عقب حملة شعواء تعرض لها بعد تاكيده بعدم وجود جميلات في إب.. روائي شهير يتحدث عن جمال فتيات إب بطريقة غير متوقعة

تعبيرية

حفظ الصورة
كريتر سكاي/خاص:

تراجع الروائي محمد دبوان المياحي عن وصفه لفتيات اب بالقبيحات عقب حملة شعواء شنها ناشطون ضده.
وكتب المياحي بوصف جمال فتيات اب كالتالي:

جميلة أنتِ يا إب، جميلة بشهادتي وبدونها، لا يوجد مجتمعًا قبيحًا، هذا زلل في القول، أو قلة نباهة في القائل. أنا القبيح يا إب ؛ لكوني أريدك أجمل مما أنتِ عليه. ألتمس مغفرتك أيتها الطفلة الخائفة في أحضان بعدان. وأعتذر لكل مواطن رجلا كان أو امرأة في إب، أعتذر بكل ما يتطلبه المقام من أسف، إن كان في كلامي ما يتجاوز حدود الذوق والتهذيب أو المنطق الأخلاقي السليم.

أعتذر ولا أملك إلا أن أتخلى عن كل عناد ومكابرة إذا ما أجمع الناس أن في كلامي انزلاقًا عن العرف، وحتى بعيدا عن قناعتي الخاصة. ومدى صوابية ما قلته من عدمه. لا أجد حرجًا في الاعتذار بشجاعة. ولست ممن يجد هوسًا في إثارة حساسية الناس، أتفهمهم وأتحمل كل ما يأتيني منهم، أميل لإدانة نفسي على أن أتهم مجتمعي بالتخلف، لربما أني لم أكن حصيفـا، لربما أن اللغة ناقل غير دقيق للمعنى، لربما أن دلالة القول تنفلت عن حدود اللفظ. ولئن كان مجتمعًا بسيطًا أو تائهًا، فمسؤوليتي أن أتصرف تجاهه برفق. أقف أمامكم كواحد منكم وأتحدث بخشوع، هذا أنا بين أيديكم، ما يرضيكم يرضيني أيضًا. ما يعيد لكم كبرياءكم، أنا على استعداد لفعله.

ما يهمني من هذا كله، أن نتفق على أولويات هذه المحافظة وأن نقف بشرف وبطولة ضد كل من ينال منها حقيقة ويؤذي أهلها كل يوم. نشأت وخرجت للحياة بشرعب الرونة؛ لكني واحد من أبناء إب "فرع العدين" منبع البهجة ومشفى النفوس المكتئبة. ولسوف أقطع أصابعي ولساني قبل أن أسمح لنفسي بالتفوه بكلمة ضد أي إنسان فيها أو في أي مكان بهذه البلاد الجريحة والمتعبة. سيأتي يوم ويستعيد الناس عافيتهم الأخلاقية، سيتأملون ماضيهم ويشعرون بالخجل من سنوات عمرهم الضائعة. لست متفاجئًا من شيء، الناس مثخنون بالجراحات وباتوا متأهبين للفتك بكل إنسان، بمبرر وبدون مبرر. 
لربما أنهم في أقصى درجات هشاشتهم وقابليتهم للعطب، يتأذون من نسمة هواء شاردة، ولم يعودوا يملكوا أي استعداد نفسي لتقبل أدنى كلمة، حتى المزاح بات جارحًا.

أعتذر بوضوح وبدون فهلوة ولا تحايل على الاعتذار، أعتذر سواء كنت صائبًا أم مخطئًا. وتحياتي للجميع. لسنا في معرض صراع فكري لاثبات ما هو صائب أو خاطئ؛ نحن أمام عاطفة جمعية تتطلب حكمة في التعامل معها، وليس الإصرار عمّن أصاب ومن أخطأ. المهم أن نتوقف مع أنفسنا قليلا، قليلًا فقط، ونسأل سؤالًا واحدًا. ما الذي سيتبق من هذا كله، ما العنصر الخالد في الموضوع. إنها صراعات لا تؤسس لشيء في الغد، وهذا ما هو مؤسف. لا بأس، المهم أن تشعروا بالرضى، والأهم أن نبصر الطريق بوضوح أمامنا.