عقب رفض الحوثيين تسليم الخريطة.. الالغام تحصد أرواح مئات المدنيين

كريتر سكاي/خاص:

أكد مسؤول يمني أن نحو مليوني لغم ما زالت مزروعة في مختلف المناطق التي دخلتها جماعة الحوثيين، في وقت أظهرت فيه تقارير محلية ودولية أن كثافة الألغام المزروعة لا تزال تحول بين النازحين والعودة إلى مناطقهم والوصول إلى مزارعهم، وتمنع أبناءهم من الذهاب إلى المدارس.
وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، نبيل عبد الحفيظ، إن التقديرات تشير إلى أن جماعة الحوثي زرعت مليونين و300 ألف لغم، وأن نحو مليون و800 ألف لغم لا تزال مزروعة في مختلف المناطق التي دخلتها الميليشيات، في حين تم نزع أكثر من 500 ألف لغم.
وبحسب عبد الحفيظ، فإن دراسة أجريت قبل عام ونصف، أظهرت أن اليمن سيحتاج 8 أعوام لنزع هذه الألغام؛ لكن هذه التقديرات -وفق قوله- لم تعد دقيقة الآن؛ لأن الحوثيين مستمرون في زرع الألغام وبكثافة حتى هذه اللحظة.
وزرعت جماعة الحوثيين الالغام بالمناطق السابقة التي سيطرة عليها لاعاقة تقدم قوات الشرعية في جنوب مأرب وريحان وعسيلان في شبوة وفي البيضاء والحديدة.
ومع انتهاء الهدنة بين الشرعية والحوثيين وسط أنباء عن تجديدها إلا أن جماعة الحوثيين رفضت بشكل قاطع تسليم خريطة الالغام لم يتم نزعها.
حيث أفادت مصادر بأن رفض الحوثيين تسليم الخريطة خوفا أن يساهم ذلك بتقدم قوات الشرعية في مأرب والحديدة وتعز.
هذا ووثق المركز اليمني لنزع الالغام في أقل من 72 ساعة  سقوط 17 ضحية (بمعدل ضحية كل أربع ساعات) في صفوف المدنيين بسبب #الألغام التي زرعها الحوثيون والمقذوفات من مخلفات الحرب.
وأفاد المركز بأن الضحايا هم 9 قتلى مدنيين بينهم طفلين وامرأة، و 8 جرحى منهم طفلين؛ في كل من محافظتي الحديدة والبيضاء.
وبحسب تقارير دولية فإنه منذ يونيو 2014 إلى فبراير 2022، قتل نحو 2526 من المدنيين منهم 429 طفلا و217 امرأة نتيجة الالغام التي زرعها الحوثيين.
كما أصيب 3 آلاف و286 آخرين منهم 723 طفلا و220 امرأة في عدد 17 محافظة يمنية، وقد تعرض 75% للإعاقة الدائمة أو التشويه الملازم لهم طيلة حياتهم.
وبحسب مصادر فإنه تم تدمير نحو 425 من وسائل النقل الخاصة المختلفة بشكل كلي و163 بشكل جزئي بسبب الألغام الأرضية، كما قتلت الألغام الحوثية 33 من العاملين في مشروع مسام السعودي لنزع الألغام في اليمن منهم 5 خبراء أجانب وإصابة 40 خبيرا آخرين.

وكشفت المصادر عن تدمير ألغام الحوثي نحو 334 مزرعة بشكل كلي ونفوق عدد 2158 حالة للمواشي، فضلا عن توثيق عشرات الحالات لزراعة الانقلابيين الألغام الفردية المحرمة دوليا في الطرقات والمراعي والمنازل وآبار مياه الشرب.

زراعة الغام بحرية
 وذكر المرصد اليمني الألغام ‏إن  الحوثيون نشروا ألغاما بحرية عن طريق الإلقاء اليدوي وطرق أخرى، في مساحات واسعة بالبحر الأحمر بما في ذلك المنطقة المحيطة بخزان صافر النفطي
واشار المرصد بان هناك مخاوف حقيقية من إصطدام أحد هذه الألغام بالخزان العائم المتهالك؛ حيث ستحل كارثة كبيرة على اليمن والدول المشاطئة.

وقال أحمد القرشي رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة في تصريح خاص للموقع  بأن الأطفال يعتبروا من اكثر الفئات المتضررة من الألغام المضادة للأفراد والتي تعتبر اليمن من اكثر البلدان تلوثا من الألغام المحرمة وفقا لاتفاقية أوتاوا والتي جرمت إستخدام هذا النوع من الألغام ولكن للأسف يتم زراعتها بشكل عشوائي وفي مساحات واسعة بدون خرائط وبعبوات مموهه يتم وضعها في أماكن يرتادها الأطفال كالمدارس والأراضي الزراعية وبالقرب من المساكن

وأشار القرشي بأن هناك إشكالية كبيرة في اليمن تتمثل بأن الألاف من الأطفال وقعوا ضحايا اما قتلوا أو اصيبوا واصبحوا معاقين غير قادرين على ممارسة حياتهم كما يجب

موضحا بأن أطفال اليمن اكثر تضررا من الألغام في الوقت الراهن على المستوى العالمي

وأكد رئيس المنظمة بأن هذه الألغام التي تنفرد بها جماعة الحوثي تعتبر من المهددات على المستوى الإستراتيجي وربما تعاني منها اليمن على مدى عقدين من الزمن أو أكثر لاننا زرعت بشكل عشوائي وبأشكال مموهه

مشيرا إلى إن هناك جهودا مبذولة وخاصة من مشروع مسام لنزع الألغام التي تموله السعوديه ولكنها لاتكفي نظرا لإتساع المساحات التي زرعت فيها الألغام لذلك تحتاج إلى جهود أكثر من المجتمع الدولي

مؤكدا بأن هناك عجز كبير فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية للمتضررين من هذه الألغام كالدعم النفسي وتوفير الأطراف الصناعية وتمكين الأطفال من ممارسة حياتهم بشكل إيجابي 
 
واوضح القرشي  بأن المنظمة والكثير من المنظمات المجتمع المدني تعاني من ضعف الإمكانات التي تجعلها قادرة على إيصال المساعدات لضحايا الألغام

كما زرعت جماعة الحوثي الألغام في القرى والأرياف ما منع وأعاق وصول المساعدات الإنسانية للفئات الأقل ضعفاً، وأعاق وصول الأطفال للمدارس، كما أجبرت المدنيين على النزوح القسري من منازلهم.
وحتى اللحظة لازالت ألغام الحوثيين تحصد أرواح المدنيين وسط تعنث ورفض من قبل الجماعة لتسليم خريطة الالغام التي زرعتها قبل خروجها من المناطق التي كانت تسيطر عليها.