اين صاحبي حسن؟

كريتر سكاي/خاص:

مات الاستاذ "حسن عبدالوارث" نفسيا ومعنويا في سنة 2017 عندما جارت عليه ظروف الحرب وعرض مكتبته الأثيرة للبيع .
اوجعني اعلانه يومذاك عندما نشره بصفحته عالفيس  بوك وشعرت بالقهر عليه وهو القامة الصحفية السامقة والشاعر الشفيف والكاتب الفذ الذي ينسج مقالاته بلغة من حرير ويسقي شجرة الكلمه من ينابيع الكتب ؛ ناهلا المعرفة من تلك المكتبة التي عاش يجمع عناوينها طيلة فترة حياته ؛ ولكنها لم تحصنه من ظروف الحاجة ؛ ولم تقيه من شر النهايات البائسة بينما كانت حظوظ  اليسر حينها تذهب بسخاء لصالح سرابيت وجهله ومتنطعين عمر ام الواحد فيهم ماقد فتح كتاب . 
لا اعرف عموما كيف انتهى مصير مكتبة الاستاذ حسن عبدالوارث ؛ لكن الذي اعرفه جيدا انه من 2017 وحتى مساء امس 25 سبتمبر 2024 عاش مع اهله في صنعاء حياة صعبة وقاهرة ؛ ولكنه  لم ينحني خلالها ولم يستسلم مطلقا لهزائم الواقع الغير سوي 
حتى وهو يمرض في اسبوعه الاخير  ذهب الى العناية المركزة بصمت ؛ ومات فيها بنفس الصمت ؛ وكان موته الثاني هذا ؛ خلاصة حياة كاتب محترم  ستحتاج اليمن دهرا من السنين حتى تظفر مرة اخرى ؛ بقامة صحفية توازيه وتغطي مكانه .
الف رحمه ونور عليك يا استاذ حسن عبدالوارث  وعصم الله قلوب اهلك ومحبيك بالصبر والسلوان .

فكري قاسم