كيف غفلت أمريكا عن القفزة العسكرية الروسية

متابعات:

تحت العنوان أعلاه، كتب فيكتور كوزوفكوف، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول الإنجازات العسكرية الروسية التي تحققت في الفترة الأخيرة، وما الذي أعمى الولايات المتحدة عنها.

وجاء في المقال: لماذا روسيا، التي تقل ميزانيتها العسكرية عن 12 في المائة من الميزانية العسكرية الإجمالية لحلف شمال الأطلسي، أعلنت فجأة عن نفسها في مجال تطوير نماذج جديدة من المعدات العسكرية؟ كيف حدث أن الأمريكان ووكالاتهم الاستخبارية غفلت عن هذه القفزة؟

يعتبر الخبراء بأن الوضع الاقتصادي والسياسي العام في روسيا في التسعينات قاد إلى التقليل من شأن القدرات العسكرية الروسية. فقد كوّن الأمريكيون على مدى زمني طويل نظرة عامة إلى الوضع الاقتصادي في روسيا، ومن خلاله، عن صناعة الدفاع، ووصلوا إلى نتيجة منطقية، هي أن كل شيء قد انهار، ولم يعد بإمكان الصناعة العسكرية الروسية النهوض.

إلا أنهم لم يأخذوا في الاعتبار العديد من اللحظات "الخاصة": على سبيل المثال، حقيقة أن التجارب في بعض الاتجاهات لم تتوقف حتى في أصعب السنوات بالنسبة للبلاد.

وتبين عدم فعالية مقارنة الناتج المحلي الإجمالي للبلد أو حتى حصة الإنفاق الدفاعي. فروسيا التي لديها دورة مغلقة من الإنتاج الدفاعي لم تعتمد، في معظم الحالات، بشكل كبير على الدولار. لم يكن لأي اضطراب في البورصات تأثير مباشر على الاقتصاد العسكري...وثمة سبب آخر يتعلق بطبيعة توزيع الميزانية العسكرية.

ففيما، يخصص جزء كبير من ميزانية الولايات المتحدة العسكرية لنشر وتمويل قواعد خارج أراضيها. أكثر من 800 قاعدة عسكرية، ومراكز لوجستية، ومعلومات، ووحدات للقيادة والاستخبارات في جميع أنحاء العالم.. وهو عبء جدي حتى بالنسبة للميزانية الأمريكية، فإن روسيا، من حيث وجودها العسكري خارج أراضيها، أكثر اقتصادًا بكثير.21  منشأة عسكرية خارج البلاد، بما فيها المراكز اللوجستية...

وربما، هناك سبب جدي أخير، توقف عنده الباحثون في العقدين الماضيين، هو أن أمريكا تقاتل بشكل مستمر تقريبا. من ناحية، ليس الأمر سيئاً بالنسبة للجيش، فهو دائماً في حالة جاهزية. ومن ناحية أخرى، يتم تحديد تطوره بمستوى خصومه العسكريين المتاحين. ولكن التهديدات التي كان على الأمريكيين مواجهتها بعيدة عما يمكن أن تطرحه روسيا أو الصين. مجابهة التشكيلات الفدائية والجماعات الإرهابية و "شحذ" الجيش خلال حل مثل هذه المشاكل أعطت في الواقع نتائج عكسية.