كتب جليل احمد: بكيل... حين تخنق العنصرية الأحلام
في إحدى القرى البسيطة، حيث يفترض أن يسود الأمان والتآلف، عاش طفل اسمه بكيل. كان بكيل مختلفًا ع...
كتب/محمد عبد السلام منصور
المدينة منهكة الروح
دامية الأهل
تنعي وتشكو إلى الله أبناءها
أحرقوا شجر الحب
على عتبات البيوت!.. .
. . .أقاموا مشانقهم
ومضوا في مهاوي الردى
قاتلا أو قتيلا
المدينة مشروخة
تترامى الصواريخ منها إليها
المآذن حالكة الصمت
قاماتها راعشةْ
غاب عنها نداء الصلاة
المواقيت تائهة في فضاءات آلامنا
قباب المساجد مثقوبة الروح
طارت أهلتها الراجفة
وليالي المعارك ظلمتها آسنةْ
طاعن بعضها فوق بعض
تمزقنا إربا.
. . . ..
المدينة تندب أبناءها
غاض في جفنها الدمع
فاض دم القلب
آهٍ على البلدة الطيبةْ
ألبيوت تفر من الجوع نحو البيوت
الشبابيك تائهة تتشظى
تبعثر أشلاءها فوق أشلائنا
تلاحق أجسادنا الهاربة
جثث ناطقةْ
تركض ـ خوف الهلاك ـ
على جثث فاحمةْ
الأزقة مخنوقة بالمتاريس
متخمة الجندِ
البنادق في فوَّهات البنادق
راعشةٌ كوجيب الصدور
الأنامل حد الزناد
وأبصارنا شاخصةْ !...
...نحو أبصارنا
إلهيَ.. من للمدينة ينقذها
من أساطينها القاتلة؟
….........
المدينة مخطوفةٌ
خطفتها الشياطين..
(حكامُها:
الجنرالاتُ،
شيخُ الجرادْ)
في ليالي الشتاء الحزينة
أطفأوا في حشاها الربيع اليمانيَّ
باعوا مفاتيحها
بدراهم معدودةٍ
سلموها لأكبرهم
سليل الحروب على الأرض
رب الفتنْ
فأقام رحى الحرب ما بيننا
وابتدأنا مسيرتنا الداميةْ
…....
آه ما أقبح الحرب:
وأنكى الحروب على النفس
حرب تؤججها الفتن الميتةْ
ينفخ فيها العدا غيظهم
حمما قاتلةْ
تستثير الحماقات فينا
فتنهض مسعورة في الصدور
تمزقنا وتبيح الوطن
. . . . .
أخبث الحرب حرب علينا
بنا
غاب عنها العدا
وتقاتل فيها حماة البلاد بأبنائها
العداوات ما بينهم كاذبةْ
والمعارك صادقة الحقد
ظالمة فاجرة
. . . .
ضمنا الرعب في كفه
ورمانا على كتف الصمت
نحسو كؤوس الظلامْ
أيها الحرب هيا قفي
أيها العالقون بها
هل كفانا دم وكفاكم عداءٌ
لإخوتكم في الوطنْ
فاض: في غمرة الجوع
دمع الصبايا
وماتت على شفة الطفل بسمته
انطفأت أعين الأمهاتْ
. . . . .
راعشا أتهجى ـ ـ صدى الخطوات
إلى بائع الخبز
بين المتارس نطّ فتىً
صاح: “قف”،
وإلى هامتي صوب البندقيةْ
فرفعت يديّْ
أسلمت أمري إليه
تبسمت ! مرتبكا
أستغيث به:
لا تصوب إليًّ سلاح العدو
اخفضِ البندقية وانظر إلى مقلتي
سترى أنك إنسانها
إني أراني بعينيك مبتسما
فابتسم إن عينك مرآة روحي
وعينيَ مرآة روحك
لا تأخذ الروح من مقلة..
أنت إنسانها وهواها هواك
اكسر البندقيةْ
إتحد بي؛
لنكسر ـ يا توأم الروح ـ عين العدوَّ
الذي أجج ما بيننا العصبيات
التي لم تزل تتناسل
من رحم الجاهلية جيلا فجيلا
كيف صدّقت أوهامها؟
يا أخا اليمن المنكسر
لا توجه إلى وجهك اليمني السلاح
كيف أشهرت ما بين يمناك أنت، ويسراك
هذا الخصامْ؟
كيف أشعلت ما بين برديك نار الفتن
إخلع الآن أوهامنا الباليةْ
وامض هيا معي في طريق السلامْ
ودع الروح ـ رغم جراحاتنا ـ تتحد
وتوحدنا في محبة هذا الوطن
كي نكفكف دمع أساه
على فلذات الكبد
من طوتهم رحى حربنا العابثة
نرفع من دمهم شارة للمحبة
أو قمرا من نقاء ضمائرنا
يسكب الضوء غيثا من الطهر
حتى نزيل ليالي الجهالة والإنتقام
….
