خالد بحاح سفير بحجم وطن
عبر بعض السجناء اليمنيين الذين يقبعون في السجون المصرية عن فرحتهم واعتزازهم بزيارة السفير خالد بحاح...
كانت إيران واضحة في إطلاق يد الحوثي في الداخل اليمني وفي اتجاهات مختلفة والتعبير عن فائض القوة التي منحت له إقليميا للوصول إلى تشكيل خارطة الشرق الأوسط الجديد الذي يستوعب إسرائيل وإيران وتركيا ، وما قام به الحوثي هو أكبر هدية يمكن أن تقدم لإسرائيل وإيران .
إن الدمار الذي طال اليمن وأدى إلى تشقق المجتمع ، كانت إيران وإسرائيل وراءه واستخدمتا الحوثيين كقفاز لتدمير الدولة ساعدهم على ذلك الرعاية القائمة للمليشيات من قبل الإمارات وشرعنتها من قبل السعودية ، فكلما خلقت الإمارات مليشيا تذهب السعودية إلى شرعنتها على حساب الشرعية الدستورية المنوط بها إدارة وقيادة القرار الوطني .
لجأت المملكة العربية السعودية ومعها الإمارات إلى مصادرة قرار الشرعية وجعلتها تنتج العدم بمهزلة غياب الدولة في المناطق التي لا تتواجد بها عصابة الحوثي ، وما استمرار عصابة الحوثي حتى هذه اللحظة سوى تعويض عن الغياب الفعلي لقرار الشرعية المصادر من قبل المملكة والإمارات .
هناك قطاع واسع من اليمنيين داعم للشرعية ، لكنه يشعر بانتهاك كرامته ، بل ومصادرة أدنى حقوقه ، قطاع واسع يدفع من قوته ودمه وكرامته أثمانا غالية لغياب قرار الشرعية أو تغيبه ، وبالتالي فإن الغضب الذي يعتمل داخل المواطن الفرد أو حتى المجتمع لا يسمح له بأن يترجم إلى فعل سياسي وطني ، بل يتم توجيهه باتجاه الخلافات الحزبية المفتعلة بين الإصلاح والمؤتمر وهذا ما لعبت عليه الإمارات وباركته السعودية .
لم تترك الإمارات والسعودية لهؤلاء سوى منفذ واحد لا يحاسب عليه ، هو منفذ رمي المسؤلية على الإصلاح أو على المؤتمر كما شئت وكيفما شئت واغضب ضد أي فعل قام به أحد المؤتمريين أو أحد الإصلاحيين ولكن إياك أن تقترب من السلطة الفعلية ، ولا من الذي يدير هذه اللعبة الخبيثة ويشرف على تفاصيلها ، حتى رئيس الجمهورية منع من القيام بدوره الدستوري كرئيس للدولة والشعب ولم يسمح له بالاقتراب من القضايا السيادية التي تتصل بأولوياته كرئيس .
وما تقوم به الإمارات وما تمارسه السعودية من أخطاء ، مطلوب من الشرعية عدم الاقتراب من سيادة الدولة ولا حتى احتكار العنف ، فمن حق الإمارات أن تنشئ المليشيات خارج شرعية الشرعية ومن حق السعودية أن تشرعن لها بالاتفاقات ، فإنشاء مليشيات متاح ، بل يجري التحفيز على الغرق فيه طالما أن ذلك يقوض الشرعية ويعزز من مصادرة قرارها .
وليست الحكومة أفضل حالا من مؤسسة الرئاسة ، مسموح للأطراف أن تتقاتل كما تشاء من أجل الحقائب الوزارية وكل طرف يأخذ حصته في هذا الموقع أو ذاك ، وليستصرخ كل طرف السفير السعودي أو الإماراتي ، ولكن ليس من حق الحكومة أن تحضر الاجتماعات الجارية في عمان بين الحوثيين والأمريكيين والسعوديين حول ما يزعمون أنه السلام في اليمن ولا أن تمارس صلاحياتك الدستورية كحكومة يمنية ، فذلك أمر فيه خروج على شروط اللعبة التي رسمت لك .
ولست بحاجة للقول إن الشرعية أريد لها أن تكون مسرحا هامشيا محكوم بأن يبقى في حيز التنازع المناطقي ، وليس من حقها أن تمارس دورها كشرعية في مواجهة نقيضها وكل ماهو غير شرعي ، لهذا ستظل أمريكا وإيران وبريطانيا كوكلاء لإسرائيل يرعون مليشيا الحوثي التي هتكت سيادة اليمن وحولته إلى ملعب لصراعات إقليمية ودولية ، وستظل الإمارات والسعودية ترعيا المليشيات المقوضة للشرعية ، وستبقى الشرعية ترعى المصالح المناطقية على حساب الشراكة الوطنية وسيظل الإصلاحيون والمؤتمريون يستحضرون الماضي لتدمير المستقبل وسيظل أنصار الشرعية الدستورية مقصيين من الفعل السياسي ، وستبقى المليشيات أهم من الشرعية طالما وأن اللجنة الخاصة وآل جابر هم من يديرون ملف الحرب في اليمن
عادل الشجاع.