أزمة المشتقات النفطية :العاصفة التي ضربت المواطنون ولم تجد من يوقفها(تقرير خاص)

عدن(كريتر سكاي)خاص:

لا يزال المواطنون يشكون من سوء الأوضاع المعيشية رغم تحرير عدن وعدم تحسن أي قطاع خدمي بل يزداد الأمر تعقيدا يوما بعد يوم وتخلق ظواهر وأزمات تدخلهم في صراع مع الحياة ويصبح الواقع مر وشديد الألم.

أزمة المشتقات النفطية كانت أحدى المشاهد التي تصدرت الأحداث في العاصمة عدن بعد تحريرها من المليشيات الحوثية التي هي الأخرى شنت هذه الحرب بسبب غلاء البترول وزيادة سعر المشتقات النفطية , جاءت نتائج الأزمة سلبية بكل المقاييس فلم يتوفر البترول في المحطات وحتى غاز المنازل والديزل أنعدم من الأسواق وفتح المجال أمام السوق السوداء لتظهر الى الواجهة وتخلق معها تجار استغلوا هذه الأزمة لمصلحتهم.

طوابير السيارات الطويلة وحدها من تجسد مشهد المأساة جراء انعدام المشتقات النفطية في المحطات الحكومية والخاصة وتعبر عن ما يعيشه المواطنون من اهمال وعدم مبالاة بهذا الوضع الصعب من قبل الحكومة والجهات المعنية بالموضوع من وزارة النفط واصحاب القرار فيها.

لمعرفة تفاصيل أزمة المشتقات النفطية وتبعياتها على المواطنون والاقتصاد بشكل عام نعرض التقرير التالي...\



تقرير: دنيا حسين فرحان

بداية الأزمة ومسبباتها :

بدأت أزمة المشتقات النفطية قبل الحرب ولكن بشكل متقطع حيث تواجدت في فترات وانقطعت في فترات أخرى فلم يلاحظ المواطنون ذلك بشكل كبير إلا أن جاءت حرب 2015م وجرفت معها أزمات عدة بسبب تدهور اقتصاد البلد وانعكاسه على كل القطاعات ومنها النفط الذي أنعدم وزاد سعر القليل المتبقي في السوق ليصل للضعف بسبب حاجة الناس له فترة الحرب للتنقل والهروب من مديرية إلى أخرى خوفا من الموت والقذائف.

بعد تحرير عدن ظن الجميع أن أزمة المشتقات النفطية ستنتهي مع نهاية الحوثيين وأنصار صالح اللذين خلقو هذه الأزمة حسب قول البعض , لكن ما جاء كان أعظم من سابقته فانعدم البترول والديزل من المحطات واحتكار التجار المعروفين له بحجة مديونيتهم لوزارة النفط والحكومة , وحتى الغاز المنزلي انعدم وظل المواطنون يبحثون عنه في أماكن بسعر مضاعف أو قدوم الكثير منهم بالطبخ على الخشب بسبب عدم قدرتهم على شراءه أو اختفاءه نهائيا من السوق.

انفرجت الأزمة بعد وقت طويل وتوفر البترول والنفط والغاز دفعة واحدة وامتلاءت المحطات به وعادت الأمور لطبيعتها لكن لم يدم الأمر طويلا فخلقت أزمة أخرى لم تفرج إلا بعد أن تم زيادة سعر النفط والبترول والديزل وحتى الغاز المنزلي فوصل سعر دبة البترول الى 4000 والى 5000 ووصل الآن لأكثر من 6000 ريال والغاز المنزلي بعد أن تسعر ب1200 ازداد لأكثر من 2500 ريال ولم تثبت هذه الأسعار لدا كل المحطات وأماكن البيع بل كانت التسعيرات مختلفة وحصلت عدة مشاكل بين المواطنين وصراعات من أجل الحصول عليها بسبب الأزمة.

ظهور السوق السوداء عمق الأزمة:

لكل ازمة تبعيات ونتائج ومع الأسف أزمة المشتقات النفطية أدت الى تواجد ظاهرة تسمى السوق السوداء وهي ما يتم فيها بيع البترول والديزل بسعر مضاعف أو كمية قليلة بسعر كبير من أجل الكسب والمتاجرة بالنفط ومع الأسف بمساعدة عمال أو مسؤولون في شركات النفط والوزارة فيتم أخذ كميات من المشتقات النفطية التي تدخل الشركات عب الميناء وتسريبها لتجار هم الآخرون يبيعونها في أماكن معروفة وعلى مرئا الجميع دون أن يتم محاسبتهم أو ردهم عن ما يقوموا به مستغلين الانفلات الأمني التي تمر به عدن وغياب الرقابة من قبل الدولة.

