بن سلمان يفجرها:الحوثي جار غير مرغوب فيه للسعودية

كريتر سكاي: خاص


اكد الكاتب الصحفي خالد سلمان ان الحوثي جار غير مرغوب فيه للسعودية

وقال بن سلمان في منشور مطول عبر حائط صفحته الرسمية بمنصة إكس رصده محرر موقع كريتر سكاي كما هو دون أي اضافة او تعديل عليه:

‏السياسة السعودية في أقصى ركن الزاوية ،محشورة في مساحة ضيقة وخيارات مرتبكة مضطربة ، لاتمتلك خطة عمل للتعامل مع تهديد جارها الجنوبي، سوى الرهان على الوقت ، لعل فشل الحوثي والتضييق على السكان الواقعين تحت سيطرته ،يخلق تململات إجتماعية ، تطيح  بقبضته الحديدية وتخلق بيئة صديقة  للمملكة او لنقل أقل عدائية . 
لاتزال السعودية في مرحلة إعادة استنساخ أدواتها السابقة في التعامل مع الملف اليمني ،أي التحييد عبر ضخ المال والإمتيازات والتماهي مع مطالب الحوثي ، دون إتباع تسلسل قواعد التفاوض المتعارف عليها، أي الحل على قاعدة التنازلات المتبادلة وإن كانت مؤلمة. 
تحاول الرياض تقديم محفزات لإيران للضغط على الحوثي ، والتقليل من سقف مخاطره ، وكل من طهران وصنعاء يستثمران في هذا الإرتباك البين للرياض ، ويبقيان السعودية تحت رحمة الصواريخ المغامرة لتحصيل المزيد من المكاسب . 
ليس في وارد حسابات إيران التخلي عن جيب لها -الحوثي - رخيص أي بلا تكاليف تُذكر ،في منطقة عملت  طويلاً عليها ،  أي التمدد بإتجاه حزام النفط والمضائق ، ناهيك عن الدخول في صلب التجاذبات الإقتصادية الدولية ، حول مشروعين يحددان مستقبل العالم :مشروع طريق الحرير الصيني ، ومشروع طريق الهند الإمريكي الغربي الشرق أوسطي،  واللعب في مساحات الصراع الشاغرة لصالح مشروعها الخاص ، والإقرار بوجودها في كل ترتيبات وتوزيع النفوذ كطرف فاعل في المنطقة. 
مشكلة السعودية في ظل هذا التدافع غير المسبوق للأحداث الخارجة عن السيطرة ، أنها في مأزق يتأرجح بين الانسحاب من اليمن  عبر طاولة التفاوض مع الحوثي أو إيران ، وهو إنسحاب يعطل لبعض الوقت إحتمالات الإنفجار  ، ومع ذلكيبقيه كامناً في  وضع توثب وإنقضاض في حال رأت المصلحة الإيرانية ذلك، في ما الوجه الآخر للمأزق السعودي في اليمن، إسقاط المملكة خيار المواجهة،  والتخلي عن تحالفاتها المحلية لصالح تمكين الحوثي،  والحل باي ثمن أو بالأصح بلا ثمن سياسي، يعود بالنفع للأفرقاء الآخرين من غير سلطة صنعاء، وبالحل المتوازن . 
الحوثي جار غير مرغوب فيه للسعودية ، ومالا يمكن تغييره بالجغرافيا لاستحالة ذلك موضوعياً ،  يمكن محاولة تغييره بالسياسة وهو ما تفعله الرياض ولكن بآلية ضارة ، تعتمد على إستمالة الحوثي أكثر فأكثر ، بالتطويح بما يمكن أن يوازن المعادلة والتخلي  عن أوراق قوة،   كما تفعل جنوباً من تفريخ الكيانات والعبث بالوحدة السياسية وصناعة معارك تمثيل للقضية الجنوبية، مايغير الحوثي بالانقضاض على مثلث الثروة .  
إيرانية الحوثي  في حالة إنكشاف منذ الولادة  ،وفي  السابع من اكتوبر ، أصبح مشكلة أكبر من الرياض ، وحلها فوق قدرات السياسة السعودية منفردةً، وبالتالي هو مشكلة إقليمية دولية ، تبدأ من إيران مروراً  بالصراعات الاقتصادية  الدولية، وإنتهاءً بحرب السيطرة على الخلجان والمضائق ، وبالتالي لا حل  لهذا الوضع الجيو سياسي المتداخل ،بالحوارات السياسية الثنائية ونهج منح  الجوائز والحوافز ، بل بمقاربة مختلفة تستوعب حاجة أمن العالم  لتقطيع أذرع إيران، وأهم هذه الأذرع الحوثي ، والعمل على خلق معادلة داخلية جديدة يكون فيها هو الطرف الأضعف. 
وظيفة الحوثي  المحددة سلفاً في حال إتسعت المواجهات واخذت الطابع الإقليمي  ، ضرب ممرات الشحن الدولي باغلاق باب المندب، وتهديد حقول النفط بإبقاء السعودية ومعها إقتصاد الطاقة تحت مظلة التهديد المستدام.  
هل تنجح السعودية بشل القوة العسكرية وتعطيلها  عبر التفاهمات مع الحوثي ؟
يمكن هذا النهج أن يخفف من الإحتقان  نعم ، يؤجله نعم ، ولكنه لايلغي الخطر.