مريم عرجون تكتب(عين اللص)

(كريتر سكاي)خاص:

"ماركوس أوريليوس" إسم لإمبراطور روماني اشتهر بفلسفته قبل سلطته.

لديه مقولة رائعة الجوهر، تقول " تُلون حياة الإنسان بألوان خياله".

لقائي مع المصور والمخرج كريم بنيس في وسط مدينة فرانكفورت، كان ملونا بعبق لقاء الجذور وبجمال الصورة.

فكريم وأنا نتشارك في أصولنا الشمالية المغربية فهو إبن أصيلة القريبة من تطوان، وفي جذورنا الموريسكية فوالده إبن فاس الحاضنة الكبرى للمطردون، وفي إقامتنا في بلاد الجرمان في نفس الولاية.

أذكر أني حين تعرفت على كريم أول مره كنت أتلعثم في نطق كنية بنيس، خاصة وأن طريقة كتابة أسمائنا المغربية باللغة الألمانية، تجعل مهمة النطق الصحيح أمرا مضطربا. فسألته عن أصل إسمهم فذكر لي أن جذوره تعود للموريسكين اليهود الذين هاجروا بعد سقوط غرناطة إلى المغرب. وبعد طول مقامهم فيه، هناك من أسلم وهناك من بقي على يهوديته، فكانوا هم ممن أنعم الله عليهم بالإسلام.

أما عن عشق الصورة والإبداع.. فكثير منا عشق أعمال فنية ناجحة لنجوم لديها جماهير عريضة، دون أن نعرف من يقف ورائها مثل إليسا وتامر حسني ونانسي عجرم وكل الأعمال الأخيرة لسعد المجرد وأعمال عديدة إعلانية لقنوات ضخمة وواسعة الإنتشار، وسهرات تلفزيونية ناجحة.

كريم هو أحد الجنود المجهولة التي تجعل أعيننا ترى الجمال والإبداع والتي تعلمنا تقدير التفاصيل الصغيرة.

هو عين اللص الذي تعودت عينه أن تلقط فقط ما حسنت زاويته.

هو تارة مصور، وتارة المسؤول عن المونتاج من ألفه إلى يائه، وتارة مخرج.

يقول كريم : يمكن لأي شخص أن يمسك كاميرا ويلتقط صور ومشاهد، لكن المونتاج وتركيب القصة وخلق التناغم التلقائي هو فن وحس وموهبة.. إما منحك الله إياها وإما إنسى الأمر. والفن هو تميز.. وهو أن لا تشبه أحد إلاّ ذاتك.

يضيف : مهمتي أن أنشر الفرح والجمال بين الناس.. لذلك أحاول أن أبتعد قدر المستطاع عن الناس السلبية والتي تسحب مني ومن محيطي الطاقة الإيجابية، محاولا أن أقترب من كل روح شفافة تمنحني الأمل وشعور أفضل. وأسعى أيضا أن أحيا محترما في الوسط الفني المليء بالبلبلة والقيل والقال، وذلك بالإبتعاد عن كل ما لايعنيني وأن لا أتدخل في حياة وخصوصية الأخرين، راجيا من الله التوفيق للجميع، مكررا قولا اعتدناه نحن المغاربة "الله يلاقينا بإلي أحسن مننا".

كتبت/مريم عرجون