ارتفاع سعر صرف العملات..عاصفة تضرب اقتصاد البلاد وكارثة تهدد حياة المواطنين(تقرير خاص)

عدن(كريتر سكاي)خاص:

شهدنا في الآونة الاخيرة ارتفاعا حادة في العملة وتحديدا(الدولار) الذي أنعكس بشكل كبير على الحياة الاقتصادية للبلاد , ارتفاع الأسعار في الأسواق لمختلف البضائع والمنتجات الغذائية لم يكن الا نتيجة متوقعة من قبل الخبراء والمختصين في جانب الاقتصاد ولكن لم يدرك المواطن أن الارتفاع المتواصل للعملة لا يتجرع ويلاته إلا هو في ظل أزمة الرواتب التي ما زالت تلاحقه بل وتلازمه كل يوم.


الزيادة الكبيرة في سعر المنتجات الغذائية والتي تشكل مصدر المواطن الرئيسي للغذاء والعيش أصبحت كالطوق الذي يخنقه بين كل ارتفاع للعملة وفي فترات متقاربة دون أن يتمكن من أن يسيطر على هذا الوضع الصعب ولملمة أشتات ما سببه اعصار العملات الذي عصفت بالأسواق التجارية والذي لا توجد أي ضحية له سوى المواطن البسيط الذي انهكته ظروف الحياة وأوضاع البلاد ومشكلاتها التي لا تنتهي.


بعد الارتفاع الكبير للعملة وانعكاسه على الوضع الاقتصادي والمعيشي للبلاد والمواطنين تم رصد ردود أفعال المواطنين وملاك وعمال المحلات التجارية وأعددنا التقرير التالي...


تقرير : دنيا حسين فرحان


ارتفاع سعر العملة مؤشر بوقوع كارثة اقتصادية:


منذ الوهلة الأولى من معرفة أسعار العملات بعد الارتفاع الكبير للدولار على مستوى العالم أيقن الجميع أننا على مشارف كارثة اقتصادية ستعصف بكل بلد وتحديدا الدول الفقيرة والتي تعد نائية ومن دون العالم الثالث.


كانت اليوم احدى هذه الدول التي لاقت نصيب الأسد من تأثير ارتفاع العملات على  جانبها الاقتصادي وما زاد الأمر سوء استمرار الحرب في معظم المحافظات اليمنية التي مازالت تحت سيطرة المليشيات الحوثية وانتهاكاتاها التي لا تنتهي اضافة للعبث بأموال البلاد وصرف كل شيء عبى المجهود الحربي في معظم جبهات القتال التابعة لها.


ولم تسلم المحافظات المحررة من هذا الارتفاع فهي الأخرى تعاني من أزمات متكررة لم تعرف السبيل للخروج منها أو على الأقل تخفيفها , تردي مستوى الخدمات الاساسية من كهرباء وماء وصحة وأزمة المشتقات النفطية بكل مخرجاتها وأزمة الرواتب التي تعد متصدرة للمشهد المأساوي لكل الأوضاع الصعبة كان لها تأثير قوي على حياة المواطنين فهم الذين ينتظرون دخلهم كل شهر بفارغ الصبر ليوفروا كل متطلباتهم المعيشية ومع الأسف لم يجد البعض منهم سوى وعود كاذبة أمام أبواب البريد العام أو مجرد أخبار كاذبة تبث في القنوات الفضائية والصحف بصرف مرتبات لأشهر متتالية للمواطنين المنتظرين له كل هذا سبب كارثة اقتصادية كبيرة كانت نتيجة للارتفاع الجنوني لصرف العملات


فالدولار اليوم يصل الصرف فيه لأكثر من 550 ريال يمني والريال السعودي أكثر من 140 ريال يمني بما يعني أن هناك فجوة وطفرة كبيرة تحدث في اقتصاد البلاد في ظل سكوت الحكومة المدوي.


