(كريتر سكاي)ينشر مداخلة الرئيس علي ناصر محمد في الملتقى الإعلامي ببيروت

(كريتر سكاي)خاص:

ينشر كريتر سكاي مداخلة الرئيس علي ناصر محمد في الملتقى الإعلامي ببيروت جاء فيها:

السادة الحضور:

يسرني أن نلتقي معكم في مدينة بيروت التاريخ والحضارة والثقافة... المنارة التي علمت وخرجت آلاف المثقفين والمفكرين العرب في القرن العشرين.

من هنا من بيروت, ومن بلاد الشام انطلقت بعض حركات التحرر والأحزاب القومية واليسارية... ومنها تعلمنا وأنا شخصيا أحد تلامذتها إذ التحقت بحركة القوميين العرب مع غيري ممن تحملوا المسؤوليات التاريخية في النضال من أجل تحرير الشعوب من الاحتلال الأجنبي، والمساهمة في بناء دولهم.

وأشهد أن بيروت كانت سندا قويا لثورتنا وشعبنا التي تكللت بالنصر في 30 نوفمبر 1967 وكذلك دعم الأشقاء العرب لنا وفي مقدمتهم مصر عبد الناصر.

 بعد أن وصلنا الى السلطة وسدة الرئاسة سعينا لرد بعض الجميل للبنان في معاركه ضد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982م  وللمقاومة في حروبها من أجل تحرير جنوب لبنان. وقدمنا بعض الدعم العسكري والسياسي عبر تقديم السلاح والذخائر وعدد من صواريخ الدفاع الجوي آما الجانب السياسي فتقدمنا بمبادرة لعقد قمة عربية هدفها فك الحصار عن بيروت ودعم الدول العربية للمقاومة اللبنانية والفلسطينية وكللت بالنجاح لاحقا بعقد مؤتمر القمة في مدينة فاس بالمغرب عام 1982م. ونعتز كثيرا بالبطولات التي سجلها الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي والتي توجت بتحرير جنوب لبنان عام ٢٠٠٠م.

على مدى أكثر من خمسة عشر عاما تعرض لبنان الى صراعات وحروب وحصار لم يشهد مثلها وطننا العربي، وقد وصف هذا الكاتب محمد حسنين هيكل حين قال: "لبنان نافذة زجاجية ملونة مضيئة في الجدار العربي المُعتم" لكن اللبنانيين والعرب لا يعرفون جمالها وقيمتها في تكريس حضورهم الزاهي.

وكانت هذه الحروب ومن يقف وراءها تستهدف إضعاف مكانة لبنان ودوره الوطني والقومي والسياسي والثقافي والسياحي، ولا زال لبنان للأسف يعاني من آثارها حتى اليوم.

لكن إرادة الشعب اللبناني العظيم لم تقهر, وأخذ يستعيد دوره ومكانته تدريجيا متجاوزا آثار تلك المؤامرة الكبرى.

وقد دخل العديد من دول الوطن العربي اليوم كاليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان والصومال بمحن قاسية نتيجة ذات المؤامرة التي ترمي الى تدمير دولنا العربية وجيوشنا واقتصادنا وعملاتنا الوطنية  بهدف تمرير مخططات الأعداء.

ايها السادة :

نعم… ما يجري اليوم هو امتداد للمؤامرة التي تعرض لها لبنان في السبعينيات والثمانينيات، والحروب في اليمن أكلت الأخضر واليابس وبالذات منذ عام 2015 فاق دمار الدولة والمؤسسات والعملة والاقتصاد ما يتصوره عقل انسان، ويؤلمني ان اطلعكم ان اكثر من ٩٠% من الشعب اليمني اليوم بحاجة الى مساعدات انسانية عاجلة بعد ان قُتل عشرات الآلاف، وآخرها مجزرة الاطفال في قرية ضحيان بمحافظة صعدة وجرح ثلاثة أضعاف هذا العدد وتشريد الملايين منه في الداخل والخارج.

لقد اعلنت موقفي من الحرب منذ يومها الاول، وقلت حينها لبعض المسؤولين في الخليج: لن تكون الحرب نزهة في اليمن، ولن تحسم في ٣٠ يوما أو ٤٥ يوما، كما كان البعض يتوقع،  وأنها قد تطول وتستمر الى أكثر من ثلاث سنوات. وذكرتهم بتجربة مصر في اليمن والتي كان يعتقد البعض ان المصريين لن يبقوا أكثر من أسابيع أو أشهر من أجل حماية الثورة والدفاع عن النظام الجمهوري في الايام الاولى، ولكن الحرب استمرت لأكثر من ٧ سنوات ووصل عدد القوات المصرية في اليمن الى اكثر من سبعين ألف جندي، وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى اليمنيين والمصريين.

وها نحن اليوم في العام الرابع للحرب التي لم تحسم لأي طرف من الأطراف المحلية والاقليمية والدولية.

إن من دفع ولايزال يدفع الثمن الأكبر هو الشعب اليمني في الشمال والجنوب. 

لقد أكدت مؤخرا لأطراف الصراع أن الدخول الى الحديدة أو التفكير في دخول صنعاء لن يكون نهاية الحرب ولكنه سيكون بداية لحرب أهلية في اليمن وسيصل شررها وشرها الى كل دول المنطقة وأن المنتصر في هذه الحرب مهزوم. وفي هذا الإطار استشهد الرئيس عبد ربه منصور بمقولة نابليون الشهيرة "المدن مقبرة الجيوش".

السادة الحضور: 

بحسب رؤيتي وخبرتي, تقدمت ومنذ إعلان الحرب بمبادرة لوقفها، ثم طورتها لأقدمها في مؤتمر فالداي بموسكو بداية هذا العام، وقدمتها كذلك للأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية وأطراف الصراع في اليمن والمنطقة، ولكن تجار الحروب لا يريدون نهاية لها. 

كما بادرت بعض الشخصيات العربية مشكورة وعلى رأسها دولة الرئيس الدكتور عبد السلام المجالي (رئيس وزراء الأردن الأسبق) والإمام الصادق المهدي (رئيس وزراء السودان الأسبق) وغيرهم بتوجيه نداء (بتاريخ 15 يوليو 2018) لوقف الحرب في اليمن، وباركته 99 من كبار الشخصيات اليمنية, ونحن أيضا نباركه ونتمنى أن يخرج لقاءنا اليوم بنداء قوي لوقف الحرب في اليمن.