فيظهر العديد من الباعة قريب من المحطات أو في الشوارع يضعون عبوات مليئة بالبترول والديزل بأحجام وأسعار مختلفة ليشتروا منهم من يحتاج أن يعبئ سيارته أو باصات الأجرة , وكثير من الناس يتذمر من ذلك بسبب تشويه المنظر الحضاري لعدن أيضا ايضاح صورة السرقات والفساد الذي يحصل بسبب أزمة المشتقات النفطية دون أن يضع لها حل نهائي.



ارتفاع أسعار المواصلات وظهور الوقفات الاحتجاجية:

من الطبيعي أن انعدام البترول وتبعياته سيؤدي إلى زيادة في سعر المواصلات وهذا ما حدث بالفعل بعد أن كانت أجرة المواصلات من مديرية صيرة الى خور مكسر 100 ريال اصبحت اليوم 150 ومن أي مديرية الى الشيخ عثمان 200 ريال بعد أن كانت 150 آثار كل هذا غضب المواطنين الذين كان معظمهم طلاب جامعات أو مدارس ولم يتمكنوا هم واهاليهم من دفع قيمة المواصلات طيلة أيام الدراسة لهم فظهرت هنا الوقفات الاحتجاجية التي عبر فيها المواطنون وتحديدا طلاب الجامعات عن رفضهم لسعر المواصلات وخلق البعض منهم اضراب عن الحضور للكليات وحتى حضور الاختبارات من أجل الضغط على عمداء الكليات لوصلوا اصواتهم الى الجهات العليا من الجامعة والدولة.

استجاب بعض عمداء الكليات لمطالب الطلاب وقررا أن يعفو الطلاب الغير قادرين على الحضور من المحاضرات أو تأجيل الاختبارات الى حين انفراج الأزمة وظل الطلاب الآخرون يتجرعون الحضور يوميا أو تغيبهم عن الاختبارات والمحاضرات ولم يتعاون معهم أي مدرس أو إدارة في كلياتهم ورغم المنشورات التي اطلقها عدة شباب على مواقع التواصل الاجتماعي والحملات التي قام بها شباب اخرها كانت خملة خلص بترولي للضغط على الحكومة إلا أنها لم تحرك ساكن فيهم ولم يتجاوبوا معها حتى أو يخففوا عن المواطن ما يعانيه جراء أزمة المشتقات النفطية.



أعمال عنف واقتتال بين المواطنين:

من أسوا النتائج التي تلت انعدام النفط ومشتقاته هي خلق صراع وخلاف بين المواطنين اللذين يقفو طوابير طويلة من اجل الوصول لمكان تعبئة البترول في سياراتهم وباصاتهم فقد نشرت عدة أخبار عن اطلاق رصاص واصابات العديد من الناس بسبب خلاف حصل داخل المحطة أو قد يصل الى القتل ناهيك عن العنف الذي يحدث أمام أماكن الحصول على الغاز المنزلي والتشابك بالأيادي والسب والشتم والاقتتال من أجل الحصول على أنبوبة غاز.



كل ذلك بسبب انعدام المشتقات النفطية بالسوق أو تواجدها بشكل قليل ومتقطع وفي أماكن محددة قد لا يسمع أو يعرف بها كثير من الناس ومع كل هذا لم تتحرك أي جهة من وزارة النفط أو الحكومة لإنهاء هذا الصراع الدامي بين المواطنين ولم ينتبهوا لأن الوضع قد يتفاقم وتخلق حرب جديدة اقتصاديا أو على بين المواطنون أنفسهم.



ما زالت الأزمة مستمرة وما زال الاهمال والتغاضي عنها من قبل الحكومة مستمر ويبقى المواطن حائرا في كيفية تقبل الوضع والتعايش مع غلاء المشتقات النفطية واسعار المواصلات التي ترتفع في كل مرة تنعدم فيها ويظل السؤال المحير متى ستنتهي هذه الأزمة ويتم القضاء على الفساد الحاصل في وزارة النفط والتجار الذين يحتكرونه وأصحاب السوق السوداء وعودة التسعيرة القديمة له.