بن سلمان:العلاقة السعودية مع الحوثي دخلت طوراً جديداً (صدمة)

كريتر سكاي: خاص

كشف الصحفي خالد سلمان ان العلاقة السعودية مع الحوثي دخلت طوراً جديداً من التصعيد والتعقيد

 


وقال بن سلمان في منشور مطول عبر حائط صفحته الرسمية بمنصة إكس رصده محرر موقع كريتر سكاي كما هو دون أي اضافة او تعديل عليه:

‏لاقلق

البيانات الصادرة عن الإجتماعات الخليجية الرسمية، في العادة لا تعبر عن مواقف الدول الأعضاء  ، فخلف الجدران السميكة  وبعيداً عن البيان الختامي تُرسم السياسات، وتُحدد الآليات وتتكشف جوهر مواقف الدول، هذا في حال وجود أرضية مشتركة وتجانس سياسات ووحدة مواقف ، مالم فكل دولة تخطط سياستها الخاصة ، ومشاريعها في معزل على التوجه الجمعي العام، وتبقى هذه الإجتماعات أشبه بالعلاقات العامة وتجميل المواقف، أو إقرار مشاريع بينية ذات طابع إقتصادي   . 
صحيح أن بيان الدورة 44 لمجلس التعاون الخليجي قد كرس أكثر من أزمات كل الدول المشار اليها في البيان  ، مسا حة واسعة ولفتات متعددة للقضية اليمنية، وربما تفوق فلسطين أو تتحاذى معها، وإن الحديث عن المرجعيات الثلاث ووحدة الأراضي اليمنية كأساس للحل  ،قد تكررات على غير سابق عهد البيانات ، في فقرات ثلاث ، إلا أن ذلك يدخل في سياقات لا تعكس جدية مدلولات الديباجة والصياغات ، فالعلاقة السعودية مع الحوثي دخلت طوراً جديداً من التصعيد والتعقيد،  وخطاب الحوثي ضد السعودية على أعلى مستوياته القيادية بات أكثر إستفزازاً وعدائية ، ومبعوث الإدارة الإمريكية ليندر كينج في المنطقة ، هذه المرة ليس لإسترضاء الحوثي ،بل لحشد الدول العربية لتشكيل إئتلاف عسكري بحري مكملاً للناتو ومنخرطاً  فيه ، ضد تهديدات الحوثي ومن خلفه إيران  للملاحة الدولية،  وتخطيه لممنوعات التجاوز  بإستهداف الوجود العسكري الأمريكي وإسرائيل -أياً كان شكلانية وعبثية والطابع الدعائي السياسي الداخلي لهذا الإستهداف-  ،وإشارة الخارجية الإمريكية إلى أن الحوثي يدمر آخر فرص السلام ، هي إشارة لها مابعدها ، وحضور بوتين في زيارة خاطفة للإمارات والسعودية ، تدخل في سياق الإصطفافات الدولية إلى جانب ملفات أُخرى إقتصادية عسكرية وسياسية ، وربما حمل الرئيس الروسي رسائل  تهدئة وتطمين لدول الخليج  من إيران،  لثنيها عن الإستجابة للدعوة الإمريكية في تشكيل القوة المزمع إعلانها  . 
خطاب الإعلام السعودي بدوره يفرد مساحة غير معهودة،  لتغطية ردود أفعال المجتمع الدولي جراء المغامرات الحوثية،  وإطلاقه للصواريخ والمسيرات ، وهو إعلام موجه ورئة يتنفس عبرها الموقف السياسي الرسمي ،بل وذهبت بعض القنوات السعودية ك  -العربية- إلى الحديث عن خيار حل الدولتين في اليمن . 
السعودية ومهما بدأ الموقف المعلن تجاه الحوثي يتسم بالتنازلات ، فإن الرياض حتى وان ارادت لايمكن أن تكون  لاعباً منعزلاً عن مجموع المواقف الغربية الإمريكية، ولا  -في مستوى ما- الإسرائيلية ودول المنطقة المحورية كمصر ،  ولا كاسرة إجماع دولي ، لذا رغم الحديث عن التفاهمات وتقديم المحفزات الإقتصادية للحوثي ، لتحييد قوته تجاهها لبعض الوقت ،  ومن جهة ثانية لتثبيته في موقع الرافض لجهود السلام ،فإنها في حال  تم إقرار أي صيغة  للمواجهة معه  ، ستجد الرياض نفسها جزءاً من هذا الزخم العسكري  الدولي ،دون إغفال الإسراع في إستكمال تمرير  إتفاقات الدفاع المشترك  مع واشنطن، لتعزيز أمنها الداخلي  وشريطها الحدودي ،بحزام مضاد للصواريخ وقدرات دفاعية إستثنائية  . 
وبالعودة لبيان مجلس التعاون الأخير بشأن اليمن ،  فإن ظاهر القول فيه لايعكس مداولات القنوات السرية والغرف المغلقة وعواصم القرار.  
وبجملة  واحدة:
دعوا البيان جانباً ، هناك شيء يُعد غير مرئي  ، لا قلق.