التي غناها المرحوم الفنان/ أحمد قاسم إلا أن إنتاجه في الشعر العاطفي قليل بالمقارنه مع أشعاره الأخرى ..



إجحاف لاينبغي أن يطاله .. !!



شاعرنا الكبير والقدير/ كور سعيد عوض قدم عصارة عمره وسنين طويلة بذلها في عنايته بهذا الوطن مقدماً له كل مايرفع من شأنه من بذل وعطاء هو لم يقدم ذلك منتظراً حمداً وشكوراً على ماوهبه لهذا الوطن ولكن يبحث الآن بعد أن أحيل للتقاعد منذ سنوات عن من ينصفه في معاشه الذي قال أنه لايتجاوز ( 27 ) ألف ريال يمني بينما عامل خدمات يتجاوز راتبه ( 80 ) ألف ريال يمني وهذا أمر غريب في قانون التقاعد المجحف في حق شريحة المتقاعدين الذين يحصلون في الأمم والشعوب الأخرى على أعلى مراتب التقدير والإحترام وإعطائهم الفرصة في الراحة والإستجمام والزيارات الخارجية التي تمنح لهم فيأخذوا على كفوف الراحة والإحاطة بالرعاية التي تقدمها الدولة لهم كجزء من رد الجميل لهذا الإنسان الذي كان له الفضل - بعد الله - فيما وصلت إليه البلاد ..


إضافة إلى أن شاعرنا الكبير - وكثير مثله من الأدباء - لم يحضوا بإهتمام الجهات المسؤولة ممثلة بوزارة الثقافة والسلطة المحلية بالمحافظة وإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بطبع مالديهم من أعمال ودواوين لم ترى النور وتكرمهم التكريم الذي يليق بمكانتهم ودورهم الثقافي والأدبي والفني ..


وهنا لابد من توجيه كلمة إلى راعي شأن المحافظة اللواء الركن/ أبوبكر حسين سالم الذي بالتأكيد حين تصله رسالتنا الصحفية هذه نثق بإن تكون له إلتفاته حانيه تجاه شاعرنا/ كور سعيد عوض والذي كان له دور في العمل الثقافي والتربوي والتعليمي بالمحافظة يشار إليه بالبنان وله الحق في أن يحصل على نصيبه من التكريم ومعالجة وضع معاشه المتدني إلى حدٍ كبير ..


فهل تجد كلمتنا الإستجابة إننا ننتظر .. والله من وراء القصد ..