في انتظار عودة الشهيد !

لا باس أن يتحول النقاش من رفع القمامة  من الشزارع ومن أخبار الكوليرا، إلى صراع ثقافي سينمائي، حول فيلم أحمد باي من جهة وعن إسناد دور الداي حسين إلى الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو من جهة ، ومن جهة أخرى الخلاف حول فيلم البطل الشهيد بن مهيدي ومخرجه بشير درايس وبين وزارة المجاهدين ومركز الدراسات والبحوث حول الحركة الوطنية المسؤول عن متابعة الأفلام السينمائية والوثائقية حول الثورة ، الذي تحفظ عن بعض اللقطات به.

لم نطلع عن فحوى فيلم بن مهيدي، وإن كان تحفظ المركز عن لقطات تتحدث عن خلافات بين المجاهدين ، بن بلة وعبان، وبين بن بلة وبن مهيدي مثلما صرح المخرج، فهذه هي الحقيقة، فالثورة لم يقم بها ملائكة بل رجال لهم سلبياتهم ولهم إيجابياتهم، لكن يبقى دورهم البطولي يشهد لهم فهم قدموا أعز ما يملكون ، حياتهم من أجل الجزائر.

أما عن ديبارديو "صديق الجزائر" الذي استفاد سنوات كان عبد المومن خليفة   الآمر الناهي في البلاد، من مزرعة كروم ببضعة هكتارات بولاية تيبازا، فالأمر يختلف، فالمنتجة تقول أنها أرادت أن تعطي الفيلم بعدا عالميا بإسناد الدور لاسم عالمي، وربما من سوء حظها أن الرجل متابع في بلاده في قضايا تحرش قد تسيء للفيلم، الذي حوله خلاف أساسي وتاريخي، وهو حول شخوص القصة نفسها، وربما جاءت الفرصة لطرح هذا النقاش التاريخي على الساحة الثقافية والسياسية، فهذا الباي العثماني الذي لم يكن ولاءه للجزائر وسكانها، بل ولاءه للباب العالي في الاستانة، وقد الحق كبير الضرر بالأهالي من خلال سبي بناتهم ونسائهم وسلب ثرواتهم ، وقتل كل من يخرج عليه برميه من أعلى ضفاف الرمال، قبل أن يستسلم مثلما استسلم مثلما استسلم الداي حسين وسلم مفاتيح الجزائر لدي بورمون.

نعم حان الوقت لتصحيح تاريخنا العثماني المزور، فالداي حسين الذي تحمل بلدية بالعاصمة اسمه، لم يذد عن الجزائر، ولم ينظم أية مقاومة لرد المحتل، فقط حافظ على أمواله ونسائه وجواريه ورحل.

فإلى متى نبقى نتفاخر ونكذب على الاجيال بالتاريخ العثماني في الجزائر الذي لم يكن يقل دموية عن الوجود الفرنسي. الم يقتل العثمانيون ما لا يقل عن الف شخص بين نساء ورجال وأطفال في يوم واحد في منطقة القبائل عندما تصدوا لهم ومنعوهم من الاستيلاء على ممتلكاتهم وعلى أراضيهم؟ حتى بعض الجهات التي طالبت من الجيش العثماني مساعدتها على طرد الاسبانيين الذين كانوا يلاحقون الموريسك في منطقة المغرب، ندموا عن ذلك  عندما وجدوا أنفسهم بصدد استعمار آخر، فكم من معارك حدثت بين العثمانيين والاهالي في المتيجة وفي المدية وجهات متفرقة من شمال البلاد؟

 ها هي الفرصة لفتح ملفات التاريخ والمسكوت عنه من الحقبة العثمانية في بلادنا، وكفانا مغالطات، ثم أليس لدينا في تاريخنا الامازيغي الطويل  وفي تاريخ الثورة من أسماء تليق بأن تكرم في افلام إلا هذا المحتل؟

مصيبتنا أننا نسند الفعل الثقافي إلى غير أهله  ككل مرة ، ولا أعني هنا المخرج بشير درايس.

مقالات الكاتب

هنيئا يا جزائر !

كل شيء فيك جميل هذه الأيام يا جزائرنا، انتصارات الفر يق الوطني التي أعادت الأمل للشباب بعد سنوات من...

هلموا إلى الحوار !

لا أدري إن كانت المجاهدة، جميلة بوحيرد، ستقبل أن تكون ضمن الهيئة التي اختارتها منظمات من المجتمع الم...

الهويات القاتلة !

لا بأس أن أستعير من الروائي العالمي، أمين معلوف، هذا العنوان لكتابه "الهويات القاتلة"، لأعبر من خلال...