15 ألف دولار على الرأس.. مطلوب مرتزقة يمنيون للقتال في الخطوط الأمامية بهذه الدولة(تفاصيل كاملة)

كريتر سكاي:

 

 حسين المحيا، شاب من محافظة تعز، لم يمضِ على خطوبته سوى شهرين حتى لقي حتفه في الحرب الروسية الأوكرانية بعد نحو شهر على مغادرته إلى روسيا على أيدي سماسرة يستدرجون مئات اليمنيين تحت وعود بتوفير فرص عمل مجزية في شركات أمنية بروسيا.

المحيا كان قد أعلن خطوبته على صفحته بـ"فيسبوك" في تأريخ 26 يوليو الماضي، وفي أغسطس وسبتمبر، نشر صور يتحدث فيها عن تواجده في سلطنة عمان والأراضي الروسية، وكان مع شاب آخر يدعى "سعد الزنجير"، الذي قُتل أيضًا في المعارك الأخيرة.

المحيا ورفيقه نموذج واحد من مئات الضحايا الذين تم استغلالهم واستقطابهم من قبل سماسرة الداخل والخارج، ودفعوا بهم للقتال مع روسيا تحت ذرائع ومسميات مختلفة، تاركين خلفهم قصصًا مفزعة لذويهم في اليمن.

وقاب أحد سكان صنعاء إن إحدى الشركات في سلطنة عمان تستقطب عشرات اليمنيين من الداخل عبر سماسرة محليين، في إطار عمليات تجنيد غير مشروعة.

وأوضح المواطن أن هذه العمليات تبدأ بأخذ جوازات السفر لفترة تتراوح بين شهر و40 يومًا، لإتمام المعاملات في السفارة الروسية بمسقط واستخراج تأشيرات السفر إلى روسيا.

"ع.خ"، الذي فضل عدم ذكر اسمه، كشف عن رسائل ومحادثات وصور مع زملائه الذين وصلوا روسيا دفعة واحدة بعد تنسيق مع الوسطاء في عمان، حيث استقلوا طائرة روسية ومروا إلى دبي ومنها إلى موسكو، لكنه رفض نشر أي من هذه الرسائل والصور.

وأشار إلى أنهم تلقوا وعودًا بعمل مجزٍ في شركات لتنفيذ مهام حراسة أمنية لكنها سرعان ما تتحول إلى تشغيلهم كمقاتلين "مرتزقة في الحرب"، ومنحهم مبالغ مالية ما بين 5 إلى 7 آلاف دولار عند الوصول إلى موسكو، مع وعود برواتب شهرية تصل إلى 2000 دولار وحصولهم على الجنسية الروسية بعد عام من القتال في صفوفهم.

قال "ع.خ" إنه يتم استبدال جوازات السفر اليمنية بوثائق روسية تحتوي على معلوماتهم الشخصية، ومن ثم يتم توجيههم إلى ثكنات عسكرية قريبة من جبهات القتال بحدود أوكرانيا لتلقي التدريب العسكري وأساسيات اللغة الروسية في فترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعين، ومنها إلى مناطق التماس.

وأفاد "ع.خ" بأن هذه المعلومات وصلته من زملائه الذين تحدثوا معه خلال رحلتهم التي بدأت من اليمن مرورًا بمسقط ودبي حتى روسيا، مشيرًا إلى أن أغلب من كانوا في تلك الدفعة مواطنون عادوا قسرًا من الاغتراب في دول الجوار وفقدوا الأمل في إيجاد عمل مناسب داخل اليمن.

كما أكد "ع.خ" أن أغلب المستهدفين من التجنيد يأتون من محافظات تعز، إب، صنعاء، و عدن، لافتًا إلى أن هذه العمليات كانت تجرى بسرية تامة في السابق، ولكنها توسعت بشكل كبير منذ بداية عام 2024، ولفت إلى أنه تراجع عن الانضمام لهؤلاء في اللحظة الأخيرة بعد ضغوط من أسرته التي رفضت الفكرة.

