حوار جدة والطريق المسدود

أنور الرشيد

نذ أكثر من أسبوعين ونيف وحوار جدة مابين المجلس الانتقالي والشرعية المتمثلة في الرئيس هادي تُرواح مكانها ولاتقدم بها حتى الساعة، ومن خلال متابعتي لهذا الحوار الذي لم يرشح عنه إلا النزر اليسير من المعلومات وجميعها تصب في أطار رفض الشرعية الجلوس على طاولة الحوار ومؤخراً سمعت من مصادر غير مؤكدة بأن علي محسن الأحمر وأثنان من الشرعية قدموا من الرياض للقاء المجلس الانتقالي.


هذه هي الأخبار التي وصلتني طوال تلك الفترة ولكن المؤكد بأن الشرعية كانت ولازالت لاتُريد الجلوس والتفاوض مع المجلس الانتقالي وكون المجلس الانتقالي يقبل بالمفاوضات لانتزاع حق الجنوبيون والشرعية ترفض ذلك فهذا مكسب للانتقالي ونصراً جديداً له.


مايهمني هو النفس الطويل الرائع الذي مثله المجلس الانتقالي فهذا أن دل فإنما يدل على صلابة الموقف وقوة الحجة والثقة بالنفس أمام شرعية عجزت أن تواجه من يمتلك هذه المقومات في التفاوض، ولاشك لدي بأن المرحلة التفاوض بطريقها لسكة سد فلا المجلس الانتقالي يستطيع أن يقدم أي تنازل يُقلل من سقف مطالبه والمتمثلة بعودة دولة الجنوب وهو المطلب الذي فوض الشعب الجنوبي المجلس الانتقالي لتحقيقه ولاالشرعية قادرة على تحقيق ذلك المطلب، لذلك وبما أن الشرعية أصبحت عاجزة كل العجز وثبت ذلك لدول التحالف وللمجتمع المدني فأن الحقيقة التي يفترض أن تفرض نفسها هو تعامل دول التحالف والمجتمع الدولي مع ما أنتجه الواقع وهو يتمثل بمن يمسك السيطرة على الأرض، والذي يملك السيطرة على الأرض هو الحوثي والمجلس الانتقالي، وبذلك يكون المجلس الانتقالي رقم صعب لايمكن تجاوزه أوالقفز عليه أوتجاهله وهنا يُصبح أمر عودة دولة الجنوب أمر واقع لاجدال حوله.


قد تكون عودة دولة الجنوب ذو مراحل وهذا ما اتوقعه في الأشهر القليلة المقبلة وبرأيي فأن هذا الأمر سيُرسخ حتمية عودة دولة الجنوب خصوصاً وأن علمنا بأن هناك أنباء تتواتر عن أنشقاقات في اللوية الأحمر والشرعية وأنضمامها الحوثي وهي عملية استباقية للرحيل من الجنوب للشمال بشكل متقطع ولكن تظل الحقيقة هي أن دول الأقليم والمجتمع الدولي لن يقبل بعودة ألوية الشمال للجنوب خصوصاً مع ماتحققه المقاومة الجنوبية من انتصارات بعدة جبهات.


لذلك ادعو الشعب الجنوبي بالتفاؤل وأُراهن على أن عام 2020 سيكون عام عودة دولة الجنوب وهذا ما اتوقعه وفق المعطيات على الأرض.


المستشار أنور الرشيد

مقالات الكاتب

أنتصار باهض وهزيمة مكلفة

لازلت عند رأي بشأن التطورات في غزة والعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني بها بكل أنواع الاسلحة وبهمج...

الوضع مأزوم والرأي مكتوم.

‏لم تستقر منطقتنا ليس من السابع من أكتوبر الماضي وإنما من قرون طويلة وهي بحالة غليان وغليان مضاد حرو...