واسأل نفسي
#وأسأل_نفسي!فتحي بن لزرق"إن الحياة كلمة وموقف، الجبناء لا يكتبون التاريخ، التاريخ يكتبه من عشق الوطن...
قبل أكثر من شهر تداول نشطاء تسجيلا مرئيا لشخصين يقولان بأنهما محققي شرطة في عدن ..
كان المشهد مفزعا لكل من شاهده يومها لرداءة المظهر والحديث وأمور أخرى كثيرة.
ندب الناس حظهم يومها وبكوا ..
قالوا :" لايعقل ..
قلبوا الصور وتسألوا :" أهذه شرطة ؟
لكن واقع الحال كان يقول هذا هو الواقع.
مشهد كهذا شاهدناه في تعز أيضا أشخاص يقولون أنهم من الشرطة لكن أشكالهم في الحقيقة اقرب إلى أفراد عصابات أو بائعي قات..
في صنعاء بدأ المشهد مختلفا ..
ثمة أداء امني مبهر .
الأجهزة الأمنية وقادة الشرط والضباط الأكفاء وأفراد الجهاز المخابراتي الذين ترونهم مع كل واقعة قتل صادمة في صنعاء يجتهدون ويبهرون الناس بأدائهم، لا صلة لهم بالحوثي ولانظامه.
وهذا الاستقرار الأمني تقوده مؤسسة أمنية عمرها عقود .
هذه الكفاءات التي نجحت في ضبط الأمن في مناطق سيطرة الحوثي ليس لهم من صلة بالحوثي ولا جماعته.
الآلاف من الضباط والعمداء والعقداء ليسوا خريجي ملازم حسين الحوثي ولايؤمنون بالحوثي ولا أفكاره،كل هذه الجموع درست وتخرجت من كليات شرطة مختلفة داخل البلد وخارجها خلال 3عقود مضت.
هؤلاء هم هكيل الدولة التي ثار البعض عليها ذات يوم في 2011 وهتفوا الشعب يريد اسقاط النظام.
خذ بيد الطارف منهم وفتش في سيرته الذاتية ستجد انه لم يقرأ قط ملزمة من ملازم (سيد الكهف اللعين) ولم يذهب قط لمعهد من معاهده.
ما الذي حدث؟
ذات يوم هربت الجموع من صنعاء تاركة خلفها قطاع كبير من القيادات الأمنية التي لم تجد خيارا سوى البقاء هناك..
الأمر ليس بيدهم ، يحسب للحوثي هناك انه ابقى على هذه الكفاءات ولم يستبدلها هناك لإدراكه العميق انه لن يسد فراغها.
ويحسب على من سيطروا على تعز وعدن وغيرها من المناطق المحررة أنهم أزاحوا كل هذه الكوادر تصفية لحسابات سياسية وجاءوا بألبلاطجة وأصحاب السوابق واللصوص والمحششين وسلموهم امن الناس وسلامتها..
وقالوا :" نريد دولة ..
وفي عدن وتعز كوادر كهذه لكنهم في البيوت او مشردين..
ماترونه في صنعاء ..
ليس دولة الحوثي ولانظامه ولا كوادره..
ولن تكن ..
الضابط الصغير في صنعاء تخرج ومارس عمله قبل ان يفكر "الحوثي" ذاته بإطلاق خرابه..
هذه دولتكم وهذه كفاءات اليمن التي ثار لبعض ذات يوم عليها ..
هذا جدار اخير من قصر كبير كنا نسكنه ذات يوم و انهالت المعاول عليه لهدمه ..
هذه بقايا دولة ماقبل العام 2011 ...
هذه حقيقة يجب ان يُشار إليها لكي لايُزيف التاريخ ويحرف ..
ولكي لاينسب الحق لغير "اهله"..