وبحسب التقرير فإن السلطات الروسية عمدت في البدء إلى استقطاب اليمنيين المقيمين على أراضيها، وهم غالبًا من الطلاب، عبر إغرائهم بمنح الجنسية الروسية وتصحيح أوضاع إقامتهم، بالإضافة إلى وعود بتقديم رواتب لهم، مقابل مشاركتهم المحدودة في القتال إلى جانب القوات الروسية في النزاع العسكري مع أوكرانيا، تفاقم الوضع لاحقًا وامتدت عمليات الاستقطاب لتشمل يمنيين مقيمين في دول أخرى، من بينهم عشرات الطلاب والمغتربين، قبل أن تتوسع تلك العمليات لتشمل مئات اليمنيين الذين جُلبوا من داخل البلاد على دفعات متتالية عبر سماسرة بعد أسابيع من ترتيب سفرهم.

تقوم القوات الروسية بتوزيع وتفريق المجندين اليمنيين الذين تم استدراجهم على مجموعات صغيرة، يتم نشرها في متارس متفرقة على خطوط المواجهة الأمامية مع القوات الأوكرانية.

التقرير نقل عن مصادر مطلعة القول "إن الروس يستخدمون اليمنيين والمجندين من جنسيات أخرى كدروع بشرية في خطوط التماس، لأنهم في الغالب غير جاهزين للقتال لعدم إعدادهم عسكريًا أو تسليحهم بشكل مناسب".

وأظهرت نحو 10 فيديوهات متعددة لمجموعات مختلفة معاناة هؤلاء اليمنيين الذين تعرضوا للتهديد بالقتل والإجبار على القتال في صفوف القوات الروسية.

ومن خلال فيديو آخر، ظهر سبعة يمنيين كانوا يعملون في سلطنة عمان، تم التغرير بهم من قبل شركة قالوا إنها تسمى "الجابري"، وهي التي وعدتهم بوظائف أمنية برواتب مغرية، ولكنهم فوجئوا بوضعهم في معسكرات روسية قرب أوكرانيا، ولم يحصلوا إلا على جزء صغير من المبالغ الموعودة، وأكدوا أن 25 من زملائهم قُتلوا في الجبهات ولم يتبقَ منهم أحد.

مجموعة أخرى أفادت أن القوات الروسية تخطط لاستخدامهم كطعم للقوات الأوكرانية والاحتماء خلفهم بعتادهم الكبير، مشيرين إلى مقتل وأسر عدد من زملائهم، ومطالبين بترحيلهم إلى اليمن، وداعيين النشطاء والإعلاميين إلى التفاعل مع قضيتهم.

جميع الفيديوهات أظهرت مجموعات اليمنيين، وهم يرتدون الزي العسكري الروسي مع بعض الأسلحة الخفيفة، وقد نشر آخرون مقاطع أخرى تظهر عددًا منهم وهم في الغابات ومساحات القتال، ومقاطع أخرى تم تداولها وقادة الكتائب الروس يجبرونهم على التوجه إلى المعارك، وناشد جميع من ظهروا بالفيديوهات وهم مخفيين لصورهم تخوفًا من أي عواقب، رئاسة الجمهورية، المجلس الرئاسي، الحكومة اليمنية ووزارة الخارجية، السفارة اليمنية في موسكو، والقنصلية، متابعة قضيتهم والعمل على إنقاذهم وإعادتهم إلى البلاد.

واتهم مجموعة من اليمنيين العالقين في روسيا ثلاثة أشخاص بالتغرير بهم عبر عقود مزورة، ووعدوهم بجنسيات ورواتب عالية، لكنهم وجدوا أنفسهم في جبهات القتال بأوكرانيا بعد وصولهم إلى موسكو، مع انقطاع مخصصاتهم إلا من مبالغ محدودة لا تتجاوز 250 دولار كل شهر.

وأكد شبان ضحايا أن السماسرة الذين خدعوهم حصلوا على مبالغ تصل إلى 15 ألف دولار مقابل كل شاب يتم تجنيده لصالح وزارة الدفاع الروسية.

وأشاروا إلى أن أبرز المتهمين هم "عبدالولي عبده حسن الجابري"، برلماني في مجلس النواب التابع لسلطات الحوثيين في صنعاء ويقيم في سلطنة عمان، وشقيقه "عبدالواحد الجابري" الذي يشغل منصب مدير مديرية المسراخ في سلطات الحوثيين، بالإضافة إلى "هاني محمد علي الزريقي" المقيم في روسيا منذ سنوات و"محمد قاسم مهيوب العلياني" المقيم في عمان".