مأرب وسدنا الجديد

مأرب! وقد أخذت بوديان الحياة تزدهر، مأرب المتطهرة من كل أدران كابوسنا المرعب وعفنه؛ يأتيها الباطل (الكابوس) باغيا نهارا جهارا، على مرأى من العالم وسمعه! مأرب والأرض تكاد تشقق عن كنوزها وجنتي (سبأ)؛ إلا و(فأر) من كهوف (مران) يحلم بالوصول إلى جدار سدها العتيق ، محدثا فتحة للموت والخراب وللجحافل البدد.

مأرب وهي (سلة غذاء اليمن) ومن تأوي مليونين من النازحين وأكثر بكرم (المذحجي) اليعربي الأصيل، ناجين راجين، هاربين مقهورين من إرهاب مليشيا الحوثي وقمعه وفساده وإفساده؛ يزحف إليها (فأر) إيران بحشود كالهباء يتلوها حشود الغباء! منتحرين على عتباتها... (فنحن اولوا قوة وبأس شديد) ولنا جيشنا الوطني المغوار، ورجال مقاومتنا الشعبية، وأخوة (عرب) تحالفوا على نصرة الشعب اليمني ونجدته، وإعادة الشرعية ودعمها... غايتهم الحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ورأوا ذلك واجبا وحقا، فحق لنا شكرهم وحفظ صنيعهم والوفاء لهم، (فالجيش والمقاومة والتحالف ) هم سد مأرب الجديد الكبير!

وكلما أبيد جحفل من مليشيا الحوثي الموت والظلام؛ على عتبات مأرب وسدنا الجديد؛ نادى السفهاء - في أماكن سيطرتهم- من على منابر السلالة والطائفية للجهاد و(تحرير مأرب) مستغلين جوع الناس وعوزهم تارة؛ للدفع بهم للحرب وسيلة للرزق... وجهل الآخرين المغيبة عقولهم تارة أخرى، وزاد طغيانهم بإقحام الأطفال تغريرا وغصبا.. وحشدوا واحتشدوا .. وهاهم على أعتاب مأرب من جديد يقصفون ويحرقون، بالصواريخ البالستية والكاتيوشا، والطائرات المفخخة، مروعين الأطفال والنساء، وبيوت الله الآمنة!! ومراكز المدينة الصحية والتعليمية ولا يستثنون... يستميتون في اقتحام المدينة، ويدفعون كل حين بتعزيزات عسكرية مهولة، لتحقيق هدفهم، وكأنها حرب المصير.. هذا الاندفاع الهستيري المحموم والهجوم غير المبالي، قد يجعل المدينة واهلها في وضع كارثي خطير، تعجز المنظمات الإنسانية في التعامل معه والتفاعل ايجابا.

قد يفسر المشهد بأن مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران، وهي تستميت في هجومها على مأرب دافعة بكل ثقلها لاقتحامها، قد أمنت جبهتها الغربية الساحلية (الضعيفة) فيها باتفاق (ستوكهولم) حيث صار بمثابة حصانة دولية للحوثيين تحت مبرر (القانون الإنساني) آخذين بالاستفادة منه حد المكر والخداع، وممارسين عبثهم المعهود، وللأسف ثمة من يبرر لهم ويشجعهم على ذلك! من غير حلفائهم المجاهرين بإرهابهم ودعمهم لهذه المليشيا الباغية.

فأين (القانون الإنساني) يامن به تتشدقون به ومأرب تنزف وتدك وتحرق ويروع سكانها الآمنون والنازحون اليها من شر مليشيا الإجرام وحروبها العبثية؟! أم تكيلون بمكيالين؟ كادت الحديدة أن تتطهر من دنس المليشيا وفسادها، واخذت بعض الوية جيشنا الوطني بدعم من ألوية المقاومة وقوات التحالف العربي تسيطر على أطراف المدينة ، وأوشك ميناؤها أن يتحرر، واستبشر أهل تهامة الطيبين بالخلاص؛ فقامت الدنيا ولم تقعد.. وجي بستوكهولم و(القانون الانساني)؛ صيانة للحوثي وطوق نجاة بعد أن كانت خسارته محققة، واستسلامه وشيك.

ربما فهمت مليشيا الحوثي الايرانية رسالة (ستوكهولم) فهما قاصرا، وربما تهامسوا أنها (خديعة) مع حلفائهم من أنظمة الاستبداد والإرهاب:(ايران) وحزب الله، من تسهم في نشر الفتن وإشعال الحروب وبعث الخراب، ويزعجها السلام في اليمن والإقليم والعالم، فنحن نعلم أن ملة الإرهاب واحدة، ومن جعل (الموت شعارا له وقوتا) يسوؤه السلام والحياة، ولولا الموت والخراب ما كانوا ولا سادوا.

كان على (الحذاق) من مليشيا الحوثي، أن يعووا أن (ستوكهولم) هي دعوة شاملة للسلام تصلح للتعميم في كل الجبهات؛ ليس في الساحل الغربي حيث ضعفهم وهزيمتهم الوشيكة، بل تعزيزا لجهود التهدئة المبذولة، وللوصول لحل سياسي شامل في اليمن، إنما بمكرهم وتماهيهم في الاندفاع صوب مأرب بكل قواهم وأسلحتهم، يصيبون تلك الجهود للسلام بمقتل! ويحرجون الوسطاء، وهذا الأمر يدين المليشيا الحوثية ويعريها، ليظهروا على حقيقتهم بأنهم (دعاة ) حرب وهلاك ودمار، قد أغلقوا كل الأبواب التي تدعوهم للسلام الشامل الدائم ، إنها (الحرب) العبث الحوثي المستدام !!!

ثقتنا بالله.. فعلى الباغي تدور الدوائر.. ثقتنا بأيادي سبا مجتمعة تذود عن العرض والأرض ... ثقتنا بجيشنا الوطني ورجال مقاومتنا ... ثقتنا الكبيرة بالتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، فهم لن يسمحوا بأي حال وفي أسوأ الأحوال والظروف بسقوط مدينة مأرب في براثن مليشيا الحوثي الإرهابية الغادرة.

من قلبي لمأرب السلام.. ولسدها الجديد الكبير.

مقالات الكاتب