ما الفرق بين العيش في اليمن وبلدان العالم؟

بعد ان شددت الرحال وسافرت الى جمهورية مصر العربية للعلاج، وبعد ان وطئت ارض مصر، ظننت انني في عالم اخر ليس في كوكب الأرض، ادهشتني تلك المناظر الجميلة والشوارع النظيفة والانوار المضيئة في كل مكان.

وحين وصلت، وبعد ان وضعت امتعتي في الشقة التي قررت السكن فيها، قلت في نفسي لا بد من لفة لك يا ابن القاضي في بعض الأماكن بمصر ومشاهدة الناس كيف تعيش، فخرجت استكشف المكان الذي حولي. وانا امشي في طريقي رأيت امامي بقالة اخذت منها علبة عصير ثم واصلت المشي وانا اشرب حتى إذا فرغت العلبة التفت يمينا ويسارا وانا مهموم.

لم أكن مهموما من موضوع العلاج وعملية القلب المفتوح، بل كان همي اين اضع علبة العصير الفارغة التي بيدي، فمن شدة نظافة الشارع خفت أن يخرج لي رجل امن ويغرمني على فعلتي!.

وانا في منتصف الطريق خطر في بالي ان اضع العلبة الفارغة في احد جيوب الجاكت الذي ارتديه فوضعتها فيه واكملت المشي حتى وصلت الى نهاية الشارع ناسيا ان علبة العصير لازالت في الجاكت، وبعد ان عدت الى البيت مررت بنفس البقالة فتذكرت علبة العصير وتحسست الجيب واذا بها موجودة، ولم اضعها الا في زبالة الشقة. وأخيرا تخلصت منها!.

حينها عرفت الفرق الكبير بين العيش في اليمن وبلدان العالم التي تعيش في ظل خدمات سريعة ومتواجدة على مدار الساعة من كهرباء ومياه وانابيب غاز الى داخل المنازل وبلدية متواجدة في كل حي وشارع.

تذكرت اليمن التي تعيش وسط اكوام من النفايات.

تذكرت اليمن التي تعيش في ظلام دامس ولم تعرف النور منذ سنوات.

تذكرت اليمن وهي تستنجد بالمنظمات الدولية من اجل شربة ماء.

تذكرت العيش المهين في اليمن والناس واقفة في طوابير أسطوانات الغاز.

تخيلوا ان كل بلدان العالم من أفريقيا الى أوروبا الى السعودية الى افعانستان الى باكستان الى الهند تعيش في ظل هذي الخدمات التي ذكرتها في جمهورية مصر العربية، الا في اليمن التي حرمت من هذي الخدمات التي تجاوزها العالم ولم يعد يفكر فيها بل يفكر كيف يصعد الى الفضاء.

والله انها مأساة ان شعوب العالم تتمتع بالخدمات والعيش الكريم في بلدانهم ونحن جعلنا اليمن ملعب صراع، كل فريق يواجه الفريق الاخر.

اخجلوا من أنفسكم يا اوباش وعلى ماذا تتقاتلون؟!

ماذا قدمتم للشعب من خدمات؟

ماذا صنعتم لبلدكم؟

ما هي المكتسبات التي حققتموها للوطن؟

لم يتحقق شي سوى الدمار ومعاناة المواطنين الذين يتجرعون الامرين، ما بين سندان التحالف ومطرقة الحكام في اليمن.

اعملو حسنة تتذكرها الاجيال في ما بعدكم وتكتب في صفحات التاريخ واعلموا ان ....

اليمن يمرض ولكنها لا تموت !