اسمهم المؤثرون !

اسمه "رفقة" وعمره عشرون سنة أي منذ مجيء الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، ناشط على موقع "سنابشات"، أعلن أنه سيحتفل بعيد ميلاده العشرين أول أمس السبت برياض الفتح فحضر الاحتفال ما يزيد عن عشرة الاف شخص من أترابه، (10الاف) من جيل جديد لا نعرف عنه الكثير ، لكنه تمكن من تجنيد الشرطة ومؤسسات الدولة التي يبدو أنها لم تفهم شيئا في ما يحدث، وربما هي الآن تحاول تفسير الظاهرة وكيف تتحكم فيها، فهذه ليست مسيرة معطوبي الجيش الذين تستقبلهم فجرا على مداخل العاصمة لمنعهم من الوصول إلى وجهتهم ،وزارة الدفاع  أين يحاولون إيصال رسالة احتجاجاتهم على وضعيتهم المزرية إلى المسؤولين.

من الوزير الذي قال أن الدولة لا تهتم بما يقال في مواقع التواصل الاجتماعي؟

إنهم بالمئات ولهم متابعون بالملايين عبر السنابشات وأنستغرام والفايسبوك والتويتر وغيرها من مواقع الانترنيت، التي صار لها جمهورها المستقل عن الحكومات والمؤسسات، ولها منطقها، بل هي دول موازية للدول الرسمية، فهل من فهم الرسالة؟

 كلامي موجه لدعاة الاستمرارية، هؤلاء الذين لم ينتبهوا للعالم وهو يتغير بسرعة الضوء من حولهم، هل يعرفهم ولد عباس وغيره من المنتسبين جورا إلى السياسة، ويعرفون اهتماماتهم، ولد عباس  الذي قال إنه وجماعته باقون لمئة سنة؟ 

صحيح أن اهتمامات هؤلاء المؤثرين مثلما يسمونهم، تبقى ترفيهية، بل هناك من يراها تافهة ولا تقدم شيئا يذكر للمجتمع، فهم  يستعملون الفكاهة لجلب  المتابعين ، ويكسبون من وراء ذلك مداخيل معتبرة بعيدا عن المنظومة المالية الرسمية، لكن الخوف أن يأتي من يستغلهم لأغراض أخرى، وقد سبق وشاهدنا دور الفايسبوك في الانقلابات في ما عرف بالربيع العربي.

هم ظاهرة وواقع  فرضته العولمة وفرض  نفسه على المجتمع بعيدا عن الحلم بالحرقة ، وعن دعاة التدين من مدخلية وسلفية أو إخوان، ولذا وجب التنبيه    إلى ما يمكن أن ينجم عنها ، فإن كان حتى  الان لم يسجل منهم أي موقف مناف للقوانين، لكن على السياسيين وعلى علماء الاجتماع  الاهتمام في أقرب الآجال بهؤلاء ودراسة ظاهرتهم ، واستغلالها في الاتجاه الحسن، لتنوير الراي العام أو للتحسيس من المخاطر كالتلوث أو العنف، والتطرف وضد اختطاف الاطفال ، أو الترويج للسياحة وكل ما من شأنه خدمة المجتمع ، لكن بعيدا عن الاديولوجيات، وعن الانتماءات السياسية.

إنهم رجال ونساء الغد ، من ستؤول لهم أمور تسيير البلاد والمؤسسات والمجتمع ، بعيدا عن رغبة ولد عباس وأشباهه ، ودراسة ظاهرتهم وتطوراتها في ظل العولمة قبل أن تفلت منا وتنقلب علينا .

مقالات الكاتب

هنيئا يا جزائر !

كل شيء فيك جميل هذه الأيام يا جزائرنا، انتصارات الفر يق الوطني التي أعادت الأمل للشباب بعد سنوات من...

هلموا إلى الحوار !

لا أدري إن كانت المجاهدة، جميلة بوحيرد، ستقبل أن تكون ضمن الهيئة التي اختارتها منظمات من المجتمع الم...

الهويات القاتلة !

لا بأس أن أستعير من الروائي العالمي، أمين معلوف، هذا العنوان لكتابه "الهويات القاتلة"، لأعبر من خلال...