الفقيد أمعبد ناصر منصور سيرة نضال وإرث خالد
الفقيد أمعبد ناصر منصور أحد أبناء قرية حصن آل ناصر منصور بمديرية الوضيع ولد عام 1930م ليصبح رمزًا لل...
عبدالله ناصر الفاطمي ولد عام 1940 في الوضيع حيث عاش طفولة مليئة بالتحديات لكنه تمسك بدينه ووطنه كان شخصية تجمع بين بساطة الفلاحين وشجاعة الأبطال عاش حياته محبا لليمن موحدا دون تمييز بين شماله وجنوبه وكان يتابع أخبار الثورة بحماس عبر اذاعة "صوت العرب" عندما تعرضت صنعاء لحصار السبعين لبّى العم عبدالله نداء الوطن وكان من أوائل المساهمين في فك الحصار مع مجاميع وطنية قدمت من أبين ليكون من أوائل من صافحوا المشير عبدالله السلال لم يتوقف عند هذا الحد بل واصل نضاله لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وشارك في معارك التحرير حتى تحقق الاستقلال في 14 أكتوبر.
بعد الاستقلال عمل العم
عبدالله الفاطمي في القوات الشعبية خلال فترة الرئيس سالمين متنقلا بين مناطق الوضيع السويدا وأمدخله حيث كان يؤدي واجبه بعدها
اختار الفاطمي طريق البناء بدلا من السلاح حيث شارك في كل لمبادرات لبناء المدارس
كان موسم الخير دائما مرتبطًا في قلب العم عبدالله الفاطمي فقد كان يرى في الأرض بركة وفي زراعتها عبادة كان موسم الحصاد في الوضيع يُعرف بموسم الخير وهو وقت تسوده البهجة والعمل الجماعي مع بزوق شمس من خلف جبال الوضيع كان العم عبدالله ناصر الفاطمي ومحسن ديان من افضل الفلاحين بحسب خبرتهم يتقدمون أهالي الوضيع حيث يبدؤون يومهم بالنشاط والحيوية يتقدمهم الأمل والتفاؤل كانوا يرددون الزوامل
تلك والأهازيج الشعبية التي تنبض بالحماس وتبعث المعنويات العالية في نفوس العمال يجمعون محاصيلهم من القصب والحبوب ولجلجل بعد شهور من الجهد والصبر يتم تشوين القصب بطريقة دقيقة ومنظمة استعدادا لخزنها للعام القادم بينما تم نقل السبول إلى "الوصْر" لاستخراج الحبوب وتنقيته كان هذا العمل يعكس تلاحم ابناء الوضيع وروح التعاون بينهم حيث يشترك الكبار والصغار بموسم العطاء هذه الأيام الجميلة التي حملت معها البساطة والترابط والتي تبقى ذكراها محفورة في قلوب من عاشوا تلك اللحظات الغنية بالخير والبركة
حيث لم يكن كرمه مجرد كلام بل كان مواقف خلدها الناس يروي أحد جيرانه موقفا لا يُنسى جاءه صديق محتاج من اهالي الوضيع ذات يوم لا يملك مالا ولا طعاما فطلب المساعدة من العم عبدالله الفاطمي دون تردد أخرج الفاطمي كيس حب كان لديه وقال الصديقة لنقسمه نصفين بيننا كان ذلك في زمن شحيح حيث كان الناس يفتقدون لقوت يومهم لكن دحدح الفاطمي كانت حياته مدرسة في الأخوة الحقيقية
كان العم عبدالله ناصر الفاطمي إلى جانب كونه فلاحا ماهرا وبانيا متميزا كان يعمل في حفر الآبار وهي مهنة تتطلب الجهد خاصة في ذلك الزمن الذي كانت فيه الأدوات بدائية ما يميز العم عبدالله الفاطمي انه يؤمن بأن أفضل الصدقات هي الماء هي ما يخدم الناس ويروي عطشهم خاصة في المناطق التي كانت تعاني من شح المياة وإذا علم الفاطمي أن البئر سيخصص لوجه الله فانه يتنازل عن نصف أجرته بل أحيانا كان يتنازل عن الأجرة بالكامل او يساعد في التبرع بكيس إسمنت كان يسعى دائما لإصلاح ذات البين ومساعدة الآخرين عاش حياته محبا لبيوت الله كانت إحدى أبرز محطات حياته وضع حجر الأساس لبناء مسجد مجدب بجهوده المتواصلة وإصراره في جمع التبرعات من أهالي أبين وسافر إلى حضرموت وشبوة برفقة محمد ناصر جنة ليكمل جمع المبلغ المطلوب لم يكن الهدف مجرد بناء مسجد بل كان سعيا لتحقيق حلم روحي ومجتمعي يجمع الناس على العبادة والخير بعد أن اكتمل البناء كان العم عبدالله أول من أذن في المسجد وأقام فيه أول صلاة غمرت الفرحة قلبه وقلوب أهالي الوضيع وكان ذلك الإنجاز بمثابة ثمرة جهوده المتفانية ومنذ ذلك اليوم ظل العم عبدالله مؤذن المسجد وراعيه مواظبا على صلاته ودوره الخيري حتى وفاته في أول يوم من رمضان عام 2020م رحل جسده لكنه ترك وراءه أثرا خالدا وأعمالا صالحة ستبقى شاهدة على إخلاصه وحبه للخير اليوم يقف مسجد مجدب شامخا شاهدا على عزيمة رجل واحد حول الحلم إلى حقيقة يروي كل زاوية فيه قصة عطاء ومحبة للدين لقد رحل العم عبدالله ناصر الفاطمي عن الدنيا لكن أعماله الصالحة بقيت نورا يهتدي به الناس وذكرى جميلة تنبض بالعطاء والخير رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجعل كل أعماله في ميزان حسناته.
*رمزي الفضلي