هدى العطاس: أي مقابل للجنوبيين من معارك الشمال؟

متابعات:

تساءلت القيادية في «الحراك الجنوبي»، الدكتورة هدى العطاس، اليوم الثلاثاء، عن الجدوى والمقابل من قتال الجنوبيين في معارك الشمال، مؤكدة على أن الطرفين المنقسمان بشأن هذه المشاركة، كلاهما ينطلقان من مصلحة الجنوب.
وقالت القيادية في «الحراك الجنوبي»، في حديث إلى «العربي»: «دعونا نتفق على أن كلا الطرفين، المؤيد والمعترض، لا يمكن التشكيك في أن كلاهما ينطلقان من مصلحة الجنوب، من وجهة نظر كل طرف»، لافتة إلى أنه في «عالم السياسة، يتحتم على اللاعب السياسي إدراك حقيقة أن ميدانه يقوم على ثلاثة ركائز، وهي: الغاية، الوسيلة، المقايضة».
وتابعت العطاس: «حينما نطرح سؤال لماذا يذهب أبناء الجنوب إلى جبهات القتال في الشمال، ومقابل ماذا يُزج بهم في محرقة قتل مجاني غير مشروط، ومن دون أي إتفاق يخدم قضية أرضهم ووطنهم؟ لا يعني (ذلك) أننا ضد التحالف، بل يعني أننا نبحث عن مصلحة الجنوب أرضنا ووطننا. نبحث عن حقه العادل. عن العدالة لدماء شهدائه التي ليس لها مقابل سوى حرية أرضهم واستقلال دولتهم التي ضحوا من أجلها».
وأكدت القيادية العطاس، أن «التحالف يدرك والمجتمع الدولي وقبلهم حكومة الشرعية، والقوى الشمالية والجنوبية المؤتلفة داخلها، أن غالبية الشعب الجنوبي انخرط باستبسال في الحرب، داعماً وجود دول التحالف، انطلاقاً من إيمانهم بهدفهم في تحرير أرضهم وبناء دولتهم واستقلالها».
وأوضحت: «سيقول الطرف المؤيد، إن دول التحالف قدمت للجنوب الكثير. سنرد عليهم بأن الجنوب قدم لنصرة التحالف والشرعية أغلى ما يملك، الدماء الجنوبية. وكان وما زال صمود أبناء الجنوب، حاجز الصد أمام التمدد الإيراني بأدواته الحوثية، وشكّل متراس النصر في الجبهات إلى لحظتنا هذه».
واعتبرت القيادية العطاس، أن «السعودية والإمارات تدركان أن الجنوبيين يشكلون الضمانة المستقبلية لخدمة ورعاية مصالحهم في مناطق الملاحة والموانئ والحدود، (وهو) الأهم بالنسبة لهم».
وأضافت أن «وقوف الجنوبيين إلى جوار التحالف، وفتح أراضيهم أمامه، وصولاً حد الطاعة له والائتمار بأمره، مثّل غطاءً شرعياً لقوات التحالف، التي بدأت الدعوات في العالم تتصاعد ضد وجودها واحترابها في اليمن».
وقالت العطاس، إن «منطق السؤال وركائز السياسة تحتم أن نسأل، بل نطالب، أولاً المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يتصدر الواجهة السياسية الجنوبية، وذات السؤال والمطالبة تتوجهان إلى دول التحالف: مقابل ماذا يشترك الجنوبيون في القتال في أراضي الشمال وجبهاته؟».
وشددت على أن «مصلحة الجنوب تحتم المطالبة باتفاق واضح يخدم مستقبله، ويحقق هدف شعبه، ويوازي تضحيات شهدائه، وتفرض في السياق الاعتراف المعلن والصريح بالقوى السياسية الجنوبية، وضرورة استقلاليتها، وعدم فرض التبعية والهيمنة عليها، وإلحاقها قسراً أو التفافاً بمشاريع تنتقص من إرادة شعب الجنوب، والمطالبة بمعاملة الفاعلين السياسيين الجنوبيين، بذات الندية التي تتعامل بها دول التحالف والمجتمع الدولي مع نظرائهم من بقية القوى السياسية اليمنية الأخرى، المندرجة في الشرعية أو في خارج الشرعية».