غياب الرواتب يعمق معاناة المواطنين :

أصبحت أزمة الرواتب هي من تتصدر قائمة الأزمات في الوقت الحالي موضوع الرواتب لم تخلو منه صحيفة أو قناة تلفزيونية أو موقع الكتروني أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي فكلها تنقل أخبار عن موعد قدوم الراتب أو تأخره أو أسباب غيابة اضافة لكثرة الوقفات الاحتجاجية التي تقوم بها بعض فئات المجتمع كالعسكريين ومنتسبي الجيش والأمن المتضررين من غياب رواتبهم لأشهر طويلة دون أن يعرفوا الأسباب الكافية أو على الاقل مبرر يطفئ نارهم التي أوقدتها الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع العملات المفاجئ الذي زاد الطين بله.


رواتب المواطنين الضائعة وعدم قدرة الحكومة على توفير وسد العجز المالي لهم وحل مشكلة الرواتب برغم علاقتها بمختلف الدول المجاورة القادرة على انهاء الأزمة جعل التساؤلات تدور حولهم وعن كمية الاهمال واللامبالاة الذي يتعمدون ممارستها للشعب المسكين المغلوب على أمره.


أصبح الوضع كارثي بارتفاع العملات الذي لم يعرف المواطن أن يحصل على راتبه حتى يتمكن من التعامل مع هذا الارتفاع كل شيء تضاعف سعرة حتى المواد الغذائية قفزة قفزتا جنونية لم يتمكن أحد من ملاحقتها , فأصبحت الديون على الحل الصعب الذي اتخذه المواطنون عله يخرجهم من دائرة الغلاء الفاحش ولم يدركوا أنه الموت البطيء الذي يتجرعونه للخلاص من كل شيء يسبب لهم الألم والمعاناة.


ارتباط ارتفاع سعر العملات باحتياجات المواطنين :

من الطبيعي أن يصاحب ارتفاع العملة ازديادا في أسعار أشياء أخرى أو لها المواد الغذائية (الراشن) اضافة للمواصلات التي تتأثر بشكل كبير بالبترول والديزل وحتى غاز الطبخ المنزلي في تزايد من اسطوانة لأخرى ومن تاجر لآخر وحتى الأجهزة الالكترونية والآثاث والبضائع التجارية بشكل عام ترتفع في اسعارها ومصاريف العيد وكسوته والمدرسة واحتياجات الطلاب من كتب وأدوات مدرسية ومكتبية ومبالغ المدارس الخاصة وتكاليف الدراسة لطلاب الجامعات تحديدا طلاب الموازي والدراسات العليا والجامعات الخاصة أو المهنية والتطبيقية كلها في تزايد ليقف المواطن على شفا حفرة عميقة من الغلاء التي يجد نفسه يسقط فيها دون أن يجد من ينقذه أو يمد له يد العون لمحاولة اخراجه من هذا الوضع المزري والمشين.


ارتفاع الاسعار والوضع الصحي الخطير للبلاد :

لا غرو أن الصحة هي من الاساسيات لأي دولة ولكن ما نراه في واقع بلادنا اليوم يدل على أننا نفتقد لهذه الاساسيات التي تعد من حق المواطنين في هذه الحياة فمن الملاحظ أن القمامات المرمية في الشوارع وطفح المجاري الذي يحدث بين حينا وآخر وكثرة الحالات المرضية في المستشفيات والمرافق الصحية أكبر دليل على تدهور مستوى الصحة في البلاد فكيف سيكون الوضع مع ارتفاع سعر العملات والغلاء الذي ضرب كل شيء حتى قطاع الصحة فأصبح سعر الدواء مضاعفا وسعر العلاج والفحوصات تجاوز الحد المتعارف عليه أحيانا يموت بعض الناس بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف العلاج والأدوية والبعض الآخر لا يبيعون جزء من ممتلكاتهم أو حتى منازلهم من أجل توفير مصاريف المستشفيات أو العمليات لهم أو لأحد أفراد اسرهم.

وما يزال الوضع على ما هو عليه في ظل ارتفاع العملة التي لم تعرف سقفا محددا لها بس ترتفع لترتفع معها روح المواطن ويبقى جسده يصارع كل المشاكل والأزمات وينتظر الفرج الذي أصبح كالذي يبحث عن ابرة في كومة قش لذا نتمنى من الجهات المعنية والحكومة الافاقة من سباتهم وانقاذ حياة المواطنين بعد أن تخرج الأمور عن السيطرة.