المتنزهات في تعز، ترويح عن النفس أم تلويح الناس لذهابها؟

كريتر سكاي/خاص:


تقرير «شيماء رمزي»

يدرك الجميع أن المواطن المكبوت اثر الحرب والحصار طوال سبع سنوات، يود الخروج الى متنفس من وقت لأخر، للترويح عن نفسه والتحرر من ضغوطاته وهمومه.

ولكن، هل يحدث ذلك في متنزهات وحدائق المدينة، وهل هي توصل الشخص الى مبتغاه من السعادة المؤقتة على الاقل ? استطلاع رأي عشوائي يوضح النتائج.

وجدنا اجابات متناقضة حول هذا الموضوع، لذلك سنعرضها على ثلاثة تقسيمات رئيسية، فالفئة الاولى والتي كانت 60% من الناس الذين سألناهم، عبّرت عن خيبة امل كبيرة بسبب ما لا توفره هذه الاماكن والتي يجب أن تكون متسعاً للراحة، فمثلاً يقولون أن الغلاء غير المبرر في المتنزهات اصبح ثقلاً اخر يمنعهم وذويهم من الذهاب اليها والاستمتاع في رحابها كوصول سعر اللعبة الواحدة الى 500 ريال، واستيائهم من الازدحام الكبير في فترات معينة من السنة اسموها بالمواسم، وايضاً التعامل غير اللائق من قبل بعض العاملين كالصراخ على الزبائن والتمييز بينهم أو مضايقتهم للفتيات بالكلام أو التصرفات المشينة، ايضاً عدم قيام العسكريين بدورهم في حماية وحزم الاماكن بل استغلالهم للبزة العسكرية لفرض امور على المواطنين خصوصاً وإن كنّ فتيات كما حدث مع فتاة - فضلت عدم ذكر اسمها - أن هاتفها ضاع ووجدته عند احد العسكريين وطالبها بمبلغ خمسة الاف ريال مقابل تسليمه لها، وقالوا ايضاً كسكان بجوارها بأنهم ينزعجون كثيراً، فمثلاً تقول احدى الامهات التي تأتي مستشفى الامل لعلاج السرطان أنها تنزعج من الموسيقى والاغاني وايضاً من الازدحام الذي تسببه الباصات امام المستشفى مما يدفع السائقين الى عدم ايصالها الى بوابة المستشفى مما يضطرها للمشي رغم تعبها ومرضها وعدم قدرتها على الوصول اما للمستشفى حين تأتي أو للذهاب للمنزل عند المغادرة، كما اشاروا الى الاستهتار بالنظافة في المطاعم وصيانة الالعاب، ما يعرّض حياة المواطنين للخطر صحياً، وهذا ما يدل من وجهة نظرهم على فشل الادارة في هذه المرافق الخاصة خصوصاً وأنها لا تملك صندوق شكاوى لتراجع وجهة نظر زوارها وتهتم بهم، مما يدفعهم لمقاطعتها،

اما الفئة الثانية والتي كانت نسبتها 30%، فقد وافقت على كل عيوب ومساوئ الفئة الاولى ولكن فضّلت عدم مقاطعتها بسبب أنها المتسع الوحيد في المدينة خصوصاً وهي في حالة حصار، ولكنهم تحفظوا على مصطلح اماكن ترفيهية وقالوا بأن لا ترفيه فيها بل الجلوس على عتبة شارع في جبل صبر أو سهول الضباب افضل من دخول هذه الاماكن، ولكن لا حاجة لمقاطعتها بل علينا مطالبة الجهات المعنية بمراقبتهم ووضع القوانين الضابطة لتصرفاتهم، وقد اشاروا الى. جانب مختلف، فقد قال احد الذين سألناهم بأن ليس كل العاملين كما صورتهم الفئة الاولى، فهناك بعض العاملين الذين يتعرضون للظلم في هذه المرافق، فمثلاً بعضهم تكون رواتبهم قليلة وغير كافية والبعض الاخر تقاسمه الادارة فيما يدخله من اموال تحت مبررات واهية، وبعضهم يتعرضون للطرد لأسباب تافهة، اذاً في كل الاحوال هذا ما يدل على فشل الادارة فيها وفشل الرقابة على هذه المرافق من قبل الجهات المعنية ايضاً،

اما الفئة الثالثة والتي كانت اقل فئة بنسبة 10%، فهي الفئة التي لا ترى أي عيوب أو شكاوى أو اخطاء أو فشل في هذه المرافق، فقد عبروا عن امتنانهم للحدائق والمتنزهات بقولهم : كانت الحرب قتلت الحياة في المدينة وانتم اعدتم اليها النبض، اطفالنا يلعبون من حين لأخر وتستقبلون فتياتنا الشابات والائي يقصدنكم للجلوس والتحدث وتغيير اجواء المنزل، ونحن كأسر وعوائل نتجه اليها كلما رأينا الحاجة للذهاب اليها، ايضاً يرون أن هناك العديد من الحسنات والتي تعتبر مميزات خصوصاً في فترة الحرب، ولكنهم طالبوا ايضاً بزيادة الرقابة ومحاولة تطوير الااماكن للتسلية، والحفاظ على العدالة وكرامة العامل والمواطن والادارة، بقولهم -لا تظلمونا ولا تظلموا العامل ولا تظلموا انفسكم-،

ما يدل على استياء طبقة كبيرة من المجتمع من الحدائق والمتنزهات الموجودة في المدينة، والتي تطالب بالتحسين والرقابة والعمل الجاد، من أجل مساعدة الناس وتحسين نفسيتهم وتجاوزهم لبعض اثار الحرب والحصار.