دعوات في اليمن لإيقاف غارات التحالف العربي (تقرير خاص)

عدن(كريتر سكاي)خاص:
لاقت غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس\ أذار 2015 مؤخراً استنكاراً واسعاً لدى كافة أبناء الشعب اليمني.

وأشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي الرافضة لإستمرار الغارات الجوية في المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة المتمردون الحوثيون والتي غالبا ماتقتل أبرياء مدنيين.

ويوم الخميس 9 أغسطس قال الصليب الأحمر الدولي أن أكثر من 70 مدنيا قتل واصيب معظمهم من الأطفال بغارات جوية شنتها طائرات التحالف العربي على محافظة صعدة شمالي البلاد (معقل المتمردين) .

وقتلت غارات التحالف العربي الآلاف من المدنيين وكذا أصابت آلاف المدنيين في البلد الفقير الذي يشهد حرباً بالوكالة. تقول منظمات دولية والأمم المتحدة أن أكثر من 8 ملايين يمني اصبحوا على شفا المجاعة.

وباتت المجاعة واقعاً يعيشه المواطن اليمني في عدة محافظات يمنية كذمار والحديدة على غير المتوقع.

هجوم مروع

وصفت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور إن القصف في صعدة بـ"الهجوم المروع"، وقالت إنه "يعكس وصول الحرب اليمنية الوحشية إلى نقطة بالغة السوء".

وأضافت المسؤولية الدولية في بيان صحفي اليوم الجمعة: "السؤال المطروح الآن هو هل سيكون أيضا نقطة تحول، اللحظة التي يجب أن تدفع أخيرا الأطراف المتحاربة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمجتمع الدولي للقيام بالأمر الصحيح بالنسبة للأطفال وإنهاء هذا الصراع".

بدورها، عبرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن "أسفها للغارة التي استهدفت الأطفال في صعدة"، وطالبت "أطراف الصراع في اليمن باحترام التزاماتهم وفق القانون الدولي الإنساني".

وفي بيان لها، قالت المفوضية إن "أي هجوم يستهدف المدنيين بصفة مباشرة جريمة حرب"، داعية من سمتهم بـ"أطراف الصراع في اليمن إلى اتخاذ كل الاحتياطات لتجنب سقوط مدنيين"، وفق تعبيرها.

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن "معظم الضحايا المدنيين باليمن قضوا جراء غارات نفذها التحالف بقيادة السعودية".

من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربة الجوية ودعا إلى إجراء "تحقيق فوري ومستقل".

صحفي جنوبي: هذه نصيحتي لدول التحالف

وجه الصحفي الجنوبي صالح الحنشي نصيحة لدول التحالف العربي.

وقال الحنشي إن الناس في المحافظات المحررة ستخرج الى الشارع للمطالبة برحيلها مالم تسارع دول التحالف الى ايقاف الحرب.

ولفت الى ان التحالف لم يعد قادر على عمل اي شيء في هذه الحرب اذا اصر على استمرارها غير اعلان فشله الذريع مشيرا الى ان هذا الفشل ستكون عواقبة وخيمة على هذه الدول نفسها.

كاتب جنوبي: استمرار القصف الجوي يمثل فشل ذريع للتحالف

أعتبر الكاتب الجنوبي نبيل عبدالله استمرار القصف الجوي يمثل فشل ذريع للتحالف وسيزيد من الخسائر الانسانية والاقتصادية بما في ذلك تكلفة فاتورة الحرب لدى التحالف .

 وقال إنه بعد 4 سنوات من الضربات الجوية اصبح من الضروري على التحالف ان يوقف استخدام الطيران الحربي مشيرا الى انه اذا لم يقم بذلك فاننا نطالب الامم المتحدة بفرض حظرًا للطيران في اليمن .

واضاف: 4 سنوات من الحصار والقصف واذا لم يكفي ذلك لتغيير ميزان القوة فعلى التحالف ان يقر بفشله.

الحرب وأثرها على الوحدة اليمنية

أثارت واقعة الغارات الخاطئة التي تستهدف المدنيين شمالاً توحيداً للشعب اليمني ولاقت أستعطافاً كبيراً وهو مايؤكد أن معظم الجنوبيين (المطالبين بفك الإرتباط) قد تنازلوا عن مطلبهم كون البلد دخلت في مستنقع كبير لحرب بالوكالة.

وبات الكثير من الجنوبيين يدعون الى ايقاف الحرب وإخراج الدول المشاركة في التحالف العربي من اليمن والذهاب نحو يمن جديد يسوده التفاهم والإخاء كونهم رأوا أن تلك الحرب إن أستمرت أكثر ستؤدي الى هلاكهم وذلك عن طريق الغارات الجوية الخاطئة وتدمير البنية التحتية للبلاد بالإضافة الى إنهيار العملة الوطنية وأرتفاع الأسعار.

هل فشل التحالف في حرب اليمن؟

ابدأ مراقبون استغرابهم الشديد من الغارات الجوية الخاطئة والتي تستهدف المدنيين لا أهداف عسكرية في اليمن.

وقالوا إن التحالف العربي فشل في الحرب باليمن لكنه لم يقر بفشله بعد، واضحت اليمن ساحة صراع لانهاية له، بينما كان اليمنيون يظنون أن الحرب لن يتجاوز عمرها عامين.

ويشير المراقبون أن الحرب أصبحت عبثية بأمتياز ولم تعد حرباً حقيقة إذ حتى المناطق المحررة جنوباً لم تسلم من عبث التحالف بها ومحاولته السيطرة على أكبر عدد من المحافظات، فضلا عن  الأوضاع السيئة التي تمر بها دون أن يحرك التحالف الذي يفترض أنه تدخل لإنقاذ اليمنيين من التمدد الإيراني ساكناً.

ولايبدو على الإطلاق أفق لنهاية الحرب في اليمن التي  تديرها إيران بغطاء جماعة الحوثي المنقلبة على السلطة الشرعية في البلاد من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى، حيث يسعى الأول إلى السلطة فيما الأخير أظهر فشله وأتجه نحو حرب الأطماع للإستيلاء على منابع النفط والمطارات والموانئ وفق مايصف سياسيين يمنيين.