#اليمن.. تصعيد شعبي جديد.. فهل يلبي مطالب المحتجين؟ (تقرير خاص)

عدن(سكاي كريتر) خاص

لم يكن من المتوقع أن يصحو اليمنيون في شمال اليمن وجنوبه من حالة الركود التي عاشوها لأكثر من ثلاث سنوات في ظل الحرب المندلعة في البلاد والتدهور الإقتصادي فضلاً عن تدمير البنية التحتية.


وعلى غرار المتوقع أندلعت في الثاني من ديسمبر من الشهر الحالي احتجاجات شعبية واسعة في جنوب اليمن وتحديدا العاصمة المؤقتة عدن، لحقتها محافظات أبين والضالع ولحج وحضرموت، على خلفية تدهور الأوضاع الإقتصادية وأنهيار العملة الوطنية المحلية.


وسادت تلك المدن حالة من الغضب الشعبي، قُطعت على إثره الشوارع الرئيسية وساد العصيان المدني الموقف.


والأربعاء الموافق 5 سبتمبر، أقدم متظاهرون بمدينة المكلا كبرى مدن ساحل (حضرموت)، على تمزيق صورا لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة، (ثاني أكبر قوة عسكرية في تحالف دعم الشرعية) في اليمن.


وأفاد شهود عيان من هناك بأن قوات الأمن أطلقت الرصاص على المحتجين ما أسفر عن سقوط مقتل محتج وإصابة 8 جرحى، نقلوا الى مستشفى أبن سيناء الحكومي لتلقي العلاج.


ومساء الأربعاء ووفقا لشهود عيان، فقد أضرم محتجون النار في يافطة عملاقة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في ذات المدينة، وذلك احتجاجا على تردي الأوضاع في البلاد.


ولا تزال الاحتجاجات تتواصل في كلً من حضرموت وعدن ولحج حتى ساعة متأخرة من ليل الأربعاء.


رئيس الحكومة يتوعد "المحتجين"


توعد رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عبيد بن دغر بضرب المحتجين وإخماد الاحتجاجات التي وصفها بالفوضى أللا مسؤولة.


ويتهم المحتجون رئيس الحكومة اليمنية بالفساد وذلك من خلال توظيف اقربائه في الدولة دون أي مسوغ قانوني، بالإضافة إلى العبث بالمال العام.


ووجه بن دغر وفق لما نشرته وكالة سبأ الحكومية ليل الأربعاء، وزير الداخلية أحمد الميسري بإخماد الفوضى، في إشارة للاحتجاجات السلمية.


سياسي: اليمنيون دفعوا حياتهم في الجبهات ليكتشفوا انهم امام عصابات لصوصية تتاجر بتضحياتهم


يقول السياسي اليمني باسم الشعبي أن اليمنيون دفعوا   حياتهم في الجبهات وكلهم امل بانهم سيدلفون الى مرحلة جديدة يستعيدون فيها الدولة والكرامة والعدالة، ليكتشفوا انهم امام عصابات لصوصية تتاجر بتضحياتهم والامهم ودماءهم وتعاقبهم مع كل افراد الشعب.


واضاف: يبدو انه اصبح من المفيد اليوم ونحن نشاهد المناطق المحررة تنهار اقتصاديا توجيه الدعوة لقوات المقاومة الشعبية وافراد الجيش من ابناء الجنوب وتعز وغيرها بالعودة الي مناطقهم لحماية التظاهرات السلمية والمشاركة فيها لاسقاط الفاسدين واللصوص وحماية مؤسسات الدولة وتطبيع الاوضاع، مع ابقاء ما يكفي من القوات لحماية الانتصارات في الساحل الغربي وغيرها من المناطق..


وقال الشعبي: لن ننتصر ابدا بوجود هؤلاء اللصوص.


واستطرد قائلا: اليوم لدينا ثلاث معارك مهمة معركة مع المليشيات الانقلابية يجب ان تستمر.. ومعركة مع اللصوص والفاسدين داخل الشرعية.. ومعركة اقتصادية، هذا قدرنا… والمستقبل بحاجة لتضحيات ليكون كما نريده.


كشميم: الحال ضاق بالناس والاحتجاجات ليست غريبة


قال الصحفي اليمني عوض كشميم ان الحال ضاق  بالناس والاحتجاجات ليست غريبة على احرار حضرموت الابطال.


واضاف كشميم: مثلما مزقوا صور عفاش  وشيوخه  الان يمزقون كل من يمارس على هذا الشعب اغلاق مطاره والزج بالقوات  لمواجهة  العزل في احتجاجاتهم .


ووجه كشميم دعوة الى من يهمه الى قائلاً: اسحبوا جيوشكم من المدن والشوارع وطريق الماره اتركوا للقوى السياسية  ممارسة حقها في  الاحتجاج، لا تتدخلوا في الشان المدني  والسياسي 

والتزموا بالاهداف التي اتيتوا من اجلها .


وقال كشميم، ان خروج التحالف عن اهداف عاصفة الحزم  سيكون له  عواقب  سيئة .


واختتم بقوله: إرادة الشعوب لا تقهر.



وعلى وقع الاحتجاجات والغضب الشعبي المتصاعد، أتهم وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش حزب الإصلاح اليمني بحرق صورا لقادته في المكلا بحضرموت.


وقال قرقاش إن السلوك المخزي تجاه رموز الإمارات والتحالف في حضرموت وبعض مناطق الجنوب والتي يوجهها الإصلاح لن تثنينا عن تأدية المهمة، قناعتنا أنها أقلية حزبية لا تريد لليمن الخير والتحالف في سعيه لتثبيت الإستقرار لن تهزه هذه التصرفات.


ولم يتأخر الرد كثيرا من الحزب اليمني الذي يتهم بدعم الإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار، حيث رد رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبدالله اليدومي قائلاً: نحن في التجمع اليمني للإصلاح أعلناها مراراً وتكراراً أننا لسنا لؤماء حتى ننكر جميل من وقف مع شعبنا وبلادنا في أحلك الظروف وأشدها قتامة، وامتزج دماء أبنائهِ بدماء أبنائنا في ساحة الدفاع عن عقيدتنا واستقلالنا... وسنترك من يُشكك في هذا زوراً.


وفي شمال اليمن قالت وكالة الأنباء البريطانية (رويترز)، إن الآلاف من اليمنيون تظاهروا الأربعاء في محافظة صعدة بعد مقتل أطفال في ضربات جوية ، مطالبين بمحاكمة مرتكبي مجزرة ‎الطلاب في ‎ضحيان شمالي ‎اليمن.


ومن محافظة إب، ووفقا لمصادر محلية، فقد شهدت المحافظة إضرابا مدنيا احتجاجا على فرض جماعة الحوثي اتاوات.


ولأول مرة يشهد الشمال اليمني احتجاجات ضد جماعة الحوثي منذُ أكثر من ثلاث سنوات.


ويبدو ان المشهد السياسي في اليمن يذهب الى منعطف جديد وفقا للأحداث.