لجوء الناس للحزام الأمني لحل قضاياهم بدلا عن الشرط ( حزام المنصورة أنموذجا )

كريتر سكاي/خاص:

أستغربت بلجوء الكثير من الناس لحل قضاياهم للحزام الأمني بشكل عام في أغلب مديريات عدن " واستغربت أيضا قبول الحزام الأمني وتحمله هذا الكم من القضايا التي هي بالأساس أغلبها مشاكل مواطنين " مع أن هذا العمل بالأساس تخصص الأمن العام ( أقسام الشرط ) 

في هذا الرصد تابعنا أحاديث الناس عن ابتزاز بعض الشرط لهم ودور الحزام الأمني ليكون بديلا عنها لدى المواطنين " كما رصدنا فيه قضايا متنوعة ومجهود وصبر منقطع النظير ومعاناة بصمت وعمل بضروف صعبة استثنائية " الى محتوى الرصد ادناه.

*ابتزاز الشرط*
يقول أحد المواطنين ويدعى محمد ( ن " ت ) أنه توجه لأحدى الشرط ( نرفض أن نذكرها ) لحل قضيته مع أحد الخصوم ولكن لم يجد انصاف أو حتى ضبط المتهم وأن كل ما وجده ابتزاز وأخذ أموال بوعد أنهم سوف يقفون معه ويستردون حقه من خصمه ولكن دون الوفاء بذلك الوعد.

يضيف " آخر ويدعى عمر ( ه " ع ) أن بعض الشرط التي تعامل معها  لا تحل قضايا المواطنين وانما تعمق خلافها والغرض أخذ المال من الطرفين ( المتهم " والمشتكي ) دون أن تصل لحل " مؤكدا " لو اتضح للشرطة أن الخصم ( المتهم أو المشتكى عليه ) صاحب مال أو نفوذ تحول المشتكي إلى متهم بقانون بعض ضعفاء النفوس بأقسام الشرط وبل ويستخدموا ضد المشتكي أساليب ترهيب وربما يتعرض للسجن لكي يتنازل عن قضيته ' منوها أن قضايا الناس اعتيادية ومعروفة ولا تحتاج هذه المعاملات.

وأشار " مواطن آخر ويدعى عبدالله ( ف' ف ) أن هناك في أقسام الشرط قادة وضباط شرفاء ولكن هناك من يشوه صورتهم ولا يستطيع أحد محاسبتهم خصوصا وأن منظومة الأمن تحتاج إلى إعادة هيكلة حقيقية وصرامة وفرض هيبة الأمن كما كان سابقا بل وأفضل من السابق. 


يتحدث "  محمد ( ع ؛ ه ) أن وضع البلاد هو من أوصل بعض أقسام الشرط إلى نهج أسلوب (  الطهوشة  ) والإبتزاز بشكل واضح وعلني وبكل بجاحة وشرط مسبق " وربما يصل إلى الإجبار كمدخل رزق رئيس لهم بعد أن كان مجرد تلميح للمواطن  وهو وقبيلته وتقديره  " واضاف "  أن قطع الرواتب لأشهر عدة أيضا أحد الأسباب الرئيسية بإيصال هولاء إلى هذه المرحلة.

 
*الحزام أصبح البديل*
أحببنا أن نأخذ من الواقع دور قطاع من قطاعات الحزام الأمني  في حل قضايا الناس ومقدار دورهم الحقيقي في حللتها وكم القضايا التي تصل لهم يوميا وكم قضية استطاع أن يحلها فكان قطاع الحزام الأمني بالمنصورة بقيادة النقيب كمال الحالمي (انموذجا )

خلال نزولنا لهذا القطاع تفاجئنا بأن قسم الطوارئ تحت قيادة عبد الصمد العمري ، وقسم العمليات بقيادة المقدم / عبدالله فضل صالح , وقسم التحقيقات بقيادة الملازم / باسم النود خلايا نحل يعملون على مدار الساعة بجهد غريب وصبر عجيب " فعندما سألتهم عن وضع قطاعهم الأمني في حل مشاكل الناس فلم يجيبوا بل طلبوا مني المكوث نهارا واحد من الصباح حتى المساء  في أقسامهم ومتابعة ما يحدث صوت وصورة "  وتم ذلك فعلا.

