علي البخيتي يكشف عن ٩ نقاط تلخص استراتيجية السعودية في اليمن بعد حدوث هذا الأمر

كريتر سكاي/ خاص

كشف السياسي علي البخيتي عن تسع نقاط تُلخص إستراتيجية السعودية في اليمن بعد هزيمتها أمام الحوثيين وإيران وجاءت كالتالي: 1- القبول بالأمر الواقع مؤقتًا وتجميد الصراع مع الحوثيين على أن يستمر التآمر ضدهم ومنع أي اعتراف دولي بحكمهم حتى تحين الفرصة التاريخية لإسقاطهم. 2- العمل على فصل حضرموت عن الجنوب بالتدريج تمهيدًا لضمها للسعودية عندما يكون هناك تقبل إقليمي ودولي لتقسيم اليمن، لتحقق المملكة حلمها التاريخي التوسعي بالوصول إلى المياه المفتوحة في المحيط الهندي وخليج عدن، لتتجاوز مخاطر إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب وحتى قناة السويس عند تفجر صراعات دولية، وسيتم وضع الجنوبيين وبالذات "مثلث الدوم" بين خيارات صعبة، الانفصال عن الشمال مقابل انفصال حضرموت عن الجنوب، وسيكون الشعار "حق تقرير المصير للجميع". وقد بدأت المملكة في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في حضرموت بتنظيم وإنشاء وتمويل تكتل سياسي "مجلس حضرموت الوطني"، وضعوا الف خط أحمر تحت كلمة (الوطني) كتمهيد لوطن مستقل للحضارم، والذي في نهايته سيؤول لمحافظة أو منطقة سعودية جديدة، وبتأييد من التجار الحضارم المجنسين في المملكة، والمرحلة الثانية انشاء قوى أمنية وعسكرية تتبع مجلس حضروموت، مستلهمة تجربة الإمارات مع المجلس الانتقالي الجنوبي. ملاحظة أولى: (على الأغلب ستفشل المملكة في تنفيذ مخططها لكنها ستنجح في إدخال الجنوب وحضرموت في حرب أهلية داخلية)، وبالأخص أن سلطنة عمان وإيران وقطر لن تقبل بهذا التوسع السعودي، وحتى الإمارات أقرب حلفاء السعودية ستقف ضده. ملاحظة ثانية: لست ضد انشاء وطن قومي للحضارم، لكني أدرك أن العقل السعودي أصغر من أن يرسم استراتيجيات طويلة المدى وناجحة كالتي ترسمها إيران، تدخلاته كلها تصنع الفوضى وتسلم مناطق تدخله لخصومه، ولنا في العراق وسوريا ولبنان ومؤخرًا صنعاء خير تجربة. ملاحظة ثالثة: لست ضد الحاق حضرموت حتى بالسعودية، فأنا مع كل شبر في اليمن الكبير يستقر ويزدهر ويصبح آمنًا لمواطنيه، ولو في دولة عربية أخرى، فقط أشفق على الحضارم من درجة المواطنة التي سيحصلون عليها في وطنهم الجديد، فإذا كان أهل الحجاز بما في ذلك جدة درجة ثانية بعد أهل نجد، وأهل الجنوب وبالأخص نجران وجيزان درجة ثالثة، والمواطنين السمر في المملكة درجة رابعة ويسمون "طرش البحر"، وما تعرضت له الفنانة السعودية الراحلة عتاب خير مثال، فكم سيكون ترتيب الحضارم الملتحقين أخيرًا! 3- الانحناء أمام إيران وبرعاية صينية حتى يتغير تعامل الغرب مع المملكة بعد انتكاسة العلاقات بينهم بسبب جريمة اغتيال جمال خاشقجي. 4- صناعة سلام زائف في اليمن عبر توقيع اتفاقات في الرياض أو مكة لا تغير من واقع انقلاب الحوثيين شيء، ولا تستعيد الدولة، فقط تقدم السعودية كوسيط لا كطرف في الحرب حتى تتهرب من الاستحقاقات التي ترتبت على تدخلها في اليمن، وهذه الاستحقاقات هي: تعويضات هائلة لليمن واليمنيين عن الدمار الذي تسبب به القصف السعودي الإماراتي في البنية التحتية ومنازل المواطنين والحصار الذي فرضوه على اليمن. المسؤولية عن جرائم الحرب التي اقترفها التحالف في اليمن والتي تحتفظ الدول الغربية بوثائق وتقارير حقوقية دولية مفصلة عنها كورقة لإرجاع السعودية لبيت الطاعة كلما زادت الابتعاد أو "الحنق". تعويضات للقتلى والجرحى المدنيين اليمنيين الذين قتلتهم غارات التحالف العربي، وأعدادهم بعشرات الآلاف إن لم يكن أكثر. 5- استمرار دعم المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي وحكومة معين عبدالملك كذراع وواجهة رسمية معترف بها دوليًا لتنفيذ أهداف السعودية في اليمن وبأيادي يمنية. 6- مقاومة الرغبة الإماراتية في اسقاط سلطة الإخوان المسلمين "حزب الإصلاح" في مأرب وتعز ومناطق سيطرتهم، فلا مصلحة للسعودية حاليًا في إسقاطهم، اضافة لمخاوف من أن يكون البديل هو الحوثي. 7- العمل على اضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره أهم عقبة أمام تنفيذ استراتيجية المملكة في الجنوب وبالأخص حضرموت، إضافة لخطورة استقلالية قراره عنها. 8- الاستمرار في تمويل طارق صالح جزئيًا -إلى جانب التمويل الإماراتي الرئيسي- في الساحل للمحافظة عليه كتهديد للحوثي مع عدم تمكينه من سلاح وعتاد ومال وشرعية سياسية قد تجعله يستقل بقرار إعلان الحرب ضد الحوثيين مجددًا. 9- غض البصر قليلًا عن نشاطات تنظيم القاعدة وباقي التنظيمات الجهادية السلفية في اليمن -والسماح بوصول بعض التمويل لها لتبقى حية ونشطة- لتبقى تهديد محلي لأي طرف يمني قد ينقلب على السعودية، وكذلك تهديد للدول الغربية، لتصبح مواجهة السعودية لهذه التنظيمات ورقة تستخدمها المملكة في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة والغرب.