المنظمة الدولية للهجرة تؤمن المياه لأكثر من 40.000 شخص في تعز

كريتر سكاي/خاص:

تركت ست سنوات من النزاع 20.4 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية للحصول على مياه آمنة. قامت المنظمة الدولية للهجرة، من خلال الشراكة مع مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ببناء أنظمة وشبكات مياه لتأمين المياه في أربعة مواقع لأكثر من 40,000  شخص في محافظة تعز، باستخدام الطاقة الشمسية لجلب مياه نظيفة مستدامة والوصول إلى المجتمعات الضعيفة والمتضررة من النزاع.

في واحدة من أكثر دول العالم التي تعاني من ندرة المياه، هناك 11.2 مليون شخص في اليمن في حاجة ماسة إلى المساعدات المُنقذة للحياة والحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة. لا يزال الماء ضروريًا للصحة الجيدة والبقاء على قيد الحياة. حيث أن السكان النازحون والمتضررون من تفشي الأمراض في أمس الحاجة إليها.

يقول أيوب زعبل، عضو فريق الإصحاح البيئي والصرف صحي في المنظمة الدولية للهجرة "يدخل الصراع في اليمن عامه السادس ، ولم تقل الاحتياجات  الإنسانية الضخمة في أي قطاع، وقد أثر ذلك على التوظيف وقدرة المؤسسات الحكومية على دعم المشاريع الريفية وتقديم الخدمات الأساسية. إلى جانب ذلك، تأثر الاقتصاد مما أدى إلى ارتفاع الأسعار ونقص الموارد وانقطاع الرواتب. علاوة على ذلك، أدى تفشي فيروس كورونا إلى زيادة صعوبة الوصول إلى مرافق المياه الآمنة والصرف الصحي واستخدامها ".

منذ تسعينيات القرن الماضي، كانت تعز ثاني أكثر المحافظات التي تعاني من ندرة المياه وثالث أسرع نموًا سكاني في اليمن. 1.3 مليون شخص يعانون من =الحاجة الماسة و78 في المائة منهم من النساء والأطفال. هناك حاجة إلى تدخلات المياه والصرف الصحي للوصول إلى الأشخاص والمجتمعات الأكثر ضعفاً والمتضررة من النزاع وتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب للحماية من الأمراض وخطر فيروس كورونا "أضاف أيوب.

في عزلة الشعوبة، قامت المنظمة الدولية للهجرة بتركيب نظام ضخ مياه بالطاقة الشمسية ومضخة لزيادة كفاءة مشروع إمدادات المياه بنسبة تزيد عن 65 في المائة، لتصل الآن إلى أكثر من 7000 شخص. قبل تدخل المنظمة الدولية للهجرة، تسبب الصراع في إيجاد أزمة وقود في المحافظة مما أثر على توصيل إمدادات المياه في الشعوبة وأدى إلى ارتفاع أسعار المياه بنسبة تزيد عن 600 في المائة. علاوة على ذلك، وصل إلى المديرية عائدون ونازحون مما زاد من احتياجات المجتمع.

يوضح عمار عبدالعزيز، أحد أفراد المجتمع المتضرر في الشعوبة الوضع في السابق"كنا كان ننقل المياه بالطرق التقليدية، على ظهر حمار أو بالحبال والدلو، كان هذا عبئًا على الناس. كان الأمر يستغرق من النساء والأطفال وقتًا طويلاً لجمع المياه من الآبار إلى المنزل، وكان الأطفال يتخلفون عن المدارس، وانتشرت الأمراض والإسهال بسبب تلوث المياه عند جلبها" 

"شعرت بالفرق بعد التدخل. سعر المياه أرخص الآن ويمكنني أن أدفعه لأنه معقول بالنسبة لي. يمكنني تحسين حياتي الآن، وتحسين صحة أطفالي وتعليمهم "، أضاف عمار.

وبالمثل، في منطقة وادي عرفات، لم يتمكن مشروع إمدادات المياه من توفير المياه الكافية للسكان بسبب نقص الوقود ووجود نظام يعمل فوق طاقته وهو على وشك الانهيار. كان وادي عرفات وجهة آمنة للكثير من العائدين والنازحين الذين فروا من الصراع. قامت المنظمة الدولية للهجرة بتركيب نظام يعمل بالطاقة الشمسية ومضخة توفر المياه الصالحة للشرب على مدار 24 ساعة لأكثر من 6,500  شخص بما في ذلك ثلاثة مخيمات للنازحين.

في النشمة، مركز مديرية المعافر، وفرت المنظمة الدولية للهجرة وصول سهل إلى المياه لـ 25,000 شخص من خلال الطاقة الصديقة للبيئة المستدامة. قبل تدخل المنظمة الدولية للهجرة، اعتاد الناس على جلب المياه من الآبار المفتوحة غير الآمنة أو تَحَمُل عناء شراء مياه منقولة بالشاحنات.
في مائله دبع، مديرية الشمايتين، تضررت إمدادات المياه المتاحة من انهيار شبكة المياه التي لم تستطع توصيل المياه إلى المنازل بكفاءة وكانت باهظة الثمن. علاوة على ذلك، كانت عدادات المياه في المنازل معطلة مما جعل من الصعب على المشروع إصدار الفواتير. قامت المنظمة الدولية للهجرة بتركيب شبكة رئيسية جديدة توزع المياه على 2,200  شخص في خمس قرى وتصل إلى كل منزل بعدادات مياه جديدة.


ويوضح أيوب  قائلاً "كانت تكاليف التشغيل والصيانة ونقص الوقود لفترة طويلة تهدد بإغلاق إمدادات المياه و شبكة الصرف الصحي. خلال الفترة من مارس إلى أغسطس، كان للمنظمة الدولية للهجرة تدخلات للحفاظ على مشاريع إمدادات المياه وتقديم الخدمات للمجتمعات المحلية والنازحين في المحافظة "

تحسنت الحياة في المجتمعات المحلية، ولا سيما بالنسبة للعائدين والنازحين في تعز. مَكَنَ  استخدام المنظمة الدولية للهجرة للطاقة الشمسية، السكان المتضررين من إيجاد حلول طويلة الأمد تغنيهم عن  الاعتماد على نقل المياه بالشاحنات، حيت أن ذلك كان خيار على المدى القصير وكان مكلف للغاية بالنسبة للجهات الفاعلة الإنسانية التي تستجيب لاحتياجات توافر المياه. الآن، ومن خلال الوصول إلى المياه الصالحة للشرب باستخدام الطاقة الشمسية، يمكن حماية المجتمعات من أمراض مثل الكوليرا وفيروس كورونا المستجد.