*قضايا متنوعة* 
تابعت في صمت ما يحدث واذا بالكثير من المواطنين قدموا الى هذه الأقسام لحل مشاكلهم ( فض نزاع _ بلطجة _ سرقة _ نهب _ شرب خمر - اعتداءات - ابتزاز - اختلاس _  قضايا مخلة بالاداب _ حتى وصلت نوعية القضايا إلى القضايا الأسرية ' لم يشدني نوعية القضايا بقدر الكم الهائل من القضايا التي تصل لهم "  لأجلس اتسائل عن مدى صبر هولاء ومدى قدرتهم الاستيعابية لهذه القضايا الكثيرة وبعضها الشائكة " كما واتسائل كيف يستطيع ثلاثة وأربعة أو حتى ٦ أشخاص في حل كل هذه القضايا التي تأتي بشكل يومي وبكثرة  والملفت بالأمر كله أن معظم الشكاوي والقضايا التي وصلت إلى هذه القطاع يتم حلها بوقتها وان تشعب بعضها يتم حلها خلال أيام " وهذا ما التمسناه خلال نزولنا لهذا القطاع أربعة أيام متتالية وشاهدنا الكثير من القضايا التي رصدناها في أول يوم نزلنا فيه ، وهو أهم الأسباب التي جعلت الناس تلجئ إليهم حل المشكلة بسرعة وبدون شرط مسبق أو ابتزاز. 

*شي عجيب*
الحزام الأمني هو الآخر قطاع بلا رواتب منذ ٩ أشهر وأكثر لكن لم نجد مواطن  واحد يشتكي من ابتزاز أو طهوشة قطاع الحزام (المنصورة)  والذي صراحة عكس صورة إيجابية عند الكثير من المواطنين عن الحزام الأمني ليصبح الحزام الأمني الملجئ الرئيس والوحيد لكل مظلوم في ضل غياب دور مؤسسات الدولة الفعلي والممارسات السلبية لبعض الشرط خصوصا من بعد الحرب ٢٠١٥.

*أدوار متنوعة*
يتحدث عبد الصمد رئيس قسم الطوارئ بقطاع الحزام الأمني  ( المنصورة ) " أن توجيهات قيادة القطاع النقيب ( كمال الحالمي ) واضحة والتي تشدد للوقوف مع قضايا المواطنين بدرجة رئيسية ؛ منبها الجميع في القطاع على اليقظة الأمنية دائما  ؛ مشيرا أن قضايا الناس جانب من جوانب عمل القطاع حيث أن القطاع لديه مهامات أخرى كالنقاط الأمنية وضبط السيارات المجهولة والمعكسة إضافة إلى تطهير المديرية من آفة المخدرات ومطاردة مروجينها والمتاجرين بها التي تعتبر الأخطر على المجتمع ضررا.

وأكد " أن قائد القطاع ( الحالمي ) في متابعة مستمرة للبلاغات والشكاوي بل ويصل به الحال إلى النزول الميداني دائما " سيما أن كل افراد القطاع رأوا فيه القائد الذي يلتمس همومهم ويضع الحلول لمشاكلهم بحسب ما يستطيع وهذه الأمور جعلت من الجميع يروه فردا مثلهم وليس قائدا عليهم , مبينا أن للقائد أيضا علاقات متينة وطيبة مع إخوته في قيادات الحزام الأمني وألوية الدعم والإسناد ومدراء الشرط ومأموري المديريات ' منوها أن عمل القائد لا يقتصر فقط على العمل العسكري وانما هو همزة الوصل والبذرة الطيبة التي تسعى إلى حل مشاكل الكثير التي تحدث مابين القيادات العسكرية أو رؤوس الأموال وغيرهم لما يمتاز به من حكمة ورصانة بالفعل والقول. 


