رحيل إمام وخطيب مسجد ابان.. الشيخ محسن

كريتر سكاي/خاص:

حبيبنا الشيخ محسن محمد عبدالله الرياشي
إمام وخطيب مسجد أبان..  في هذا اليوم المبارك لقي ربه الذي اشتاق للقائه وكم ظل يتلو كلامه ويرتله أحسن الترتيل لآخر لحظة من حياته.. 
الشيخ محسن..  لقي الله الذي آمن به وأحبه.. 
وعمل الصالحات لرضاه ولم يخش في الله  لومة لائم.. 
فقد لقي الأذى من الاشتراكيين الملاحدة في ذاك الحين بسبب تمسكه بدينه..  وقد حكى لي عدة مواقف حين كان ضابطاً في معسكر القوة الجوية والجزاءات التي اتخذها ضدها عبدالله علي لأنه كان يصلي الفجر في وقت الخدمة. وحرموه من الترقيات..  انقضى عهد الحزب والرفاق وجاء عهد الوحدة والعولمة والصحوة المغلوطة مع الأسف..  فقد تاب الاشتراكيون من الإلحاد ولكنهم سقطوا في أحضان التيارات التكفيرية وسارت المرحلة بتدشين الصراعات والفتن بين المصلين التي قادتها السعودية وجنودها ضد أهل المنهج الوسطي ونال كل واحد نصيبه من الأذى..  وشيخنا الحبيب نال الكثير من الأذى والمضايقات من الاشتراكيين التائبين وأبنائهم.. 
وطاله الظلم الذي طال كل الجنوبيين من قبل نظام صالح وفرقوا بين الشماليين والجنوبيين حتى في مرتبات المتقاعدين..  فقد كان راتب شيخنا الفقيد 40 ألف ريال يمني..  بينما راتب المتقاعد في نفسه رتبته في صنعاء 120 ألف ريال. 
ومرت السنوات وجاءت الحرب اللعينة ومن قبلها ثورات حزب الإخوان.. وشيخنا ثابت في الهُدى وإرشاد الناس وتحذيرهم من الخوض من الفتن والدماء -التي اكتشف الناس متأخرون أنهم كانوا مجرد وسيلة ليتسلق المتسلقون عبرهم للوصول لأطماعهم في الثروات والسلطة- وذلك الموقف لم يعجب جنود السعودية التكفيريين الذين عزلوا شيخنا عن إمامة وخطابة مسجد أبان بمجرد تمكنهم من مكتب الأوقاف..  ولم يجنوا غير الآثام والذل في الدنيا والآخرة إن شاءالله.

رحل عنا الشيخ محسن وصوته لا يزال في آذاننا وهو يرتل كلام الله بترتيل لا يوجد مثله في الدنيا.. 
بدون مبالغة لا يوجد مثله في الدنيا..

رحل عنا الشيخ محسن ليلقى الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع آل بيته وأصحابه.. فهم الأحبة والشيخ محسن هو المحب الذي سار على المنهج القويم ولم يحد ولم ينحرف ولم يسقط في أتون التحولات والفتن وحفظ لسانه من الذم ويده من الدم فصار أحد أئمة عدن المقتدى بهم وأحد أراكين الوسطية الشرعية وخير شاهد على عطاء الله في عباده الذين يوفقهم للثبات ويرزقهم إيثار الآخرة على الدنيا الفانية.

رحل عنا الشيخ محسن لرحمة الله وقد ملأ وقته كله في تلاوة كتاب الله متلذذاً بذلك حتى أنه لا يطيق صبراً أن يتوقف ولو لحظة..  فأكرمه الله بأن كان من أهل القرآن..  وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته كما جاء في الحديث الشريف.

رحل عنا الشيخ محسن وهو صاحب الأخلاق الكريمة العظيمة هاشاً باشاً في وجوه الجميع..  فعاش رواد المسجد وأهل حارته في روضة قلبه الكبير الرحيم العطوف على الأرملة واليتيم على قلة ذات يده.

رحل عنا الشيخ محسن وقد أخذ نصيبه من الإبتلاء كما هو سنة الصالحين.. وأكرمه ربه بالصبر.. والصبر ثوابه الجنة.. (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

ونشهد لله أنه عندما كان يدخل المسجد يوم العيد ليلقي الخطبة ويصلي بالناس أن المسجد كان يشرق بالنور بمجرد دخوله وهذا شي محسوس شاهدناه وعهدناه واعتدنا أن نشاهد ذلك فليصدق المصدق أو يتجاهل المتجاهل.

لدي من الكلام الكثير عن شيخنا الفقيد ولكن نكتفي بذلك حتى يكتبنا الله ممن شهد لهذا الرجل الصالح.. ومن باب رفع ذكر أهل الله وأولياء الله ونشر راياتهم في الناس.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن ترحم شيخنا وحبيبنا عبدك الوافد إليك محسن الذي اخترت أنت له أن يلقاك في شهر رمضان المبارك الذي كان يفرح ويستبشر به ويظل طول الشهر مشمراً في العبادة ..ونسألك أن تعلي درجاته في الفردوس الأعلى وتكرمه برفقة سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

إنا لله وإنا إليه راجعون والحمدلله رب العالمين.

احمد ولي