اسرة يمنية تروي تفاصيل اللحظات الصعبة التي عاشتها عقب قصف اوكرانيا وكيف غادرت تحت القصف الروسي

كريتر سكاي/خاص:

روى الشاب كريم عمرو تفاصيل مغادرتهم اوكرانيا عقب القصف الروسي. 
وجاء برواية كريم:
انا كريم عمرو عبد الكريم .. اكيد سمعتم عني وعن اخي أمير في الفترة الأخيرة .. احب اولا ان أشكر كل اليمنيين و كل العرب واعطي قبلة على رأس كل من تضامن معنا وساعدني انا واخي و اشكر عمو اسلام العشيري على انقاذنا من خطر الموت .. ايام محاصرين مرو كأعوام .. بعد ان كنا في اهدى بقعة في الارض اصبحنا في وسط الجحيم .. اذكر تلك الليلة المشؤومة .. بعد ان اكملنا الواجب المدرسي وذهبنا الى السرير للنوم سألني أمير وهو نعسان : ياكريم بابا بيجي بعد بكرة تقول ايش بيجيب لنا معه ..  نمنا ونحن نحلم بهدايا بابا .. واستيقظنا على اصوات القذائف والطائرات .. في البداية رجعت ذاكرتي الى اول يوم حرب اليمن 26 مارس الساعة 2 ونص الليل .. نفس الموقف .. تاريخ يعيد نفسه .. صواريخ .. بيت يهتز .. نوافذ تتكسر .. مضاد طيران تحت البيت .. بكاء .. دماء .. دمار ... هدنة .. هروب .. إجلاء .. لا .. لا اريد اعاده هذا الرعب .. اتمنى ان اكون احلم .. و أصحى واحكي لأمي كابوسي اللعين ... لكن لا .. ايقضني صراخ أمي تعالو الى المخزن أأمن مكان في البيت .. ركضنا الى المخزن كنا نظن انه لدقائق .. لكن استمرينا هناك أيام .. في الصباح احظرنا كل احتياجاتنا الى المخزن وهكذا اصبح ملجأنا الصغير .. بدأ الوقت يمر ببطء وبدأ اليأس يتسلل إلينا .. بالذات عندما هدأت الاصوات وخرجنا من ملجأنا و شاهدنا الدمار ... منازل مدمرة .. قذيفتين في جدران المدرسة .. دبابة داخل ملعبنا الصغير .. وعندما قررنا الرحيل كانت الكارثة .. القرية محاصرة .. عدنا بدموعنا لملجأنا الصغير داخل مخزن بيتنا ... عاد القصف والانفجارات .. وانهارت آمالنا .. كانت اتصالات بابا المتواصله تشد من بأسنا .. مرت الايام ولم نعد نعدها ... فجأة يدق بابنا  رجل يقول بسرعة الى السيارة .. عرفنا انه جواب دعائنا .. رحلنا وتركنا خلفنا كل ذكرياتنا .. وبدأ الامل يعود بعد لقاء بطلنا ... رحلنا الى المجهول .. اول يوم رحلتنا كان مغامرة .. طائرات تحلق دبابات تقصف صواريخ تنطلق و اخرى تصل .. عمو اسلام حاول إشغالنا بالغناء والموسيقى وبالفعل نجح .. وصلنا الى الطريق الامن .. ست ايام سفر الى المجهول .. ثلاث ايام مع عمو اسلام و ودعنا في حدود بولندا وثلاث ايام سفر بدونه .. والحمد لله وصلنا الى المكان الآمن .. ملامح غامضة لمستقبل جديد ..اول سبع سنين عمري كانت في اليمن ورحلت و مابقى الا الذكريات .. وثاني سبع سنين عمري كانت في اوكرانيا وايضاً لم تبقى الا الذكريات ... متى ستنتهي الحرب ونعود الى اليمن الحبيب .. متى سيعُم السلام كل الدول ... كل اطفال العالم لهم الحق في العيش بأمان ... يآرب انت المستعان ...

" كتبته بتصرف من حديث ابني كريم معي " 
د. عمرو كريم