العنصرية:تلكَ عشرة كاملة
«١» تظافرتْ منذُ القِدَمِ العديدُ مِنَ العواملِ والأسبابِ المعقَّدةِ في خلقِ مجتمعٍ شديدِ التَّ...
يا أنت..
اليمنيُّ هو من ينتسِبُ إلىٰ قومٍ قال الجليلُ عنهم: (فسوفَ يأتِ اللهُ بقومٍ يحبُّهمْ ويحبونَه).
اليمنيُّ هو من البقيةِ الباقية علىٰ ظهرِ هذا الكوكب ممن يحملُ قيمَ العروبة، والكرامة، والمروءة، والشَّهامة، والعنفوان، علىٰ علاته، وضعفه!
اليمنيُّ هو رجلُ المكارِم الذي حمَلَ في القديمِ رسالةَ السَّماء، وأوصلها إلىٰ أطرافِ الدنيا، وهو الرجلُ المعاصر الذي يجاهدُ الحياة بعد أن تكالبت عليه، وينحتُ الصَّخر ليبقىٰ علىٰ قيدِ الحياة دونَ أن ينحني لها!
اليمنيُّ هو الشَّاب المهاجر الذي يصنعُ المفاخر شرقًا وغربًا، ويكرمُ من كلِّ مكان، بلا ضجيج؛ لأنه من منبتٍ أصيل، وتاريخٍ تليد، وحاضره يُخشىٰ نهوضه، وهو من هو لو نهضَ واستفاق!
اليمني لا يقيلُ ولا يستقيل، كلُّ قضايا الأرض قضيته، ينافحُ عنها كأنه وحده المكلَّف بالدفاعِ عنها، لأنه امتدادُ الأكابر الذينَ دوَّخوا الدنيا، وتركوا أثرًا في كلِّ بقاعها.
اليمني هو ابنُ الأرض الذي يتشبثُ بها،
من شقَّ الطُّرق الوعرة، وحفرَ القنوات، وشيَّدَ القلاع، والحصون، ونحتَ الجبال، وطوَّعها، وأحال اليباب إلىٰ بقاعٍ للحياة، هو الرجل الذي تلقىٰ الضربات من كلِّ مكان، بقي في الداخل يصارعُ الحياة بلا هوادة، لم يرفعْ صوته بالشكوى، ولمْ يعتب علىٰ صديقٍ مفارق، ولم يَنُحْ كما تنوحُ النِّساء، ابتلع بلواه؛ لأنه قُدَّ من الحجارة، تعتريه الآن حالة من الضَّعف، والعجز؛ لكنه لم يستسلم، سيعيدُ الحياة للحياة، لأنه خُلقَ ليكونَ من عمَّارها!
يخطئُ من يظنُّ أنَّ اليمنيين هم «نخبة السياسة البائسة»، أو تجَّار الحروب، أو الأدوات الرديئة التي تمارسُ الارتزاق، أو سقط المتاع ممن يبيعُ حريته، وكرامته، بعَرَضٍ زائل!
يا أنت..
اليمنيُّ أسمىٰ من كلِّ هؤلاء، وأرفعُ من كلِّ تعريف، وأبلغ من كل قصيدة، لا يحدُّه متن، تضعفُ اللغة عن فسْر معناه، حسبه، أنَّ الخطوبَ عجنته، وحنكته التَّجارِب، وراضه الزَّمان؛ وسبكتْهُ تصاريفُ الأيَّام، وبقي لمعانه، ونقاؤه، وفطرته، وإن غَبَّر الزمان ملامحه!
اليمنيُّ هو اليمني، ابن البقاع التي ينبعثُ منها نفَسُ الرحمن، فلا تنخدع بكبوته فتُسقطه من عليائه، الأيَّام دول، واليمني آتٍ عما قريب!