‏عندما يبكي الكبير!

شخص عزيز بين قومه، وكان له حضور سياسي في الدولة، وكان صاحب بيت مفتوح أمام الصغير قبل الكبير، ويرحب بالفقير قبل الغني. كان رجل خير وعطاء.
بعد وصول المسيرة الرسية صنعاء، وتمكنها من نهب اليمن وقهر الجميع، أغلق على نفسه باب بيته، وقاطع الجميع.
حاولت مرارا أكلمه واطمئن على صحته، ولكنه كان يرفض الحديث.
قبل عدة أيام اتصلت على أحد أبنائه للاطمئنان عليهم، فقال لي إن والده مريض، وهما في المستشفى، فطلبت منه أكلم والده صوت وصورة..
يا ليتني ما كلمته!
فعندما وضع ولده الجوال أمامه، لم يتمكن أن يتكلم كلمة واحدة، ولكنه كان ينظر نحوي بصمت ويبكي، بكاء القهر، كان جسده يذوب بدموع صامتة، ولكنها في الواقع كانت كحمم ملتهبة تذيب الصخور.
رأيت الألم يعصره كما يعصر الثعبان ضحيته.
دموعه كانت كتابا كاملا، شرح فيه ما جرى له ولبقية اليمنيين خلال عقد مظلم، ترك الجميع أجسادا بلا أرواح.
نظراته شرحت بتفصيل كيف صار حاله، وتبدلت أوضاعه، وكيف نهش القهر جسده قبل أن تنال من روحه أنياب الحاجة ومخالب الذل.
أبكاني.
يا الله ما هذا الباطل الذي حل باليمن.
ولكن ما من ظُلمة إلا وخلفها فُرجة.
نسأل الله الفرج لليمنيين والنجاة لليمن.

مقالات الكاتب

سفر أحمد سيف!

‏كنا نسمع واحنا أطفال خلال عهد الظلمات، أيام الإمام يحيى حميد الدين، أن اليمني كان إذا أراد أن يسافر...

‏لماذا شتموني في مأرب؟!

درست المرحلة الثانوية ( 1990 ـ 1992) في مدينة مأرب بمدرسة الميثاق.كانت تلك المدة التي عشتها هناك من...

‏عندما يبكي الكبير!

شخص عزيز بين قومه، وكان له حضور سياسي في الدولة، وكان صاحب بيت مفتوح أمام الصغير قبل الكبير، ويرحب ب...