عيدروس مابين مطرقة عودة دولة الجنوب وسندان المعارضة الاقليمية .
لايخطأ المرء الذي يتابع الوضع في اليمن عموماً وخصوصاً التطورات التي تحدث في الجنوب، سيكتشف حتماً بأ...
في الخمسين عاماً الماضية عاصرت احداث تاريخية تتعلق بالصراع الصهيوني العربي بدأً من هزيمة 1967 التي خفف وطأتها الإعلام العربي علينا واسماها نكسة وصوت احمد سعيد الذي كان يطربنا، وكنا نهلل مع اسقاط كل طائرة، اتذكر ونحن شباب احضرت الراديو من منزلنا ووضعته على سحارة (صندوق) المشروبات الغازية عند دكان عباس وتجمعنا حوله طوال ايام الحرب واذكر كان يقول عندما يسقطو طائرة كانو يشاهدون الطيار مكبل بالسلاسل لكي لايهرب منها إلى أن فجعنا بالحقيقة التي هزت كياني، أما حرب 1973 رغم ما تم تحقيقه من انتصار إلا أن لابد من هز الثقة في انفسنا وتم ترويج الكثير من الروايات عن حرب 73 بأنها حرب تحريك ملف أي انها حرب مفتعله وهذا أيضاً لتكسير مجاديف كل من يسعى لوضع حد لاغتصاب أرض فلسيطين ، طبعا ناهيكم عن الحروب العبثية التي جرت خلال الخمسين عاما الماضية من الحرب الاهلية في لبنان إلى الحرب العراقية الإيرانية لحروب السودان وليس حرب لحرب تحرير الكويت ولحرب اليمن مابين الشمال والجنوب لحرب عاصفة الحسم للحروب أيضاً وليس حرب في سوريا واعتذر إذ نسيت حرب هنا أو هناك بين اخوة الدم.
اليوم في حرب غزة تغير التاريخ نتفق نختلف مع ماحصل من حماس هذا أمر لا أود الدخول به لان ليس وقته ولكن للامانة كحقوقي وكصحفي متابع للشأن العام المحلي والاقليمي والدولي، استطيع أن اقول بكل ثقة اليوم أرى مشهد أخر يختلف اختلاف كلي عن ما مررنا به في صراع الحروب الماضية، مشهد يقوده جيل جديد جيل الانترنت جيل لم يخدعه إعلام الانظمة المظلل ولم يعد مذيع هنا أو قناة هناك تحتكر الحقيقة وحدها وتوزعها لخدمة مصلحتها ومصلحة من اسسها .
انكسار احتكار المعلومة فجرت عصر جديد واسقطت مصداقية قنوات فضائية وإذاعية عريقة مما اجبرها على أن تُصحح موقفها أمام ضغط الشارع على الاقل أن تكون محايدة باحسن الاحوال، من كان يتخيل أن نسمع ونرى رأي الشارع الغربي يطالب بوقف الابادة جماعية التي تجري حاليا بهذه اللحظة في غزة لولا انكسار احتكار المعلومة!!!؟
من منا كان يتخيل أن يتظاهر الشارع الغربي لنصرة الحق الفلسطيني!!!؟
لذلك وبحكم التجربة استطيع أن اقول بأن سلاح النت وبالذات وسائط التواصل الاجتماعي هي السلاح الافتك من بين كل اسلحة الحرب التي استخدمها الصهاينة ضد مدنيين عُزل لاحول لهم ولا قوة غير ايمانهم بحقهم وارضهم.
وانتصرت الإنسانية في النهاية ولم يعد العالم اليوم يقبل بما كانت تقوم به الأنظمة سابقاً وحتماً ستنتصر إرادة الشعوب الحرة التي تجمعها الإنسانية رغم صعوبة المخاض التي تمر به.