الكلى القاصرة للباحث هاني باسل

كريتر سكاي/خاص:

شرفني الباحث العزيز هاني باسل بأن أهداني نسخة من كتابه الثاني (( الكلى القاصرة )) ، والحق أنني عشت مع الكاتب/ الباحث في رحلة كتابته لكثير من صفحات هذا الكتاب ، وبحثه عن المعلومات هنا وهناك بين مظان الكتب الكثيرة التي رجع إليها ، واستمد منها الكثير مما أورده في ثنايا كتابه هذا. 
الكتاب يتناول موضوعا مهما من مواضيع الصحة ، وهو موضوع بات يشكو منه العدد غير القليل من الناس ، فلا تكاد تجد امرأ لايعرف شخصا من أقرانه أو أقربائه أو جيرانه أو زملائه في العمل ممن يعانون من داء العصر (( الفشل كلوي )) ، المتأتي عن قصور عمل الكلى . 
ولهذا فإني أرى أن الكتاب لابد وأن يلقى قبولا مجتمعيا من فئات المثقفين والمتعلمين ، من المرضى أو سواهم ، فالكتاب لايعرض للمشكلة وتداعياتها فحسب بل يعرض لطرق الوقاية منها ، وقطع الطريق  لأية أسباب يمكن أن تؤدي إليه .

هل تراني استبقت خطوات العرض ، فلنعد إلى البداية إذن ، فالكتاب بحث علمي  رصين ولا أدل على ذلك من أن البروفيسور عبدالله السياري ذاته قد قدم له ، وأثنى عليه ، وهو النطاسي العلم في تخصص أمراض الكلى في مدينة الملك عبدالعزيز بالرياض . ولقد قسم هاني الكتاب إلى سبعة أبواب ، في كل باب يتناول بالشرح الميسر؛ ذلك أن الكتاب يستهدف فئة المثقفين والمتعلمين غير المتخصصين في الشأن الطبي ،  موضوعا ثانويا من موضوعات الكتاب الأصلي . 
وهو بعد الشكر والتقدير لمن كان له دور ولو بسيط في إخراج هذا الكتاب إلى النور ممن ساهم بالمشورة أو القراءة وإبداء الرأي أو المراجعة ، يعرج إلى الإهداء فيهدي الكتاب إلى أبويه الراحلين رحمهما الله ، ومن بعدهما إلى كل مرضى القصور الكلوي ممن قضوا ، أو ممن لايزالون يعانون ويلاته وهم على قيد الحياة . ثم ينطلق في رحلته البحثية فيستعرض في الباب الأول  الكلى من حيث الشكل والتركيب والوظيفة بصورة تشريحية تكشف عملها المتقن الذي أوكله الله سبحانه إليها ، ثم وفي الباب الثاني يعطينا صورة واضحة وجلية ومبسطة عن القصور الكلوي بشقيه الحاد والمزمن ، ثم يعرض في الباب الثالث دلائل الإصابة بالقصور الكلوي ، وهو أمر يتحتم على كل واحد منا معرفته وإدراكه ، كي نتنبه للمرض قبل استفحاله ، أما الباب الرابع فقد أفرده هاني لعلاج الكلى القاصرة سواء كان العلاج بالأغذية أم بالأدوية ، وكان من المتحتم وقد وصل المريض إلى مرحلة القصور الكلوي أن يعرض الكاتب في الباب الخامس  لعلاج الداء بالاستصفاء الكلوي والدموي ، أو ماتعارف عليه الناس بالغسيل الكلوي ، فإذا لم يجد العلاج بالأغذية والأدوية والغسيل ، فإن الباب لاينسد أمام المريض بل ينفتح أمامه باب جديد هو زراعة الكلى ، وهو الأمر الذي تناوله الكاتب في الباب السادس، وفي الباب السابع والأخير يتحدث الكاتب عن علاقة القصور الكلوي بجوانب أخرى كالسمنة وأدوية الروماتيزم والحمل وغيرها من الجوانب ذات العلاقة الوطيدة بالمرض. 
وما أن تنتهي رحلتك البحثية مع الكاتب حتى يرسو بسفينتك على شاطىء الملاحق حيث تجد هناك جهدا قام به الباحث له مردوده النفعي العلمي ،  فتجد مصطلحات مترادفة وردت في ثنايا البحث ، تحمل ذات المعنى وإن اختلفت المسميات بسبب من اختلاف المراجع ، ثم تجد قاموسا باللغتين العربية والانجليزية لكثير من المصطلحات الطبية المتعلقة بالكلى وبقصورها . وتلقى بعضا من الاختصارات ، وشعارات لجمعيات تعنتي بأمراض الكلى ، وتجد مراجع في القصور الكلوي وضعها الكاتب بغرض استزادة القارىء أو أي باحث يتعرض لذات الموضوع. 
ثم يجيء ذكر المراجع ، ويعقبها السيرة الذاتية للبروفيسور د. عبدالله السياري ليكون الخاتمة المسك لكتاب سيجني منه القارىء فائدة قصوى ، أزعم هذا لأن الجهد المبذول في تجميع كل هذا الكم من المعلومات كان جهدا كبيرا وأنتج الكثير والكثير . 
الكتاب يقع في مئة وتسعين صفحة من المقاس الكبير ، وهو من إصدارات هذا العام 2020م ، قام بتصميم غلافه الجميل والمعبّر الباحث نفسه.
كتب/كمال محمود علي