الحق أقول … لنا
هذه الحرب حرب علينا
بنا
نفخ المستبدون عبر العصور
مواجيدنا بضغائن قوم
مضوا حاملين إلى الله ما اكتسبوا.
فتداعا من الجاهلية قوم
يثيرون حرب اغتصاب الولاية
ما بيننا
واستبدوا بها دوننا.
وظللنا نقاتل أنفسنا
ونجود بأجسادنا سلما
لصعود الطغاة إلى سلطة خاويةْ
ضعف المستبد … بإضعافنا
وأذل الوطن
ها هم الدخلاء يذلونه
ويسومون سوء العذاب اليمن
ومددنا أيادي سبأ
فيد تستغيث بروما
ويد تستعين بكسرى
(غساسنة:
يحرسون لقيصر بترولنا
ومناذرة:
يضمنون ولاء البلاد لقلعة أُلْـمُوتْ)
. . . .
ما لنا؟
لِمَ لا نتحد في محبة هذا الوطن:
حاضن الجنتين، شموخ الجبال،
امتلاك الشواطئ للبحر
بأس اليمانيِّ، والوحدة الراسخة
ما لنا؟
أين إيماننا؟ أين حكمتنا؟
هل نبدل أنبل ما في الصدور
الولاء لبارئنا الواحدُ
بأقبح ما في البشر
الولاء لطاغية أو دخيل
ضد أخوته وبنيهِ.
ولاءاتنا للإله الغفور
الرحيم العزيز السلامْ
مخرج الخبءَ
من أرضنا اليمنيةِرزقا لنا
لا لقيصر هذا الثرى أو لكسرى
الحق أقول !.... لنا
هذه الحرب حرب علينا..
... بنا
شاءها (العم سام) يمانية
ثم أوحى إلى أمراءِ..
اللقيطات من حولنا:
اتخذوا من بلاد اليمانين..
لي سكنا:
شواطئها، وجنى الجنتين
أنا الواهب تيجانكم فاسمعون:
إخطفوا:
كل من يخطف المال أبصارهم
يسلب الحكم أسما عهم
تسكن أنفسَهم شهوةُ القتل
اشتروهم بما يشتهون
كل أمير يمد يد العون إلى إلفه
يهيج شهوته،
يُلهِب في صدره جذوة العصبيات
يعمق فيه الخصومات
بددوا شملهم
واشعلوا الحرب عاتية
تكسر الظهر منهم
اتركوها لهم طعنة دامية
غائرة الجرح في الروح
نازفةٌ أبدا نازفةْ
تتباعد أهواؤهم
شيعا بينكم
أضعفوهم فريقا فريقا
ولا تدعوا أحدا غالبا
يتقوَّ بنا كل خصم
لنحميه ممن ينازعه الحكم
في بقعة من شظايا اليمن
….
الحق أقول لنا
هذه الحرب حرب علينا..
.. بنا
العدا أشعلوا نارها
في الثرى اليمني وذروا الرماد
على أعين،
ما اهتدت مرة بالبصيرةِ
إن مسها رمد وتداعت رؤاها
ترى في العدو صديقا
وأن العدو الشقيقا.
الحق أقول... لنا
هذه الحرب حرب علينا …
… بنا
نحن فيها العدوّانِ
أدرنا رحاها بأذرعنا
نطحن أعناقنا ونمزق أجسادنا
ثم نحسو دمانا
جعلنا من الدين قطب الرحى
والمذاهب تذبح أرواحنا وتواريخنا،
حاضرنا، قادم أيامنا
ونخبزها في تناويرنا اللاهبة
ونعود ندير رحى الحرب ثانية نطحننا
ونزومل فوق جثاميننا مدحا وهجوا
ويبقى أباطرة (النفط دولار) في أرضنا
ملوكا علينا
الحق أقول !... لنا:
الدخلاء إذا حكموا وطنا أفسدوه
أذلوا أعزته ثم باعوه للريح
تذروا ثراه بلا ثمنٍ
في صحارى الفناءْ.
صنعاء: فجر الخميس الموافق٢٠٢١/٧/٨