الإهتمام الإسرائيلي باليمن وأهدافها الإستراتيجية

اليمن الدولة التي تتحكم بأهم مضيق إستراتيجي في الشرق الأوسط ( باب المندب) الذي يفصل بين البحر الأحمر وخليج عدن . أصبح محل أطماع الكثير من القوى الإستعمارية منذ الأزال.
إسرائيل  كغيرها من القوى في الشرق الأوسط (( إيران السعودية الإمارات ))  عينها على اليمن وعلى السواحل والجزر الهامة فيها وكذا مضيق باب المندب.
إهتمام إسرائيل باليمن ليس وليد اللحظة كما يضنه البعض لكنه يعود الى عشرينات القرن الماضي عندما كان الجزء الجنوبي منه يقبع تحت الإحتلال البريطاني .حيث عملت الوكالة اليهودية في #عدن آنذاك على الإهتمام بيهود اليمن لانهم يمثلون الجزء العريق والتاريخي للديانة اليهودية. 
عملت الوكالة اليهودية في عدن على إجلاء أكثر من 50000 خمسون ألف يهودي عام 1949م الى فلسطين في عملية اطلقت عليها بساط الريح.
وفي الستينات من القرن الماضي لم تغيب اليمن عن عين إسرائيل فأصبحت تراقب التطورات فيها وخاصة أثناء الحرب الملكية الجمهورية. حيث عملت إسرائيل والسعودية على دعم الملكيين ضد الجمهوريين الذي حليفهم آنذاك جمال عبد الناصر.
وعند انتصار الجمهورية في شمال اليمن وانضمام جنوب اليمن الى المعسكر الشرقي .
بقت إسرائيل في قلق تجاه تلك الأحداث لكنها ظلت في ترقب مستمر على تلك الدولة مراقبة كل التطورات الذي تحدث فيها .
باب المندب والجزر اليمنية الهامة ذات بعد إستراتيجي لإسرائيل. فهي في تخوف من تكرار سيناريوا 1973م عندما أغلق باب المندب اثناء الحرب الإسرائيلية العربية. 
وعندما سيطر الحوثيين حليف إيران على مؤسسات الدولة في اليمن عملت إسرائيل عبر عملائها من يهود اليمن على إقامة علاقة سرية مع الحوثيين حتى يكون لها عين على باب المندب والبحر الأحمر.
وعند سيطرة الانتقالي المدعوم إماراتيا الحليفه الإستراتيجية لإسرائيل على عدن . عمل الإعلام الإسرائيلي على تغطية الأحداث والإهتمام بالتطورات الحاصلة هناك وعبر حلفائها الإماراتيين أستطاعت ان تقيم علاقة سرية مع المجلس الانتقالي.  وذالك من أجل السيطرة على باب المندب والسواحل الجنوبية والجزر الهامة لليمن.
صحيفة. اسرائيل اليوم  وقناة i24 نيوز الإسرائيلية الناطقة بالعربية كشفت عن علاقة دبلوماسية سرية مع قيادات في المجلس الانتقالي وما اسمتهم بأصدقاء إسرائيل الجدد في اليمن . أوضحت الصحيفة على ان هناك قيادة تتبع المجلس الانتقالي قامت بزيارة سرية لدولة إسرائيل حسب زعم الصحيفة. 
يواصل الإعلام الإسرائيلي تغطيته للأحداث في اليمن حيث بثت مساء أمس الجمعة 26 يونيو 2020م قناة i24 نيوز الإسرائيلية في برنامج مدار الأسبوع تحت عنوان
 العلاقات الدينية والإهتمام الجيوسياسي باليمن
خصصت القناة مساحة واسعة على تطورات الأحداث في اليمن وخاصة الجزء الجنوبي منه 
وذكر البروفيسور عوزي رابي رئيس مركز موشي ديان في الشرق الأوسط الذي استضافته القناة أن اليمن جزء لا يتجزأ من المحيط الإقليمي لإسرائيل وإقامة علاقة جيدة معها مهم لأمن إسرائيل القومي حسب زعمه. وواصل قوله نحن لا نريد تكرار سيناريوا 1973م عندما أغلق باب المندب.
ويجب أن يكون هناك موطئ قدم لإسرائيل في باب المندب والسواحل الجنوبية والغربية لليمن. 
لإن وجودنا في اليمن أصبح ضرورة كي تعيش إسرائيل في أمان بين جيرانها العرب حسب قوله.

هل سيتحقق الحلم الإسرائيلي الذي أصبح جزء كبير منه ينفذ على ارض الواقع؟؟
خاصة بعد ان سيطرت مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا على جزيرة سقطرى والسواحل الجنوبية للبلاد.
أم أنه سوف يصطدم بإرادة الشعب اليمني الذي يرفض ان تتواجد أي قوى إستعماريه على ترابه الطاهرة ؟؟؟

مقالات الكاتب

غريب في وطني

الفقر في الوطن غربة. حقيقة اعاني منها انا وملايين من أبناء هذا الشعب التي أنهكته الحروب والصراعات وت...

تعــــز : وسقوط.. الأقنعة

تعز المحافظة  التي أسقطت المشاريع السلالية والطائفية والمذهبية والعنصرية والمناطقية....ووقفت في...