الوزير صالح عبدالله مثنى: استمرار الحرب في اليمن سيخلق بيئة خصبة لنمو الإرهاب وسينعكس على المنطقة برمتها

(كريتر سكاي)خاص:

وجه الأخ صالح عبد الله مثنى عضو مجلس النواب، وزير المواصلات ووزير النقل الاسبق رسالةً الى ندوة مركز السياسه الخارجيه البريطانيه حول اليمن المنعقده بمجلس العموم البريطاني في الفتره بين ٥-٦ - ٢٠١٩م .

قدم فيها اضاءه مركزه عن الخلفية التاريخيه لليمن ، وملاحظات واراء حول مواضيع الندوه المختلفه ، مشيراً الى ان استمرارنسيان الحرب اليمنيه يعتبر تجاهلاً فظاً لتداعياتها الخطيره على مستقبل وامن اليمن والمنطقة والعالم ،وان اضفاء الطابع الطائفي عليها وتواصلها يشكل بيئةً خصبه لنمو الجماعات الارهابية والمتطرفه ، وان استخدام التجويع والفوضى واهمال المناطق المحرره كسياسة حرب يفاقم الازمه الانسانية ويعيق معالجتها ، مؤكداً ان ايقاف الحرب واحلال السلام لايمكن ان يتحقق بدون حل جذري وعادل للقضية الجنوبيه، وحيا الاخ الوزير دعوة رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي للحديث حول نضال وتطلعات الجنوبيين الى الحريه وتقرير المصير وبناء دولتهم المدنية المستقله ، واشار الى ان تحقيق السلام والتحول الديمقراطي والتنمية الشامله لليمن يحقق على نحو افضل امن ومصالح المنطقة والعالم المرتبط بها .


 نص الرسالة

: "السلام والتحول الديمقراطي والتنمية الشاملة لليمن في مصلحة المنطقة والعالم":-


اشكر بدايةً مجلس السياسه الخارجيه البريطاني على تنظيم هذه الندوة حول اليمن، وللمشاركين فيها أتمنى كل النجاح والتوفيق بالوصول الى استخلاصات بناءه . أنكم آيها الساده تناقشون اوضاع بلاد يعاد اكتشافها كأحد مواطن البشرية الاولى وملاذات الساميه واحد منابع الحضارات الانسانية و مهد العروبة كذلك ، وعدا هذا فهيى تقع في منطقة تشكل قلب العالم وقبلته .

آمنت بكل الديانات السماويه ومثلها النبيلة حتى استقرت في رحاب الاسلام كدين للتوحيد الإلاهي وثورة اجتماعية ضد الانحطاط الجاهلي، ونشرقيم الحرية والعدالة والمساواة والتعايش والسلام بعيدا عن كل أشكال التطرّف والارهاب التي الصقت به اليوم اطلق على هذه البلاد اسم العربية السعيده واليمن كإقليم جغرافي تشكل تاريخياً على حالة من التنوع المجتمعي قامت عليه دول عديده في آن معاً. عاشت ازدهاراً اقتصادياً وبنت حضارة عريقه وابتكرت نماذج فريده لإدارة الدوله بمشاركة المجتمع ، واشكالاً من علاقات التعاون والتكامل بين دولها حققت بها الاستقرار وجعلتها معبراًمثمراً و امنا للتجارة الدوليه ، وانتشرت معها الى محيطها الإقليمي واتجاهاته المختلفه, وقد قال عنها احد السفراء البريطانيين بعد تحقيق الوحده في مقابلته مع صحيفة الأيام العدنيه " ان تاريخ العالم كله في اليمن".

ومن الغريب اليوم ان تدور على هذه الارض حرب تدميرية مآساويه وتدخل عامها الرابع و يشارك فيها تحالف دولي واسع وتبقى حرب منسيه ، ان استمرار هذه الحرب دون مساعدة دوليه لإيجاد حلول عادله لأسبابها وجذورها الوطنية والسياسية والاجتماعية يعتبر تجاهلاً فضاً لتداعياتها الخطيره على مستقبل أمن اليمن والمنطقة والمصالح الدولية المرتبطة بها .

واكبر تلك المخاطر المُحتملة هوا اضفاء الطابع الطائفي للصراع الدائر فيها وتعميقه بتنمية ودعم قوى التطرّف والارهاب والمراهنة عليها ، وهي التي تجد باستمرار الحرب بيئة خصبه للتوسع والانتشارواختراق مؤسسات الدولة اليمنية في مختلف مستوياتها .

ان استخدام التجويع واشاعة الفوضى العامة واهمال المناطق المحررة كسياسة حرب اصبح يفاقم الأزمة الانسانية الى الحدود القصوى ومعها أصبحت حملات الاغاثة لا تتلبي الحاجه سوى لفترات زمنيه قصيره ولنطاقات جغرافية محدودة ، وبدون شك فان معالجة الكارثة الانسانية لا يمكن ان يكون ناجعاً بدون وضع حد للحرب ذاتها.

ان إيقاف النزاع ومعالجة الأزمة اليمنية وإحلال السلام والاستقراريتطلب إيجادحل جذري وعادل للقضية الجنوبية ، وقد حان الوقت لتحقيق هذه الإمكانية عبر مرحلة انتقالية يشارك الجنوب والشمال بإدارتها بصورة متكافئة ولفترة زمنية محدده تسمح للجنوب بعدها بتقرير مصيره بنفسه وتحديد مستقبله السياسي .

اننا نحيي دعوة اللواء عيدروس قاسم عبد العزيز الزبيدي للمشاركة في هذه الندوة والحديث اليهاونعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح ، فهو أفضل من يعبرعن القضية الجنوبية باعتباره رئيساً للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يشكل الحركه السياسية الاوسع ، تضم في صفوفهاالكثير من قوى الحراك والمقاومة والقوى السياسية والمجتمعية المعبرة عن تطلعات شعب الجنوب في الحرية وتقرير المصير وإعادة بناء الدولة الجنوبية المستقلة بالتكامل مع الاشقاء في شمال اليمن والشراكة البناءة مع المجتمع الإقليمي والدولي .

واسمحوا لي أيها الأصدقاء ان اذكركم بان اللواء عيدروس الزبيدي يآتيكم من نفس المكان الذي جاءكم منه السيد سيف الضالعي اول وزير خارجية حكومة الاستقلال والرجل الثاني فيها في العام ١٩٦٨ م وربما لهدف مشابه ، ولو ان الحكومة البريطانية استجابة لمناشداته بدعم الحكومة الجديدة واوفت بالتزاماتها باتفاقية الاستقلال لما ذهب الجنوب بعيداً ولماأضعنا أربعة عقود من علاقات الصداقة والتعاون كان الجنوب ينشد بنائها مع حكومة المملكة المتحدة .

ولكي لايذهب الجنوب بعيداً مرةً اخرى ويقع تحت ضغط قوى التخلف والتطرف ينبغي عدم اضاعة الفرصة السانحة واستثمارها بالاعتراف والتعامل مع المجلس الانتقالي واعتباره الشريك الرئيسي في الحواروالتفاوض حول القضية الجنوبية وحل الازمة اليمنية وإنهاء الحرب وإعادة الإعمارووضع البلاد كلها على طريق السلام والاستقرار والتحول الديمقراطي والتنمية الشاملة ، وفي ذلك كله سيتحقق بصورة أفضل أمن ومصالح المنطقة والعالم.