رفيق الطريق الى باب المندب

كريتر سكاي/خاص:

تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة الصديق والسفير ناصر علي هيثم الذي رافقنا في أول زيارة من عدن الى باب المندب لزيارة جزيرة بريم بوابة البحر الاحمر (ميّون) والجزر الاخرى في البحر الاحمر، ورافقنا أيضاً المهندس محمد ديريه والخبير الوطني محمد علي الكادح ومندوبون عن وزارات التربية والتعليم والثقافة والاعلام والأسماك والمياه..
ونحن في طريقنا الى جزيرة كمران كنا نشاهد على يميننا ميناء الصليف واستقر الزورق في مرساه الجديد في الميناء الصغير حيث كان في استقبالنا مسؤولوا الجزيرة ومواطنوها وهم يهتفون للثورة ويلوّحون بأيديهم ترحيباً بنا، وكان في مقدمة الجميع الشاب المناضل الفدائي عبد الله محمد الكمراني.. وبعد مراسم الاستقبال والترحيب الشعبي الحار صحبنا مضيفونا الى دار الضيافة وكان هو سكن الضابط البريطاني في الجزيرة..
احتلّ البريطانيون الجزيرة للمرة الثانية عام 1915 نظراً لأهميتها الاستراتيجية ولمنع وصول الامدادات التركية الى اليمن وكذلك منع الألمان من دخول البحر الأحمر واستخدامها قاعدة لمراقبة الموانئ المجاورة..
جو الجزيرة جميل والطقس رائع، امتلأ صدري بنسيم البحر العليل وبدفء أبناء الجزيرة ذوي النفوس الطيبة والأفئدة الرقيقة والقلوب اللينة، صفات تميّز بها أبناء هذه الجزيرة وسكان تهامة، فهم من الذين ينطبق عليهم حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "إنهم ألين قلوباً وأرق أفئدة".
وكانت الجزيرة تتميز بالحركة والنشاط الزراعي وتعيش فيها مجموعة كبيرة من الحيوانات البرية كالغزلان وحمير الوحش..
والفقيد الكبير ناصر علي هيثم ينحدر من أسرة مناضلة ومثقفة أيضاً وتدرج في مناصب كثيرة وكان يحظى باحترام الجميع في أوساط العمل وخارجه ولم تنقطع اتصالاتي معه وابنه نزار ناصر هيثم الذي هو امتداد لهذه الأسرة الطيبة والكريمة..
وبوفاة الصديق ناصر علي هيثم خسر الوطن والشعب والأسرة شخصية وطنية واجتماعية ونحن نمر في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها بلادنا منذ سنوات..
تعازينا الحارة لأسرة الفقيد والى كل أصدقائه وذويه ومحبيه..
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون..

كتب/الرئيس علي ناصر محمد

الصورة في جزيرة كمران ويظهر فيها الفقيد ناصر علي هيثم وهو الشاب الذي يرتدي النظارة