حين تختفي القيادات خلف مبدأ التفويض

لم يعد ممثلو الاحزاب والتنظيمات المقيمون في الريتز يمتلكون شجاعة الاعتراض ولا حتى الجرأة على اظهار الامتعاض من تصرفات الرئيس هادي ومدير مكتبه ونجله، فصاروا يتقبلون بكل رحابة صدر ما يتعرضون له من الاهانات والتغييب ثم لا يخجلون من اظهار الامتنان والعرفان اذا ما تمت دعوتهم للسلام والمقيل.

لا اتفهم كيف يقبل سياسي افترضه الناس كبيرا ان يطرده الرئيس من موقعه ويحيله الى التحقيق بتهم الفساد والاهمال والتقصير ثم يعود مبتسما ضاحكا ممتنا لانه صار مستشارا! كيف يمكن لعاقل ان ينظر الى هكذا سياسي! ثم هناك من يعلن يأسه من فخامته ثم يركض للقائه بمجرد اتصال من التحويلة!

ماذا حدث للسياسيين؟ كيف استطاع هادي تدجينهم وكبح طموحاتهم؟ وكيف تمكن من جعلهم مجرد قطيع من الموظفين الكبار؟ حتي نائب الرئيس الذي كان شريكا في حكم اليمن حتى ٢٠١١ تحول الى موظف كبير جدا بلا طموح ولا سلطان ولا حضور؟ ورئيس مجلس النواب تناسى انه الاقوى سلطة وقدرة وان لا احد يستطيع عزله او تغييره؟ اما رئيس الحكومة فلا قيمة له ولا وزن على المستوى الوطني الا بالدعم الخارجي المؤقت! وممثلو الاحزاب هم الاخرون لا احد يهتم بأمرهم ولم يعد بامكانهم حشد الناس خلف شعاراتهم!

ان كسل كل هؤلاء وجبنهم اجبرهم على وضع مصيرهم رهينة بيد هادي ثم فوضوه ان يعبث كما اراد بمستقبل الوطن الى حد انه سيختار كل وزراء الحكومة القادمة عدا حصة الانتقالي التي اتفق عليها في اللقاء السري بينه وبين عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي.

مؤسف هذا الحال الذي وصلت اليه البلاد وسياسييها وصار فيها مدير المكتب وحده هو قناة الاتصال التي يتلقون التوجيهات عبرها!

مقالات الكاتب

متى يعود هادي إلى عدن؟

تناولت في مقالي الأسبوع الماضي حجم الآمال التي يعلقها الكثيرون على عودة الحكومة إلى عدن واعتبروها إن...