لليوم الثاني على التوالي .. محتجون يواصلون قطع طريق حيوي في تعز
يقطع مسلحون عسكريون، اليوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي، خط الضباب المنفذ الغربي لمدينة تعز، اح...
كشف صحفي عن امر صادم حدث بصنعاء جراء الفقر والجوع الذي يعصف بالمدينة.
وقال الصحفي ماجد زايد:صديقي بجواري منذ ساعات، نتحدث قليلًا ثم ننشغل بهواتفنا، هكذا لعدة مرات، حتى رأيته شاردًا لوقت طويل، تأملته للحظات ثم سألته عن سبب شروده وملامحه البائسة، قال لي: خليها على ربك بس.. بعدها أصريت عليه أن يقول لي سبب همومه وتعاسته، قال لي: مساء امس بعد صلاة المغرب في باب السباح بصنعاء، كنت جالسًا في الشارع، عندما رأيت رجلًا محترمًا يحمل بين يديه طفلًا صغيرًا ويسير به في الشارع، حتى وصل لمكان جانبي، به قمامة متجمعة، ليقوم الرجل بفتح أكياس القمامة والبحث فيها وأخذ بقايا طعام منها ليطعم بها طفله.
واضاف: كنت أشاهد وأنا لا أصدق، يطعم طفله الجائع من بقايا قمامة، رجل يبدو من شكله عزيز وعفيف، لكنه عاجز عن إطعام طفله، كان يأخذ بقايا خبز ويضعها في فم صغيره الذي لم يبلغ من العمر عامين، ثم حمل نفسه وغادر، ليقف في زاوية الشارع منتظرًا مع طفله، حتى وصلت إمرأة تحمل كيسًا في يدها مملوء ببقايا علب بلاستيكية وكراتين، كانت المرأة تسير خلفهم وتجمع قوارير لتبيعها بأي مكان، وصلت المرأة وأخذت الطفل من زوجها، وأعطته الكيس، وغادروا مع بعضهم.
واختتم:في مشهد لأسرة يمنية عزيزة، أسرة جائعة وعاجزة وفقيرة، ورجل عزيز لا تبدو عليه ملامح الشحت والمهانة، لكنه عاجز عن فعل أيّ شيء لطفله وزوجته. هل يعقل أن هذا واقع في حياتنا؟! نعم إنه يحدث كل يوم، مع أسر يمنية عفيفة وعزيزة ولا تطلب الصدقات من أحد، في واحدة من أصعب المشاهد الحياتية والغصص اليومية لليمنيين، غصص المواطنين المتروكين في ثنايا الجوع والفقر والقمامات. هذا المشهد محفور برأسي وقلبي وخيالي، وكلما حاولت تجاهله يعود ليفتك بي وبروحي وعمري، كيف يعقل أن تطعم طفلك من قمامة أذا لم يكن الجوع قد فتك بحياته وصبره وقوة تحمله، هذا المشهد قد يحدث معي ومع الأخرين، يا ليتني مت قبل هذا أو كنت نسيًا منسيا..