عن القاتل المستتر القادم من السماء.. البرق يحصد أرواح اليمنيين

كريتر سكاي/ تقرير: عن القاتل المستتر القادم من السماء.. البرق يحصد أرواح اليمنيين
الأسباب الطبيعية لتكون البرق تحدث العواصف الرعدية في كل مكان من الأرض وبتكرار حوالي "225" عاصفة رعدية في السنة، ويرجع تسمية العواصف الرعدية بهذا الاسم لأنها مصحوبة بالرعد والأخير دائما ما يحدث مع البرق، ويحدث البرق في الغيوم الركامية الكبيرة وينتج البرق من فصل الشحنات السالبة والموجبة بداخل الغيمة في العواصف الرعدية ويكون ذلك بتدرج الجهد الكهربائي وعندما يصل هذا التدرج إلى قيمة حرجة يحدث اتصال كهربائي بين مناطق الشحنات السالبة والموجبة وينتج عن ذلك البرق. كما يحدث البرق في الغيمة نفسها، أو بين الغيمة وغيمة أخرى، أو بين الغيمة وسطح الأرض والأكثر شيوعًا هو البرق الذي يحدث في الغيمة أو بين الغيوم، ويكون على شكل نبضات تتكون على مراحل وتبدأ بالصاعقة (البرق بين أسفل الغيمة والأرض) هي شرارة تتحرك سريعًا من مناطق تراكم الشحنات السالبة في أسفل الغيمة باتجاه الأرض، كما يراه علي أحمد غانم. وفي كتابه "الجغرافيا المناخية" يستطرد غانم "تجذب الشحنات الموجبة التي تتكون على المناطق أو الأشياء المرتفعة على سطح الأرض فيرتفع وميض موجب الشحنة من الأرض إلى الأعلى عندما تقترب الشحنات الجوية السالبة من سطح الأرض، تحدث الصاعقة فيما يُرى البرق من مسافة بعيدة لكن الرعد يسمع فقط على مسافة حوالي 25 كيلومتراً، من مكان حدوثه ويتخذ البرق أشكال: البرق الصفيحي والحراري والمتشعب والشريطي والخرزي الكروي. ويؤدي البرق إلى قطع أسلاك الكهرباء والاتصالات زيادة الحرائق في الغابات كما يؤدي إلى قتل وإصابة أعداد كبيرة من الناس سنويًا، حيث سجلت إحصائيات قتلى البرق حول العالم 5 آلاف قتيل في 2011م بحسب غانم نفسه في طبعة كتابه الثالثة والصادرة عن دار المسيرة للنشر والتوزيع، لكن هذا العدد ازداد بشكل كبير مع مرور السنوات القليلة الماضية. البرق سلاح آخر للموت وتتخلل الصواعق الأمطار في اليمن خاصة في فصل الصيف، لكن هذا لا يعني أن الصيف موسم للمطر بمعزل عن بقية الفصول الأربع، ولأن المناطق الجبلية خاصة المحافظات اليمنية الشمالية تكثر فيها الأمطار صيفًا وتزداد معها الصواعق وضربات البرق إلا أن عملية تبخر مياه البحر في المحافظات الساحلية لها ميقات معلوم مع المطر بخلاف الصيف وسبق وإن ضرب البرق محافظات عدة. من جانبه يصف "محمد عثمان" وهو ناشط تلك النواهي الممهورة بإرشادات الأب بعدم خروجه إلى الشارع للعب عندما كان صغيرًا بالتزامن مع هطول الأمطار المصحوبة بالرعد، ذلك المنع الذي كان يجهله حينها، لكن ضرب البرق في مقبرة القطيع" بكريتر قبل سنوات كانت مقدمة لفهم الأطفال خطر البرق وهول الصاعقة، وما يحوز في النفس تلك الأخبار التي تتحدث عن موت الناس في الأرياف بسبب البرق ناهيك عن نفوق المواشي وهي تعتبر أشياء ثمينة في القرى حد تعبيره لـ "يمن للأنباء". وأصبحت ضحايا البرق حاضراً في حديث الصحافة ولم تقتصر أخبار القتل والموت في اليمن على ضحايا الحرب وحوادث المرور وكورونا والسرطان، وعادة ما تعتاد وسائل الإعلام المحلية المختلفة على إيراد أخبار تتحدث عن صواعق رعدية في الريف اليمني والحضر ممهورة بضحايا، حيث سجلت إحصائية لـ"يمن للأنباء" سقوط ’’5‘‘ قتلى بالبرق خلال الشهر الجاري اثنان منهم بمديرية المسيمير وثالث بمديرية المقاطرة واثنان بمديرية المضاربة بمحافظة لحج. وكان أعنف ضربات البرق تلك التي قتلت ثلاث نساء بعزلة ميفعة عنس شرقي مدينة ذمار وتسببت بإصابة ’’34‘‘ أخرين وجمعهن نسوة عندما كن في مراسيم زفاف كان ذلك ببداية أغسطس من العام الجاري بالتزامن مع صاعقة أخرى من نفس الشهر أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بمديرية جحاف بمحافظة الضالع ليرتفع العدد إلى ’’6‘‘ قتلى مما يكشف معه أعداد هائلة من الضحايا شهريًا في اليمن ولا إحصائية رسمية بأعداد الضحايا في اليمن وبسبب تقاسم البلاد بين الحوثيين والحكومة اليمنية. وحيال ما يسببه أصوات البرق خاصة على الأطفال والنساء، يرى المختص في علم النفس والاجتماع "ماهر شير" الأثر النفسية التي تقع على الشريحة المستضعفة من هلع ونشوء كوابيس مزعجة للأطفال في الليل وصوت البرق مشابه لأصوات الانفجارات، ويبقى هذا الهلع ضمن ما تعيشه البيئة المحيطة التي نحن فيها حاليا، مؤكداً في الوقت ذاته لـ "يمن للأنباء" "لا بد من وجود منصات إعلامية عدة للأرصاد وذلك لإعلام الناس وإخبارهم المسبق باحتمالية تعرض مناطقهم للأمطار المصحوبة بالصواعق وذلك لأخذ الحيطة والحذر".