*إنجاز بأقل الإمكانيات* 
وفيما يخص (  المخدرات )  هنا تحدث باسم النود  ( محقق ) أنهم في القطاع تمكنوا من ضبط كثير من المتعاطين والمروجين للمخدرات بأنواعها وتم تقديمهم للجهات المختصة "  وأنهم يقومون بهذا العمل الهام والخطير بأقل الإمكانيات والمتاحة لهم " وأنهم حسب توجيهات قائد قطاع المنصورة أن مسألة المخدرات ومحاربتها تعتبر المرتبة الأولى في دور قطاع حزام المنصورة لما لها من تأثيرات خطيرة على الفرد  والمجتمع " مؤكدا أن بعض القضايا الأخرى التي تصلهم يكون سببها الرئيس تعاطي المخدرات.


*بلاغات كثيرة*
يتحدث رئيس قسم العمليات في قطاع المنصورة ( حزام أمني ) المقدم عبدالله فضل / عن الكم الهائل من البلاغات التي يتلقاه قسمهم " علما بأنهم بهذا القسم يتم التعامل بإيجابية وبشكل جدي  لهذه البلاغات ، غير  أن الكم الهائل من هذه البلاغات تتطلب امكانيات أكثر حتى يمضوا بهذه الوتيرة العالية ويستمروا عليها ،  موضحا أنهم في الحزام الأمني لم يصرف رواتبهم منذ ٩ أشهر , إضافة أن المخصصات للقطاع شبه معدومة وهذا الأمرين يصعب من عملهم وأن ما يقومون به من أعمال يكملوها بدعم ذاتي حتى لا تقف بنصف الطريق. 

*قيادة مطلعة*
تواصلنا مع النقيب كمال الحالمي والذي بدوره أشاد بضباطه وأفراده لما يقدموه من خدمات للناس تفوق قدراتهم والإمكانات المتاحة لهم على مدى الساعة " وأن قضايا الناس أولوية قصوى إلى جانب مكافحة تعاطي المخدرات وتجارتها وأن كل ذلك يتم تحت إشراف رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وقائد الأحزمة  محسن الوالي  وتوجيهات مباشرة من القائد والأخ جلال الربيعي قائد الحزام الأمني ( عدن ) 

  مؤكد " أنهم في الحزام الأمني سند رئيس للأمن العام وجسدا واحدا لأجل المواطن " وقبضة واحدة لمحاربة الجريمة بمختلف أنواعها.


*خاتمة* 
يضل الحزام الأمني الأقرب ثقة لدى المواطن وأكثر القطاعات الأمنية التي يلجئ لها المواطن لحل قضيته بل وصل البعض من المواطنين يرحب بمسألة الدمج بوزارة الداخلية حتى يكون للحزام الأمني دور بارز في حل مشاكل الناس ؛ ولا نعمم هنا بالايجابية ولا بالسلبية فهناك الكثير جازأيضا يشكون من تعامل  أفراد أو ضباط أو قادة بعض القطاعات للحزام الأمني إلا أن لا ينكر دوره في الجوانب الأخرى ، ونتمنى أن يكون الحزام بأكمله درعا واقيا للمواطنين في قضاياهم البسيطة بالنسبة لقيادة الحزام والكبيرة لدى المواطن وماشاهدناه في قطاع المنصورة أعطى الجميع الأمل بأن الحزام الأمني وان وجد فيه سلبيات الا أن ايجابياته يجب أن تذكر ونساندها وندعمها لأجل تحفيزهم على خدمة المواطنين أكثر ، وتعريفهم أن كل عمل واجب يقومون فيه مع الصبر فيه تاريخ ندونه من أسطر بيضاء لا تدنسها سواد بعض النقاط حينها الأجيال فقط ستتطلع وستتحدث'
من/زكي العاقل