حوار الوالي وعلي ناصر ومُستقبل الجنوب

أنور الرشيد

قرأت ماتفضلا به الهامتين الجنوبيتين الدكتور عبدالرحمن الوالي وفخامة الرئيس علي ناصر محمد من رأيين جديرين بالأحترام والتقدير كحوار علني جنوبي جنوبي.


الرائع فيما تفضلا به بأنه يطرح خارطة طريق لأنتشال ليس الجنوب فقط وإنما اليمن من مأزقه الحالي الذي يزداد سوء وبؤس ودمار وخراب، في لقائي مع فخامة الرئيس علي ناصر محمد في جبل لبنان في ديسمبر الماضي عندما دعاني الى تناول وجبة الغداء معه لم يُخالجني الشك بأني سأكون مع شخصية صنعت تاريخ وآن أوان الاستماع لهذه الشخصية بكل تجرد ودون احكام مُسبقة، ماخرجت منه بذلك اللقاء بأني أمام شخصية وحدوية للنخاع عندما كرر أكثر من مرة بأننا قاتلنا من أجل الوحدة خمسة وعشرين عاماً والآن نقاتل من أجل فك الوحدة خمسة وعشرين عاماً.


مايهمني حقيقةً في هذا الحوار الجنوبي الجنوبي ماذكرة فخامة الرئيس علي ناصر محمد بأن الحل هو بوقف الحرب ورئيس ينتشل الشمال والجنوب ومن ثم ليكن هناك استفتاء للنظر في تلك الوحدة وللخروج من تلك الأزمة بدعم أقليمي ودولي.

هنا ليسمح لي فخامة الرئيس وأن كنت أتفق معه بهذا الأمر فالدعم الأقليمي في ظل أنظمة معادية للشعوب وللحريات والديمقراطية مستحيل أن يتم هذا أمر لايقبلون به مطلقاً لوكانوا يقبلون به لما تدهور حال ليس الجنوب فقط وإنما حال اليمن حال أكثر من خمسة وعشرين مليون بني أدم تقطعت بهم السبل وأنهكتم الأمراض والجوع والفقر والعازة، ليس هجوم يافخامة الرئيس على دول الأقليم ولاعلى المجتمع الدولي وإنما الواقعية السياسية تُحتم علينا أن نُدرك حقيقة أن دول الأقليم لَم ولن تقبل دعم اليمن ولاالجنوب تحديداً ليس بصالحها ذلك.


قد يسألني البعض يافخامة الرئيس لماذا ليس بصالحها رغم أن المنطق يقول بأن أستقرار اليمن كله هو بصالح دول الأقليم؟

نعم ليس بصالحها طالما أن الأنظمة تخشى أن يكون اليمن والجنوب تحديداً والذي هو مُهيأ ولديه تجربة تقدمية رائعة أن يكون يمن حُر وجنوب متقدم مدني ديمقراطي هذه هي كل القصة التي لن تجعل اليمن يستقر ولا الجنوب سيرجع لشعبه لذلك دول الأقليم لها حساباتها ولايمكنها القبول بعودة دولة الجنوب وها هو الجنوب منذ خمس سنوات وهو حُر مُستقل حرر أكثر من ثمانين بالمائة من أراضية، وهاهي دول الأقليم التي تراهنوا عليها توافق على أن يكون نائب رئيس الشرعية علي محسن الأحمر من الاصلاح أي الإخوان المسلمين الذين أعتبروهم منظمة أرهابية ويستضيفون زعيمهم المُصنف دولياً بأرهابي الزنداني هذا أمر لايدخل العقل!!!.


فخامة الرئيس علي ناصر محمد اعتقد في هذه المرحلة التي تأسست عليها مصالح سواء على الأرض الآن أومصالح دول الأقليم وتجار حروب لن يقبلوا بخارطة الطريق التي طرحتها ولن ينفع مع هذا الوقع اليوم إلاالجراحة المؤلمة لأنقاذ مايمكن إنقاذه ومن ثم لاحقاً يمكن التفكير بخارطة الطريق التي طرحتها، الآن لابد من إتخاذ قرار شجاع وحاسم يحسم آلام الشعب الجنوبي أولاً يكفيهم ثلاثة عقود دمار وحروب وأغتيالات وآن أوان وضع حد لكل ذلك بالإعلان عن عودة دولة الجنوب ومن يُرِيد دعمها من دول الأقليم فأهلاً وسهلاً ومن لايُريد فليكف خيره وشره فشعب الجنوب قادر على إعادة بناء نفسه دون الحاجة للأخرين ولديه كل مقومات النجاح ولكن يحتاج لقرار فقط دون الرجوع لدول الأقليم الذين يراهنون على أن لإيعود الجنوب لأهله ليكون حُر مدني ديمقراطي وهذا مايقاتلون من أجله.

مقالات الكاتب

أنتصار باهض وهزيمة مكلفة

لازلت عند رأي بشأن التطورات في غزة والعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني بها بكل أنواع الاسلحة وبهمج...

الوضع مأزوم والرأي مكتوم.

‏لم تستقر منطقتنا ليس من السابع من أكتوبر الماضي وإنما من قرون طويلة وهي بحالة غليان وغليان مضاد حرو...